457
کنز الدعاء المجلد الاول

عَظيمٌ ، لا يَقدِرُ عَلى‏ تَفريجِهِ غَيرُ مُنزِلِهِ ، عَجِّل عَلَى العِبادِ فَرَجَهُ ، فَقَد أشرَفَتِ الأَبدانُ عَلَى الهَلاكِ ، فَإِذا هَلَكَتِ الأَبدانُ هَلَكَ الدّينُ !
يا دَيّانَ العِبادِ ، ومُقَدِّرَ اُمورِهِم بِمَقاديرِ أرزاقِهِم ، لا تَحُل بَينَنا وبَينَ رِزقِكَ ، وهَبنا ما أصبَحنا فيهِ مِن كَرامَتِكَ مُعتَرِفينَ ، قَد اُصيبَ مَن لا ذَنبَ لَهُ مِن خَلقِكَ بِذُنوبِنَا ، ارحَمنا بِمَن جَعَلتَهُ أهلاً بِاستِجابَةِ دُعائِهِ حينَ نَسأَ لُكَ .
يا رَحيمُ ، لا تَحبِس عَنّا ما فِي السَّماءِ ، وَانشُر عَلَينا كَنَفَكَ ۱ ، وعُد عَلَينا رَحمَتَكَ ، وَابسُط عَلَينا كَنَفَكَ ، وعُد عَلَينا بِقَبولِكَ ، وَاسقِنَا الغَيثَ ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطينَ ، ولا تُهلِكنا بِالسِّنينَ ، ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ المُبطِلونَ ، وعافِنا يا رَبِّ مِنَ النَّقِمَةِ فِي الدّينِ ، وشَماتَةِ القَومِ الكافِرينَ ، يا ذَا النَّفعِ وَالنَّصرِ ۲ ، إنَّكَ إن أجَبتَنا فَبِجودِكَ وكَرَمِكَ ، ولِإِتمامِ ما بِنا مِن نَعمائِكَ ، وإن رَدَدتَنا فَبِلا ذَنبٍ مِنكَ لَنا ، ولكِن بِجِنايَتِنا عَلى‏ أنفُسِنا، فَاعفُ عَنّا قَبلَ أن تَصرِفَنا، وأَقِلنا وَاقلِبنا ۳ بِإِنجاحِ الحاجَةِ، يا اللَّهُ . ۴

۵۹۷.دستور معالم الحكم عن حَوثَرَة بن الهِرماس عن الإمام عليّ عليه السلام - في حَديثِ الاِستِسقاءِ وقَد جاءَهُ بَنو دارِمٍ يَشكونَ إلَيهِ البَلاءَ ، فَقالَ - : الحَمدُ للَّهِ‏ِ ، وَالصَّلاةُ عَلى‏ خَيرِ خَلقِ اللَّهِ ، وسَلامٌ عَلَى المُصطَفَينَ مِن عِبادِ اللَّهِ . يا قَنبَرُ ! نادِ : الصَّلاةَ جامِعَةً .
ثُمَّ نَهَضَ مُضجِراً بِنَصيفٍ مُزَبرَقٍ ۵ كَأَنَّما غُرَّتُهُ البَدرُ لِتِمِّهِ ۶ يَكادُ يُعشِي النّاظِرينَ ، يَؤُمُّ المَسجِدَ ، فَصَلّى‏ ، ثُمَّ دَنا مِنَ القَبرِ فَهَينَمَ ۷ بِكَلِماتٍ لَم اُوجِسهُنَّ ، ثُمَّ قامَ قانِتاً ، فَقالَ

1.في بحار الأنوار: «نعمك» بدل «كنفك» . والكَنَف : الجانِب والناحِية ، هذا تمثيل لجعله تحت ظِلّ رحمته يوم القيامة (النهاية ، ج ۴ ص ۲۰۵ «كنف») .

2.كذا في الأصل ، ولعلّ الصواب : «والضرّ» .

3.وفي نسخة : «واقبلنا» .

4.فقه الرضا : ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۳۴ ح ۱۸ .

5.مُزبرقَ : زبرق ثوبه ، إذا صَبَغه (تاج العروس : ج ۱۳ ص ۱۸۷ «زبرق») .

6.تَمّاً وتُمّاً وتِمّاً - ثلاث لغات - : أي تَماماً (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۶۹ «تمم») .

7.الهينَمةُ : الكلام الخفيّ (النهاية : ج ۵ ص ۲۹۰ «هينم») .


کنز الدعاء المجلد الاول
456

اللَّهُمَّ فَاسقِنا غَيثَكَ ، ولا تَجعَلنا مِنَ القانِطينَ ، ولا تُهلِكنا بِالسِّنينَ ۱ ، ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللَّهُمَّ إنّا خَرَجنا إلَيكَ نَشكو إلَيكَ ما لا يَخفى‏ عَلَيكَ حينَ ألجَأَتنَا المَضائِقُ الوَعرَةُ ، وأَجاءَتنَا المَقاحِطُ المُجدِبَةُ ، وأَعيَتنَا المَطالِبُ المُتَعَسِّرَةُ ، وتَلاحَمَت عَلَينَا الفِتَنُ المُستَصعِبَةُ .
اللَّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ أن لا تَرُدَّنا خائِبينَ ولا تَقلِبَنا واجِمينَ ۲ ، ولا تُخاطِبَنا بِذُنوبِنا ۳ ، ولا تُقايِسَنا بِأَعمالِنا .
اللَّهُمَّ انشُر عَلَينا غَيثَكَ وبَرَكَتَكَ ، ورِزقَكَ ورَحمَتَكَ ، وَاسقِنا سُقيا ناقِعَةً ۴ ، مُروِيَةً مُعشِبَةً ، تُنبِتُ بِها ما قَد فاتَ ، وتُحيي بِها ما قَد ماتَ ، نافِعَةَ الحَيا ، كَثيرَةَ المُجتَنى‏ ، تُروي بِهَا القيعانَ ۵ ، وتُسيلُ البُطنانَ ۶ ، وتَستَورِقُ الأَشجارَ ، وتُرخِصُ الأَسعارَ ، إنَّكَ عَلى‏ ما تَشاءُ قَديرٌ . ۷

۵۹۶.فقه الرضا : كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَدعو عِندَ الاِستِسقاءِ بِهذَا الدُّعاءِ يَقولُ :
يا مُغيثَنا ومُعينَنا عَلى‏ دينِنا ودُنيانا ، بِالَّذي تَنشُرُ عَلَينا مِنَ الرِّزقِ ، نَزَلَ بِنا نَبَأٌ

1.السَّنةُ : الجدْبُ ، يقال : أخذتْهم السَّنة ، إذا أجدبوا واُقحطوا ( النهاية : ج ۲ ص ۴۱۳ « سنه » ) .

2.واجمين : أي ساكتين من شدّة الحزن (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۱۱ «وجم») .

3.قوله : «ولا تخاطبنا بذنوبنا» أي لا تجعل جواب دعائنا لك ما تقتضيه ذنوبنا ، كأنّه يجعله كالمخاطب لهم والمجيب عمّا سألوه إيّاه كما يفاوض الواحد منّا صاحبه ويستعطفه فقد يجيبه ويخاطبه بما يقتضيه ذنبه إذا اشتدّت موجدته عليه ونحوه (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۹ ص ۸۲) .

4.ناقع : أي دائم ، والناقع : كالناجع (لسان العرب : ج ۸ ص ۳۶۰ «نقع») .

5.القاع : أرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنّة مستوية حُرّة ، لا حُزونةَ فيها ولا ارتِفاعَ ولا انهِباط ، تَنفَرِجُ عنها الجبالُ والآكامُ (لسان العرب : ج ۸ ص ۳۰۴) .

6.بُطنان الأرض : ما تَوَطَّأ في بطون الأرض ، سَهلِها وحَزَنها ورياضها ، وهي قَرار الماء ومستَنقَعُه ، وهي البواطن والبُطون (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۵۵) .

7.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۱۲ ح ۳ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26458
صفحه از 579
پرینت  ارسال به