لا يَرحَمونَهُ ، فَقيداً مِن أهلِهِ ووَلَدِهِ ، مُنقَطِعاً عَن إخوانِهِ وبَلَدِهِ ، يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَةٍ بِأَيَّةِ قِتلَةٍ يُقتَلُ ، وبِأَيِّ مُثلَةٍ يُمثَلُ ، وأَ نَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لاَِنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي وسَيِّدي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى وأَصبَحَ يُقاسِي الحَربَ ومُباشَرَةَ القِتالِ بِنَفسِهِ ، قَد غَشِيَتهُ الأعداءُ مِن كُلِّ جانِبٍ ، وَالسُّيوفُ وَالرِّماحُ وآلَةُ الحَربِ ، يَتَقَعقَعُ ۱ فِي الحَديدِ مَبلَغَ مَجهودِهِ ، ولا يَعرِفُ حيلَةً ، ولا يَهتدي سَبيلاً ، ولا يَجِدُ مَهرَباً ، قَد اُدنِفَ بِالجَراحاتِ ، أو مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحتَ السَّنابِكِ وَالأَرجُلِ ، يَتَمَنّى شَربَةً مِن ماءٍ أو نَظرَةً إلى أهلِهِ ووَلَدِهِ ، ولا يَقدِرُ عَلَيها ، وأَ نَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى وأَصبَحَ في ظُلُماتِ البِحارِ ، وعَواصِفِ الرِّياحِ وَالأَهوالِ وَالأَمواجِ ، يَتَوَقَّعُ الغَرَقَ وَالهَلاكَ ، لا يَقدِرُ عَلى حيلَةٍ ، أو مُبتَلىً بِصاعِقَةٍ ، أو هَدمٍ أو غَرَقٍ ، أو حَرَقٍ أو شَرَقٍ ، أو خسفٍ أو مَسخٍ أو قَذفٍ ، وأَ نَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى وأَصبَحَ مُسافِراً شاحِطاً ۲ عَن أهلِهِ ووَطَنِهِ ووَلَدِهِ ، مُتَحَيِّراً فِي المَفاوِزِ ، تائِهاً مَعَ الوُحوشِ وَالبَهائِمِ وَالهَوامِّ ، وَحيداً فَريداً ، لا يَعرِفُ حيلَةً ، ولا يَهتدي سَبيلاً ، أو مُتَأَذِّياً بِبَردٍ أو حَرٍّ ، أو جوعٍ أو عُريٍ ، أو غَيرِهِ مِنَ الشَّدائِدِ ، مِمّا أنَا مِنهُ خِلوٌ ، وأَنَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ