431
کنز الدعاء المجلد الاول

لا يَرحَمونَهُ ، فَقيداً مِن أهلِهِ ووَلَدِهِ ، مُنقَطِعاً عَن إخوانِهِ وبَلَدِهِ ، يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَةٍ بِأَيَّةِ قِتلَةٍ يُقتَلُ ، وبِأَيِّ مُثلَةٍ يُمثَلُ ، وأَ نَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لاَِنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي وسَيِّدي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى‏ وأَصبَحَ يُقاسِي الحَربَ ومُباشَرَةَ القِتالِ بِنَفسِهِ ، قَد غَشِيَتهُ الأعداءُ مِن كُلِّ جانِبٍ ، وَالسُّيوفُ وَالرِّماحُ وآلَةُ الحَربِ ، يَتَقَعقَعُ ۱ فِي الحَديدِ مَبلَغَ مَجهودِهِ ، ولا يَعرِفُ حيلَةً ، ولا يَهتدي سَبيلاً ، ولا يَجِدُ مَهرَباً ، قَد اُدنِفَ بِالجَراحاتِ ، أو مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحتَ السَّنابِكِ وَالأَرجُلِ ، يَتَمَنّى‏ شَربَةً مِن ماءٍ أو نَظرَةً إلى‏ أهلِهِ ووَلَدِهِ ، ولا يَقدِرُ عَلَيها ، وأَ نَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى‏ وأَصبَحَ في ظُلُماتِ البِحارِ ، وعَواصِفِ الرِّياحِ وَالأَهوالِ وَالأَمواجِ ، يَتَوَقَّعُ الغَرَقَ وَالهَلاكَ ، لا يَقدِرُ عَلى‏ حيلَةٍ ، أو مُبتَلىً بِصاعِقَةٍ ، أو هَدمٍ أو غَرَقٍ ، أو حَرَقٍ أو شَرَقٍ ، أو خسفٍ أو مَسخٍ أو قَذفٍ ، وأَ نَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى‏ وأَصبَحَ مُسافِراً شاحِطاً ۲ عَن أهلِهِ ووَطَنِهِ ووَلَدِهِ ، مُتَحَيِّراً فِي المَفاوِزِ ، تائِهاً مَعَ الوُحوشِ وَالبَهائِمِ وَالهَوامِّ ، وَحيداً فَريداً ، لا يَعرِفُ حيلَةً ، ولا يَهتدي سَبيلاً ، أو مُتَأَذِّياً بِبَردٍ أو حَرٍّ ، أو جوعٍ أو عُريٍ ، أو غَيرِهِ مِنَ الشَّدائِدِ ، مِمّا أنَا مِنهُ خِلوٌ ، وأَنَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ

1.التَّقَعقُع : التحرّك (لسان العرب : ج ۸ ص ۲۸۶ «قمع») .

2.الشَّحطُ والشَّحَطُ : البعد (لسان العرب : ج ۷ ص ۳۲۷ «شحط») . وفي طبعة بيروت وبحار الأنوار : «شاخصاً» .


کنز الدعاء المجلد الاول
430

يا إلهي وسَيِّدي مِن فَضلِكَ ما اُريدُهُ سَبَباً إلى‏ رَحمَتِكَ ، وأَتَّخِذُهُ سُلَّماً أعرُجُ فيهِ إلى‏ مَرضاتِكَ ، وآمَنُ بِهِ مِن سَخَطِكَ بِعِزَّتِكَ وطَولِكَ ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَالأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وعَلَيهِم أجمَعينَ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى‏ وأَصبَحَ في كَربِ المَوتِ ، وحَشرَجَةِ الصَّدرِ ، وَالنَّظَرِ إلى‏ ما تَقشَعِرُّ مِنهُ الجُلودُ ، وتَفزَعُ إلَيهِ القُلوبُ ، وأَ نَا في عافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى‏ وأَصبَحَ سَقيماً موجَعاً مُدنَفاً في أنينٍ وعَويلٍ ، يَتَقَلَّبُ في غَمِّهِ ، ولا يَجِدُ مَحيصاً ، ولا يُسيغُ طَعاماً ، ولا يَستَعذِبُ شَراباً ، ولا يَستَطيعُ ضَرّاً ولا نَفعاً ، وهُوَ في حَسرَةٍ ونَدامَةٍ ، وأَ نَا في صِحَّةٍ مِنَ البَدَنِ ، وسَلامَةٍ مِنَ العَيشِ ، كُلُّ ذلِكَ مِنكَ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى‏ وأَصبَحَ خائِفاً مَرعوباً مُسَهَّداً ، مُشفِقاً وَحيداً وَجِلاً ۱ ، هارباً طَريداً أو مُنحَجِزاً في مَضيقٍ ، أو مَخبَأَةٍ مِنَ المَخابي ، قَد ضاقَت عَلَيهِ الأَرضُ بِرُحبِها ، ولا يَجِدُ حيلَةً ولا مَنجى‏ ، ولا مَأوى‏ ولا مَهرباً ، وأَ نَا في أمنٍ وأَمانٍ ، وطُمَأنينَةٍ وعافِيَةٍ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لاَِنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي وسَيِّدي ! وكَم مِن عَبدٍ أمسى‏ وأَصبَحَ مَغلولاً مُكَبَّلاً بِالحَديدِ بِأَيدِي العُداةِ ،

1.في المصدر : « وجاهلاً » ، وما أثبتناه من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26596
صفحه از 579
پرینت  ارسال به