429
کنز الدعاء المجلد الاول

بِمُؤقِ ۱ عَينِهِ ، وجَعَلَ عِرضي غَرَضاً لِمَراميهِ ، وقَلَّدَني خِلالاً لَم يَزَل فيهِ ، فَنادَيتُكَ يا رَبِّ مُستَجيراً بِكَ ، واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِكَ ، مُتَوَكِّلاً عَلى‏ ما لَم أزَل أعرِفُهُ مِن حُسنِ دِفاعِكَ ، عالِماً أنَّهُ لَم يُضطَهَد مَن أوى‏ إلى‏ ظِلِّ كَنَفِكَ ، وأَن لا تَقرَعَ الفَوادِحُ مَن لَجَأَ إلى‏ مَعقِلِ الاِنتِصارِ بِكَ ، فَحَصَّنتَني مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن سَحائِبِ مَكروهٍ قَد جَلَّيتَها ، وسَماءِ نِعمَةٍ أمطَرتَها ، وجَداوِلِ كَرامَةٍ أجرَيتَها ، وأَعيُنِ أحداثٍ طَمَستَها ، وناشِئَةِ رَحمَةٍ نَشَرتَها ، وجُنَّةِ عافِيَةٍ ألبَستَها ، وغَوامِرِ كُرُباتٍ كَشَفتَها ، واُمورٍ جارِيَةٍ قَدَّرتَها ، لَم تُعجِزكَ إذ طَلَبتَها ، ولَم تَمتَنِع عَلَيكَ إذ أرَدتَها ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لاَِنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ ، ومِن عُدمِ إملاقٍ جَبَرتَ ، ومِن مَسكَنَةٍ فادِحَةٍ حَوَّلتَ ، ومِن صَرعَةٍ مُهلِكَةٍ أنعَشتَ ، ومِن مَشَقَّةٍ أزَحتَ ، لا تُسأَلُ يا سَيِّدي عَمّا تَفعَلُ وهُم يُسأَلونَ ، ولا يَنقُصُكَ ما أنفَقتَ ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَيتَ ، ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ ، وَاستُميحَ بابُ فَضلِكَ فَما أكدَيتَ ، أبَيتَ إلّا إنعاماً وَامتِناناً ، وإلّا تَطَوُّلاً يا رَبِّ وإحساناً ، وأَبَيتُ يا رَبِّ إلَّا انتِهاكاً لِحُرُماتِكَ ، وَاجتِراءً عَلى‏ مَعاصيكَ ، وتَعَدِّياً لِحُدودِكَ ، وغَفلَةً عَن وَعيدِكَ ، وطاعَةً لِعَدُوّي وعَدُوِّكَ ، لَم يَمنَعكَ يا إلهي وناصِري إخلالي بِالشُّكرِ عَن إتمامِ إحسانِكَ ، ولا حَجَزَني ذلِكَ عَنِ ارتِكابِ مَساخِطِكَ .
اللَّهُمَّ فَهذا مَقامُ عَبدٍ ذَليلٍ اعتَرَفَ لَكَ بِالتَّوحيدِ ، وأَقَرَّ عَلى‏ نَفسِهِ بِالتَّقصيرِ في أداءِ حَقِّكَ ، وشَهِدَ لَكَ بِسُبوغِ نِعمَتِكَ عَلَيهِ ، وجَميلِ عاداتِكَ عِندَهُ ، وإحسانِكَ إلَيهِ ، فَهَب لي

1.موق العين : مؤخّرها (المصباح المنير : ص ۵۸۵ «موق») .


کنز الدعاء المجلد الاول
428

لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن باغٍ بَغاني بِمَكائِدِهِ ، ونَصَبَ لي أشراكَ مَصائِدِهِ ، ووَكَّلَ بي تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ ، وأَضبَأَ إلَيَّ إضباءَ السَّبُعِ لِطَريدَتِهِ ؛ انتِظاراً لِانتِهازِ فُرصَتِهِ ۱ ، وهُوَ يُظهِرُ لي بَشاشَةَ المَلَقِ ۲ ، ويَبسُطُ لي وَجهاً غَيرَ طَلقٍ ، فَلَمّا رَأَيتَ دَغَلَ سَريرَتِهِ ۳ ، وقُبحَ مَا انطَوى‏ عَلَيهِ لِشَريكِهِ في مُلَبِّهِ ، وأَصبَحَ مُجلِباً إلَيَّ في بَغيِهِ ، أركَستَهُ لِاُمِّ رَأسِهِ ، وأَتَيتَ بُنيانَهُ مِن أساسِهِ ، فَصَرَعتَهُ في زُبيَتِهِ ۴ ، وأَردَيتَهُ في مَهوى‏ حُفرَتِهِ ۵ ، ورَمَيتَهُ بِحَجَرِهِ ، وخَنَقتَهُ بِوَتَرِهِ ، وذَكَّيتَهُ بِمَشاقِصِهِ ۶ ، وكَبَبتَهُ لِمَنخِرِهِ ، ورَدَدتَ كَيدَهُ في نَحرِهِ، ووَبِقتَهُ ۷ بِنَدامَتِهِ ، وفَتَنتَهُ ۸ بِحَسرَتِهِ ، فَاستُخذِلَ وَاستَخذَأَ ۹ ، وتَضاءَلَ بَعدَ نَخوَتِهِ ، وَانقَمَعَ بَعدَ استِطالَتِهِ ذَليلاً مَأسوراً في رِبقِ حَبائِلِهِ ، الَّتي كانَ يُؤَمِّلُ أن يَرانِيَ فيها يَومَ سَطوَتِهِ ، وقَد كِدتُ لَولاَ رَحمَتُكَ يَحِلُّ بي ما حَلَّ بِساحَتِهِ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن حاسِدٍ شَرِقَ بِحَسَدِهِ ، وشَجِيَ بِغَيظِهِ ، وسَلَقَني بِحَدِّ لِسانِهِ ، ووَخَزَني

1.الفرصة ( خ ل ) .

2.المَلَقُ : الودّ واللطف الشديد ( لسان العرب : ج ۱۰ ص ۳۴۷ « ملق » ) .

3.دغل السريرة : خبثها ومكرها وخديعتها (مجمع البحرين : ج ۵ ، ص ۳۷۲ «دغل») .

4.الزبية : حفرة يتزبّى‏ فيها الرجل للصيد (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۵۳ «زبي») .

5.زاد في بحار الأنوار والبلد الأمين هنا : « وجَعَلتَ خَدَّهُ طَبَقاً لِتُرابِ رِجلِهِ ، وشَغَلتَهُ في بَدَنِهِ ورِزقِهِ » .

6.مِشقَص - كمنبر - : نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض ، والجمع مشاقص (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۶۶ «شقص») .

7.وَبَقَ الرَّجلُ يَبِقُ : هلك ، وأَوبَقَهُ هو ؛ وأَوْبَقه أيضاً: ذَلَّله . وفيه لغة اُخرى : وَبِقَ يَوْبَقُ وأَوْبَقه : أَهلكه . ووَبِقَ في دَينه : إذا نشب فيه ( لسان العرب : ج ۱۰ ص ۳۷۰ « وبق » ) . وفي بحار الأنوار : «وثقته» .

8.في بحار الأنوار : «فنيته» .

9.استخذأ : خضع وانقاد (انظر : لسان العرب : ج ۱ ، ص ۶۴ «خذأ») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26600
صفحه از 579
پرینت  ارسال به