451
کنز الدعاء المجلد الاول

ظُلمَةَ الغَطشِ ۱ ، وفَجَّرَ الأَرضَ عُيوناً ، وَالقَمَرَ نوراً ، وَالنُّجومَ بُهوراً ، ثُمَّ عَلا فَتَمَكَّنَ ، وخَلَقَ فَأَتقَنَ ، وأَقامَ فَتَهَيمَنَ ، فَخَضَعَت لَهُ نَخوَةُ المُستَكبِرِ ، وطَلَبَت إلَيهِ خَلَّةُ المُتَمَسكِنِ .
اللَّهُمَّ فَبِدَرَجَتِكَ الرَّفيعَةِ ، ومَحَلَّتِكَ المَنيعَةِ ، وفَضلِكَ البالِغِ ، وسَبيلِكَ الواسِعِ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَما دانَ لَكَ ، ودَعا إلى‏ عِبادَتِكَ ، وأَوفى‏ بِعُهودِكَ ، وأَنفَذَ أحكامَكَ ، وَاتَّبَعَ أعلامَكَ ، عَبدِكَ ونَبِيِّكَ وأَمينِكَ عَلى‏ عَهدِكَ إلى‏ عِبادِكَ ، القائِمِ بِأَحكامِكَ ، ومُؤَيِّدِ مَن أطاعَكَ ، وقاطِعِ عُذرِ مَن عَصاكَ .
اللَّهُمَّ فَاجعَل مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ أجزَلَ مَن جَعَلتَ لَهُ نَصيباً مِن رَحمَتِكَ ، وأَنضَرَ مَن أشرَقَ وَجهُهُ بِسِجالِ عَطِيَّتِكَ ، وأَقرَبَ الأَنبِياءِ زُلفَةً ۲ يَومَ القِيامَةِ عِندَكَ ، وأَوفَرَهُم حَظّاً مِن رِضوانِكَ ، وأَكثَرَهُم صُفوفَ اُمَّةٍ في جِنانِكَ ، كَما لَم يَسجُد لِلأَحجارِ ، ولَم يَعتَكِف لِلأَشجارِ ، ولَم يَستَحِلَّ السِّباءَ ۳ ، ولَم يَشرَبِ الدِّماءَ .
اللَّهُمَّ خَرَجنا إلَيكَ حينَ فاجَأَتنَا المَضايِقُ الوَعرَةُ ، وأَلجَأَتنَا المَحابِسُ العَسِرَةُ ، وعَضَّتنا عَلائِقُ الشَّينِ ، وتَأَثَّلَت عَلَينا لَواحِقُ المَينِ ۴ ، وَاعتَكَرَت عَلَينا حَدابيرُ ۵ السِّنينَ ، وأَخلَقَتنا مَخايِلُ الجودِ ، وَاستَظمَأنا لِصَوارِخِ القَودِ ، فَكُنتَ رَجاءَ المُبتَئِسِ ، وَالثِّقَةَ لِلمُلتَمِسِ ، نَدعوكَ حينَ قَنَطَ الأَنامُ ، ومُنِعَ الغَمامُ ، وهَلَكَ السَّوامُ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ عَدَدَ الشَّجَرِ وَالنُّجومِ ، وَالمَلائِكَةِ الصُّفوفِ ، وَالعَنانِ المَكفوفِ ، وأَن لا تَرُدَّنا خائِبينَ ، ولا تُؤاخِذَنا بِأَعمالِنا ، ولا تُحاصَّنا بِذُنوبِنا ، وَانشُر عَلَينا رَحمَتَكَ بِالسَّحابِ المُنساقِ ،

1.ظُلمةُ الغَطشِ : أي ظُلمةُ الظلام (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۲۴ «غطش») .

2.الزُلفى : القُربى والمنزلة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۷۸ «زلف») .

3.السِّباءُ : الخَمرُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۰۱ «سبأ») .

4.تأَثَّلَ : أي تأصّل واستحكم أو عظم ، والمَينُ : الكَذِبُ أي عظم واستحكم علينا غضبك اللاحق بكذبنا خصوصاً على اللَّه ورسوله في الأحكام (بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۲۷۹) .

5.حَدابيرُ السنينِ : أي السنينُ التي يكثر فيها الجدبُ والقحط (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۰ «حدبر») .


کنز الدعاء المجلد الاول
450

اللَّهُمَّ اسقِنا غَيثاً مَريعاً ، مُمرِعاً عَريضاً ۱ ، واسِعاً غَزيراً ، تَرُدُّ بِهِ النَّهيضَ ۲ ، وتَجبُرُ بِهِ المَهيضَ ۳ .
[اللَّهُمَ‏] ۴ اسقِنا سَقياً تُسيلُ مِنهُ الرُّضابَ ، وتَملَأُ بِهِ الحِبابَ ۵ ، وتُفَجِّرُ مِنهُ الأَنهارَ ، وتُنبِتُ بِهِ الأَشجارَ ، وتُرخِصُ بِهِ الأَسعارَ في جَميعِ الأَمصارِ ، وتَنعَشُ بِهِ البَهائِمَ وَالخَلقَ ، وتُنبِتُ بِهِ الزَّرعَ ، وتُدِرُّ بِهِ الضَّرعَ ، وتَز[ي]دُنا بِهِ قُوَّةً إلى‏ قُوَّتِنا ۶ .
اللَّهُمَّ لا تَجعَل ظِلَّهُ عَلَينا سَموماً ، ولا تَجعَل بَردَهُ عَلَينا حُسوماً ۷ ، ولا تَجعَل ضَرَّهُ عَلَينا رُجوماً ۸ ، ولا ماءَهُ عَلَينا اُجاجاً ۹ . اللَّهُمَّ ارزُقنا مِن بَرَكاتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ . ۱۰

۵۹۳.تهذيب الأحكام : رُوِيَ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام خَطَبَ بِهذِهِ الخُطبَةِ في صَلاةِ الاِستِسقاءِ فَقالَ :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ سابِغِ النِّعَمِ ، ومُفَرِّجِ الهَمِّ ، وبارِئِ النَّسَمِ ، الَّذِي جَعَلَ السَّماواتِ لِكُرسِيِّهِ عِماداً ، وَالجِبالَ أوتاداً ، وَالأَرضَ لِلعِبادِ مِهاداً ، ومَلائِكَتَهُ عَلى‏ أرجائِها ، وحَمَلَةَ عَرشِهِ عَلى‏ أمطائِها ، وأَقامَ بِعِزَّتِهِ أركانَ العَرشِ ، وأَشرَقَ بِضَوئِهِ شُعاعَ الشَّمسِ ، وأَطفَأَ بِشُعاعِهِ

1.في المصدر : «عديماً» ، وما أثبتناه من النوادر للراوندي .

2.قال المجلسي قدّس سره : النهيض : هو النبات المستوي ، يقال : نهض النبت ، إذا استوى ، والمعنى : تردّ النهيض الذي يبس أو بقي على حاله لاينمو ؛ لفقدان الماء إلى النمو والخضرة والنضارة (بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۱۷) .

3.في المصدر: «عزيزاً يرويه البهم ويجبر به النهم» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار والنوادر للراوندي .

4.الزيادة من النوادر للراوندي .

5.كذا في المصدر ، وفي النوادر للراوندي : «الجباب» . والجباب : جمع جبّ ، وهو البئر التي لم تطو (انظر : الصحاح : ج ۱ ص ۹۶ «جبب») . وأمّا الحباب فهو جمع حُبّ وهو الخابية ، فارسي معرّب (انظر : الصحاح : ج ۱ ص ۱۰۵ «جبب») .

6.في المصدر : «قوّتك» ، وما أثبتناه من نسخة اُخرى .

7.حُسوماً : أي قاطعاً لعمرهم (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۳۵ «حسم») .

8.رجوماً : الرجم : الرمي بالحجارة ، والرجم : القَتلُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۶۸۲ «رجم») .

9.الاُجاج : شديد الملوحة والحرارة ( مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۴ « أجّ » ) .

10.الجعفريّات : ص ۴۹ ، النوادر للراوندي : ص ۱۶۲ ح ۲۴۴ نحوه وفي صدره : «قال عليّ عليه السلام : إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله دعا بهذا الدعاء في الاستسقاء ...» وكلاهما عن الإمام الكاظم عن أبيه عليهما السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۱۵ ح ۴ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26582
صفحه از 579
پرینت  ارسال به