427
کنز الدعاء المجلد الاول

بَينَما أنَا جالِسٌ في مُصَلّايَ بَعدَ فَراغي مِن وِردي ، وقَد تَنَوَّمَت ۱ عَينايَ ، إذ سَنَحَ لي جَدّي رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامي ، فَشَكَوتُ إلَيهِ موسَى بنَ المَهدِيِّ ، وذَكَرتُ ما جَرى‏ مِنهُ في أهلِ بَيتِهِ ، وأَ نَا مُشفِقٌ مِن غَوائِلِهِ ، فَقالَ لي : لِتَطِب نَفسُكَ يا موسى‏ ، فَما جَعَلَ اللَّهُ لِموسى‏ عَلَيكَ سَبيلاً ، فَبَينَما هُوَ يُحَدِّثُني إذ أخَذَ بِيَدي وقالَ لي : قَد أهلَكَ اللَّهُ آنِفاً عَدُوَّكَ فَلتُحسِن للَّهِ‏ِ شُكرَكَ .
قالَ : ثُمَّ استَقبَلَ أبُو الحَسَنِ القِبلَةَ ورَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ يَدعو ۲ . . . قالَ : فَسَمِعناهُ وهُوَ يَقولُ في دُعائِهِ : «شُكراً للَّهِ‏ِ ، جَلَّت عَظَمَتُهُ» . الدُّعاءُ ۳ :
«إلهي ! كَم مِن عَدُوٍّ انتَضى‏ عَلَيَّ سَيفَ عَداوَتِهِ ، وشَحَذَ لي ظُبَةَ مُديَتِهِ ، وأَرهَفَ لي شَبا حَدِّهِ ، ودافَ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، وسَدَّدَ نَحوي صَوائِبَ سِهامِهِ ، ولَم تَنَم عَنّي عَينُ حِراسَتِهِ ، وأَضمَرَ أن يَسومَنِي المَكروهَ ، ويُجَرِّعَني ذُعافَ مَرارَتِهِ ، فَنَظَرتَ إلى‏ ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَنِ الانتِصارِ مِمَّن قَصَدَني بِمُحارَبَتِهِ ، ووَحدَتي في كَثيرِ مَن ناواني ، وإرصادِهِم لي فيما لَم اُعمِل فيهِ فِكري فِي الإِرصادِ لَهُم بِمِثلِهِ ، فَأَيَّدتَني بِقُوَّتِكَ ، وشَدَدتَ أزري بِنَصرِكَ ، وفَلَلتَ لي شَبا حَدِّهِ ، وخَذَلتَهُ بَعدَ جَمعِ عَديدِهِ وحَشدِهِ ، وأَعلَيتَ كَعبي عَلَيهِ ، ووَجَّهتَ ما سَدَّدَ إلَيَّ مِن مَكائِدِهِ إلَيهِ ، ورَدَدتَهُ ، ولَم يَشفِ غَليلَهُ ، ولَم تَبرُد حَراراتُ ۴ غَيظِهِ ، وقَد عَضَّ عَلَيَّ أنامِلَهُ ، وأَدبَرَ مُوَلِّياً قَد أخفَقَت سَراياهُ ، فَلَكَ الحَمدُ يا رَبِّ مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني

1.في بحار الأنوار : «هَوَّمَت» ، وقال في شرحه : هَوَّمَ الرَّجُلُ إذا هَزَّ رَأسَهُ من النعاس (بحار الأنوار : ج ۴۸ ص ۱۵۳) .

2.قال في تتمّة الحديث هنا : «فَقالَ أبُو الوَضَّاحِ : فَحَدَّثَني أبي قالَ : كانَ جَماعَةٌ مِن خاصَّةِ أبِي الحَسَنِ عليه السلام مِن أهلِ بَيتِهِ وشيعَتِهِ يَحضُرونَ مَجلِسَهُ ومَعَهُم في أكمامِهِم ألواحُ آبَنوسٍ لِطافٌ وأَميالٌ ، فَإِذا نَطَقَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام بِكَلِمَةٍ أو أفتى‏ في نازِلَةٍ أثبَتَ القَومُ ما سَمِعوا مِنهُ في ذلِكَ» .

3.هذا الدعاء معروف بدعاء الجوشن الصغير .

4.في بحار الأنوار : « حزازات » بدل « حرارات » .


کنز الدعاء المجلد الاول
426

۵۷۵.مهج الدعوات عن أبي الوَضّاح عن أبيه عبد اللَّه النَّهشَلي : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ صَاحِبُ فَخٍّ - وهُوَ الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ - بِفَخٍّ وتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ ، حُمِلَ رَأسُهُ وَالأَسرى‏ مِن أصحابِهِ إلى‏ موسَى بنِ المَهدِيِّ . . . .
ثُمَّ أمَرَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَسرى‏ فَوَبَّخَهُ ، ثُمَّ قَتَلَهُ ، ثُمَّ صَنَعَ مِثلَ ذلِكَ بِجَماعَةٍ مِن وُلدِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وأَخَذَ مِنَ الطّالِبِيِّينَ وجَعَلَ يَنالُ ۱ مِنهُم ، إلى‏ أن ذَكَرَ موسَى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام فَنالَ مِنهُ ، ثُمَّ قالَ : وَاللَّهِ ، ما خَرَجَ حُسَينٌ إلّا عَن أمرِهِ ، ولَا اتَّبَعَ إلّا مَحَبَّتَهُ ؛ لِأَ نَّهُ صاحِبُ الوَصِيَّةِ في أهلِ هذَا البَيتِ ، قَتَلَنِيَ اللَّهُ إن أبقَيتُ عَلَيهِ ...
قالَ : وكَتَبَ عَلِيُّ بنُ يَقطينٍ إلى‏ أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام بِصورَةِ الأَمرِ ، فَوَرَدَ الكِتابُ ، فَلَمّا أصبَحَ أحضَرَ أهلَ بَيتِهِ وشيعَتَهُ ، فَأَطلَعَهُم أبُو الحَسَنِ عليه السلام عَلى‏ ما وَرَدَ عَلَيهِ مِنَ الخَبَرِ ، وقالَ لَهُم : ما تُشيرونَ في هذا ؟ فَقالوا : نُشيرُ عَلَيكَ - أصلَحَكَ اللَّهُ وعَلَينا مَعَكَ - أن تُباعِدَ شَخصَكَ عَن هذَا الجَبّارِ وتُغَيِّبَ شَخصَكَ دونَهُ ، فَإِنَّهُ لا يُؤمَنُ شَرُّهُ وعادِيَتُهُ وغَشمُهُ ، سِيَّما وقَد تَوَعَّدَكَ وإيّانا مَعَكَ ، فَتَبَسَّمَ موسى‏ عليه السلام ثُمَّ تَمَثَّلَ بِبَيتِ كَعبِ بنِ مالِكٍ أخي بَني سَلَمَةَ ، وهُوَ :


زَعَمَت سَخينَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّهافَلَيُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ‏
ثُمَّ أقبَلَ عَلى‏ مَن حَضَرَهُ مِن مَواليهِ وأَهلِ بَيتِهِ فَقالَ : لِيَفرَح رَوعُكُم ، إنَّهُ لا يَرِدُ أوَّلُ كِتابٍ مِنَ العِراقِ إلّا بِمَوتِ موسَى بنِ المَهدِيِّ وهَلاكِهِ .
فَقالوا : وما ذاكَ أصلَحَكَ اللَّهُ ؟
فَقالَ : قَد - وحُرمَةِ هذَا القَبرِ - ماتَ في يَومِهِ هذَا ، وَاللَّهِ ، (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) ۲سَاُخبِرُكُم بِذلِكَ :

1.في المصدر : «يسأل» ، والتصويب من بحار الأنوار ، وكذا في الموضع الآتي .

2.الذاريات : ۲۳ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26614
صفحه از 579
پرینت  ارسال به