بِمُؤقِ ۱ عَينِهِ ، وجَعَلَ عِرضي غَرَضاً لِمَراميهِ ، وقَلَّدَني خِلالاً لَم يَزَل فيهِ ، فَنادَيتُكَ يا رَبِّ مُستَجيراً بِكَ ، واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِكَ ، مُتَوَكِّلاً عَلى ما لَم أزَل أعرِفُهُ مِن حُسنِ دِفاعِكَ ، عالِماً أنَّهُ لَم يُضطَهَد مَن أوى إلى ظِلِّ كَنَفِكَ ، وأَن لا تَقرَعَ الفَوادِحُ مَن لَجَأَ إلى مَعقِلِ الاِنتِصارِ بِكَ ، فَحَصَّنتَني مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لِأَنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن سَحائِبِ مَكروهٍ قَد جَلَّيتَها ، وسَماءِ نِعمَةٍ أمطَرتَها ، وجَداوِلِ كَرامَةٍ أجرَيتَها ، وأَعيُنِ أحداثٍ طَمَستَها ، وناشِئَةِ رَحمَةٍ نَشَرتَها ، وجُنَّةِ عافِيَةٍ ألبَستَها ، وغَوامِرِ كُرُباتٍ كَشَفتَها ، واُمورٍ جارِيَةٍ قَدَّرتَها ، لَم تُعجِزكَ إذ طَلَبتَها ، ولَم تَمتَنِع عَلَيكَ إذ أرَدتَها ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني لاَِنعُمِكَ مِنَ الشّاكِرينَ ، ولِآلائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ .
إلهي ! وكَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ ، ومِن عُدمِ إملاقٍ جَبَرتَ ، ومِن مَسكَنَةٍ فادِحَةٍ حَوَّلتَ ، ومِن صَرعَةٍ مُهلِكَةٍ أنعَشتَ ، ومِن مَشَقَّةٍ أزَحتَ ، لا تُسأَلُ يا سَيِّدي عَمّا تَفعَلُ وهُم يُسأَلونَ ، ولا يَنقُصُكَ ما أنفَقتَ ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَيتَ ، ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ ، وَاستُميحَ بابُ فَضلِكَ فَما أكدَيتَ ، أبَيتَ إلّا إنعاماً وَامتِناناً ، وإلّا تَطَوُّلاً يا رَبِّ وإحساناً ، وأَبَيتُ يا رَبِّ إلَّا انتِهاكاً لِحُرُماتِكَ ، وَاجتِراءً عَلى مَعاصيكَ ، وتَعَدِّياً لِحُدودِكَ ، وغَفلَةً عَن وَعيدِكَ ، وطاعَةً لِعَدُوّي وعَدُوِّكَ ، لَم يَمنَعكَ يا إلهي وناصِري إخلالي بِالشُّكرِ عَن إتمامِ إحسانِكَ ، ولا حَجَزَني ذلِكَ عَنِ ارتِكابِ مَساخِطِكَ .
اللَّهُمَّ فَهذا مَقامُ عَبدٍ ذَليلٍ اعتَرَفَ لَكَ بِالتَّوحيدِ ، وأَقَرَّ عَلى نَفسِهِ بِالتَّقصيرِ في أداءِ حَقِّكَ ، وشَهِدَ لَكَ بِسُبوغِ نِعمَتِكَ عَلَيهِ ، وجَميلِ عاداتِكَ عِندَهُ ، وإحسانِكَ إلَيهِ ، فَهَب لي