453
کنز الدعاء المجلد الاول

المُجدِبونَ ، ويَحيا بِبَرَكَتِهَا المُسنِتونَ ۱ ، وتَترَعَ بِالقِيعانِ غُدرانُها ، وتورِقَ ذُرَى الآكامِ زَهَراتُها ، ويَدهامَّ ۲ بِذُرَى الآكامِ شَجَرُها ، وتَستَحِقَّ بَعدَ اليَأسِ شُكراً مِنَّةً مِن مِنَنِكَ مُجَلِّلَةً ، ونِعمَةً مِن نِعَمِكَ مُفضَلَةً ، عَلى‏ بَرِيَّتِكَ المُؤَمِّلَةِ ، وبِلادِكَ المُغرِبَةِ ، وبَهائِمِكَ المُعمَلَةِ ، ووَحشِكَ المُهمَلَةِ .
اللَّهُمَّ مِنكَ ارتِجاؤُنا ، وإلَيكَ مَآبُنا ، فَلا تَحبِسهُ عَنّا لِتَبَطُّنِكَ سَرائِرَنا ، ولا تُؤاخِذنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا ، فَإِنَّكَ تُنزِلُ الغَيثَ مِن بَعدِ ما قَنَطوا ، وتَنشُرُ رَحمَتَكَ ، وأَنتَ الوَلِيُّ الحَميدُ .
ثُمَّ بَكى‏ عليه السلام فَقالَ :
سَيِّدي صاخَت ۳ جِبالُنا ، وَاغبَرَّت أرضُنا ، وهامَت دَوابُّنا ، وقَنَطَ ناسٌ مِنّا أو مَن قَنَطَ مِنهُم ، وتاهَتِ البَهائِمُ ، وتَحَيَّرَت في مَراتِعِها ، وعَجَّت عَجيجَ الثَّكلى‏ عَلى‏ أولادِها ، ومَلَّتِ الدَّوَرانَ في مَراتِعِها حينَ حَبَستَ عَنها قَطرَ السَّماءِ ، فَرَقَّ لِذلِكَ عَظمُها ، وذَهَبَ لَحمُها ، وذابَ شَحمُها ، وَانقَطَعَ دَرُّها ، اللَّهُمَّ ارحَم أنينَ الآ نَّةِ ، وحَنينَ الحانَّةِ ، ارحَم تَحَيُّرَها في مَراتِعِها ، وأَنينَها في مَرابِضِها . ۴

۵۹۴.الإمام عليّ عليه السلام - فِي دُعاءٍ استَسقى‏ بِهِ - :
اللَّهُمَّ قَدِ انصاحَت ۵ جِبالُنا ، وَاغبَرَّت أرضُنا ، وهامَت دَوابُّنا ، وتَحَيَّرَت في مَرابِضِها ، وعَجَّت عَجيجَ الثَّكالى‏ عَلى‏ أولادِها ، ومَلَّتِ التَّرَدُّدَ في مَراتِعِها ، وَالحَنينَ إلى‏ مَوارِدِها .

1.المسنِتون : أي المُجدبون ، أصابهم السِنَةُ وهي القحط والجدب (النهاية : ج ۲ ص ۴۰۷ «سنت») .

2.الإدهامُ : أي الشديد الخُضرة ، كأنّها سوداء لشدّة خضرتها (النهاية : ج ۲ ص ۱۴۶ «دهم») .

3.هكذا في المصدر ، وفي كتاب من لا يحضره الفقيه : «ساخت» ، وفي مصباح المتهجّد : «صاحت» .

4.تهذيب الأحكام : ج ۳ ص ۱۵۱ ح ۳۲۸ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۵۲۷ ح ۱۵۰۱ ، مصباح المتهجّد : ص ۵۲۷ ح ۶۱۱ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۲۹۳ ح ۲ .

5.انصاحَت : أي تشقّقت وجفّت لعدم المطر (النهاية : ج ۳ ص ۵۸ «صوح») .


کنز الدعاء المجلد الاول
452

وَالنَّباتِ المونِقِ ، وَامنُن عَلى‏ عِبادِكَ بِتَنويعِ الثَّمَرَةِ ، وأَحيِ بِلادَكَ بِبُلوغِ الزَّهرَةِ ، وأَشهِد مَلائِكَتَكَ الكِرامَ السَّفَرَةَ ، سُقيا مِنكَ نافِعَةً دائِمَةً غُزرُها ، واسِعاً دَرُّها ، سَحاباً وابِلاً سَريعاً عاجِلاً ، تُحيي بِهِ ما قَد ماتَ ، وتَرُدُّ بِهِ ما قَد فاتَ ، وتُخرِجُ بِهِ ما هُوَ آتٍ .
اللَّهُمَّ اسقِنا غَيثاً مُمرِعاً ۱ ، طَبَقاً مُجَلجِلاً ، مُتَتابِعاً خُفوقُهُ ، مُنبَجِسَةً بُروقُهُ ، مُرتَجِسَةً هُموعُهُ ، وسَيبُهُ مُستَدِرٌّ ، وصَوبُهُ مُستَبطِرٌ ، لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَينا سَموماً ، وبَردَهُ عَلَينا حُسوماً ، وضَوءَهُ عَلَينا رُجوماً ، وماءَهُ اُجاجاً ، ونَباتَهُ رَماداً رِمدِداً ۲ .
اللَّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِنَ الشِّركِ وهَواديهِ ، وَالظُّلمِ ودَواهيهِ ، وَالفَقرِ ودَواعيهِ ، يا مُعطِيَ الخَيراتِ مِن أماثِلِها ۳ ، ومُرسِلَ البَرَكاتِ مِن مَعادِنِها ، مِنكَ الغَيثُ المُغيثُ ، وأَنتَ الغِياثُ المُستَغاثُ ، ونَحنُ الخاطِئونَ وأَهلُ الذُّنوبِ ، وأَنتَ المُستَغفَرُ الغَفّارُ ، نَستَغفِرُكَ لِلجَهالاتِ مِن ذُنوبِنا ، ونَتوبُ إلَيكَ مِن عَوامِّ خَطايانا .
اللَّهُمَّ فَأَرسِل عَلَينا دِيمَةً مِدراراً ، وَاسقِنَا الغَيثَ واكِفاً ۴ مِغزاراً ، غَيثاً واسِعاً ، وبَرَكَةً مِنَ الوابِلِ نافِعَةً ، تُدافِعُ الوَدقَ بِالوَدقِ دِفاعاً ، ويَتلُو القَطرُ مِنهُ القَطرَ ، غَيرَ خُلَّبٍ بَرقُهُ ، ولا مُكَذَّبٍ رَعدُهُ ، ولا عاصِفَةٍ جَنائِبُهُ ، بَل رِيّاً يَغُصُّ بِالرِّيِّ رَبابُهُ ، وفاضَ فَانصاعَ بِهِ سَحابُهُ ، وجَرى‏ آثارُ هَيدَبِهِ ۵ جَنابَهُ ، سُقيا مِنكَ مُحيِيَةً مُروِيَةً ، مُحفِلَةً مُفضِلَةً ، زاكِياً نَبتُها ، نامِياً زَرعُها ، ناضِراً عودُها ، مُمرِعَةً آثارُها ، جارِيَةً بِالخِصبِ وَالخَيرِ عَلى‏ أهلِها ، تُنعِشُ بِهَا الضَّعيفَ مِن عِبادِكَ ، وتُحيي بِهَا المَيتَ مِن بِلادِكَ ، وتُنعِمُ بِهَا المَبسوطَ مِن رِزقِكَ ، وتُخرِجُ بِهَا المَخزونَ مِن رَحمَتِكَ ، وتَعُمُّ بِها مَن نَأى‏ مِن خَلقِكَ، حَتّى‏ يُخصِبَ لِإِمراعِهَا

1.يقال : عَيشٌ مُمرِعٌ : أي خصيب واسع (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۸۹ «مرع») .

2.رِمدِداً : أي هالكاً (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۳۲ «رمدد») .

3.في المصادر الاُخرى : «مِن أماكِنِها» .

4.واكِفاً : غزيراً (النهاية : ج ۵ ص ۲۲۰ «وكف») .

5.هَيدبُ السَحابِ : ذيله ، ينصبّ كأنّه خيوط متّصلة (تاج العروس : ج ۲ ص ۴۸۵ «هدب») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26565
صفحه از 579
پرینت  ارسال به