455
کنز الدعاء المجلد الاول

عَلَينا سَماءً مُخضِلَةً ، مِدراراً هاطِلَةً ، يُدافِعُ الوَدقُ مِنهَا الوَدقَ ، ويَحفِزُ القَطرُ مِنهَا القَطرَ ، غَيرَ خُلَّبٍ بَرقُها ، ولا جَهامٍ ۱ عارِضُها ، ولا قَزَعٍ ۲ رَبابُها ، ولا شَفّانٍ ۳ ذِهابُها ، حَتّى‏ يُخصِبَ لِإِمراعِهَا المُجدِبونَ ، ويَحيى‏ بِبَرَكَتِهَا المُسنِتونَ ، فَإِنَّكَ تُنزِلُ الغَيثَ مِن بَعدِما قَنَطوا ، وتَنشُرُ رَحمَتَكَ وأَنتَ الوَلِيُّ الحَميدُ . ۴

۵۹۵.عنه عليه السلام - مِن خُطبَةٍ لَهُ فِي الاِستِسقاءِ وفيهِ تَنبيهُ العِبادِ وُجوبَ استِغاثَةِ رَحمَةِ اللَّهِ إذا حُبِسَ عَنهُم رَحمَةُ المَطَرِ : ألا وإنَّ الأَرضَ الَّتي تُقِلُّكُم ، وَالسَّماءَ الَّتي تُظِلُّكُم مُطيعَتانِ لِرَبِّكُم ، وما أصبَحَتا تَجودانِ لَكُم بِبَرَكَتِهِما تَوَجُّعاً لَكُم ، ولا زُلفَةً إلَيكُم ، ولا لِخَيرٍ تَرجُوانِهِ مِنكُم ، ولكِن اُمِرَتا بِمَنافِعِكُم فَأَطاعَتا ، واُقيمَتا عَلى‏ حُدودِ مَصالِحِكُم فَقامَتا .
إنَّ اللَّهَ يَبتَلي عِبادَهُ عِندَ الأَعمالِ السَّيِّئَةِ بِنَقصِ الثَّمَراتِ ، وحَبسِ البَرَكاتِ ، وإغلاقِ خَزائِنِ الخَيراتِ ، لِيَتوبَ تائِبٌ ، ويُقلِعَ مُقلِعٌ ، ويَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ ، ويَزدَجِرَ مُزدَجِرٌ ، وقَد جَعَلَ اللَّهُ سُبحانَهُ الاِستِغفارَ سَبَباً لِدُرورِ الرِّزقِ ، ورَحمَةَ الخَلقِ ، فَقالَ سُبحانَهُ : (اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّتٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَرًا) ۵ ، فَرَحِمَ اللَّهُ امرَأً استَقبَلَ تَوبَتَهُ ، وَاستَقالَ خَطيئَتَهُ ، وبادَرَ مَنِيَّتَهُ .
اللَّهُمَّ إنّا خَرَجنا إلَيكَ مِن تَحتِ الأَستارِ وَالأَكنانِ ، وبَعدَ عَجيجِ البَهائِمِ وَالوِلدانِ ، راغِبينَ في رَحمَتِكَ ، وراجينَ فَضلَ نِعمَتِكَ ، وخائِفينَ مِن عَذابِكَ ونِقمَتِكَ .

1.الجنابُ : الناحية (النهاية : ج ۱ ص ۳۰۳ «جنب») .

2.القَزَعُ : قطع السحاب المتفرّقة (النهاية : ج ۴ ص ۵۹ «قزع») .

3.ولا شفّانٌ ذِهابها : أي قليلة أمطارها ، والذِهابُ : الأمطارُ الليّنَةُ (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۸ «شفن») .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۱۸ ح ۷ .

5.نوح : ۱۰ - ۱۲ .


کنز الدعاء المجلد الاول
454

اللَّهُمَّ فَارحَم أنينَ الآ نَّةِ ، وحَنينَ الحانَّةِ . اللَّهُمَّ فَارحَم حَيرَتَها في مَذاهِبِها ، وأَنينَها في مَوالِجِها .
اللَّهُمَّ خَرَجنا إلَيكَ حينَ اعتَكَرَت ۱ عَلَينا حَدابيرُ ۲ السِّنينَ ، وأَخلَفَتنا مَخايِلُ ۳ الجودِ ، فَكُنتَ الرَّجاءَ لِلمُبتَئِسِ ، وَالبَلاغَ لِلمُلتَمِسِ . نَدعوكَ حينَ قَنَطَ الأَنامُ ، ومُنِعَ الغَمامُ ، وهَلَكَ السَّوامُ ، ألّا تُؤاخِذَنا بِأَعمالِنا ، ولا تَأخُذَنا بِذُنوبِنا . وَانشُر عَلَينا رَحمَتَكَ بِالسَّحابِ المُنبَعِقِ ۴ ، وَالرَّبيعِ المُغدِقِ ، وَالنَّباتِ المونِقِ ، سَحّاً وابِلاً تُحيي بِهِ ما قَد ماتَ ، وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ .
اللَّهُمَّ سُقيا مِنكَ مُحيِيَةً مُرْوِيَةً ، تامَّةً عامَّةً ، طَيِّبَةً مُبارَكَةً ، هَنيئَةً مَريعَةً ۵ ، زاكِياً نَبتُها ، ثامِراً فَرعُها ، ناضِراً وَرَقُها ، تُنعِشُ بِهَا الضَّعيفَ مِن عِبادِكَ ، وتُحيي بِهَا المَيِّتَ مِن بِلادِكَ .
اللَّهُمَّ سُقيا مِنكَ تُعشِبُ بِها نِجادُنا ۶ ، وتَجري بِها وِهادُنا ۷ ، ويُخصِبُ بِها جَنابُنا ۸ ، وتُقبِلُ بِها ثِمارُنا ، وتَعيشُ بِها مَواشينا ، وتَندى‏ بِها أقاصينا ، وتَستَعينُ بِها ضَواحينا مِن بَرَكاتِكَ الواسِعَةِ ، وعَطاياكَ الجَزيلَةِ عَلى‏ بَرِيَّتِكَ المُرمِلَةِ ۹ ، ووَحشِكَ المُهمَلَةِ ، وأَنزِل

1.اعتكرت ، أي تكثّرت وقام بعضها على بعض (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۵۳ «عكر») .

2.الحدابير : جمع حِدبار ، وهي الناقة التي بَدَا عَظمُ ظَهرها ، ونَشزَت حراقِيفُها من الهُزال ، فَشبّه بها السِّنِين التي يَكثُر فيها الجَدْب والقَحط (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۰ «حدبر») .

3.المَخِيلَة : السحابة الخليقة بالمطر (النهاية : ج ۲ ص ۹۳ «خيل») .

4.البُعاق - بالضمّ - : المطر الكثير الغزير الواسِع . ومنه السحاب المُنبَعِق ، أي السائل الكثير السيلان (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۶۹ «بعق») .

5.في بحار الأنوار : «مريئة» بدل «مريعة» .

6.النَّجد : ما ارتفع من الأرض (النهاية : ج ۵ ص ۱۹ «نجد») .

7.الوَهدُ : المطمئنُّ من الأرض والمكان المنخفض كأنّه حفرة (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۷۰ «وهد) .

8.الجنابُ : الناحية (النهاية : ج ۱ ص ۳۰۳ «جنب») .

9.بريّتك المرملة : أي الذين نفذ زادهم ، ولصقوا بالرمل - كفلس - واحد الرمال (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۳۵ «رمل») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26470
صفحه از 579
پرینت  ارسال به