425
کنز الدعاء المجلد الاول

الحَفيرِ الَّذِي احتَفَرَهُ لي ، خائِباً مِمّا أمَّلَهُ فِي الدُّنيا ، مُتَباعِداً مِمّا رَجاهُ فِي الآخِرَةِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى‏ ذلِكَ قَدرَ استِحقاقِكَ سَيِّدي .
اللَّهُمَّ فَخُذهُ بِعِزَّتِكَ ، وَافلُل حَدَّهُ عَنّي بِقُدرَتِكَ ، وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فيما يَليهِ ، وعَجزاً عَمّا يُناويهِ ، اللَّهُمَّ وأَعدِني عَلَيهِ عَدوى‏ حاضِرَةً ، تَكونُ مِن غَيظي شِفاءً ، ومِن حَنَقي عَلَيهِ وَفاءً ، وصِلِ اللَّهُمَّ دُعائي بِالإِجابَةِ ، وَانظِم شِكايَتي بِالتَّغييرِ ، وعَرِّفهُ عَمّا قَليلٍ ما أوعَدتَ الظّالِمينَ ، وعَرِّفني ما وَعَدتَ في إجابَةِ المُضطَرّينَ ، إنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ ، وَالمَنِّ الكَريمِ .
قالَ : ثُمَّ تَفَرَّقَ القَومُ ، فَمَا اجتَمَعوا إلّا لِقِراءَةِ الكِتابِ بِمَوتِ موسَى بنِ المَهدِيِّ . ۱

۵۷۴.مهج الدعوات عن عليّ بن يقطين : كُنتُ واقِفاً عَلى رَأسِ هارونَ الرَّشيدِ إذ دَعا موسَى بنَ جَعفَرٍ وهُوَ يَتَلَظّى‏ عَلَيهِ ، فَلَمّا دَخَلَ حَرَّكَ شَفَتَيهِ بِشَي‏ءٍ ، فَأَقبَلَ هارونُ عَلَيهِ ولاطَفَهُ وبَرَّهُ ، وأَذِنَ لَهُ في الرُّجوعِ .
فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ ، إنَّكَ دَخَلتَ عَلى هارونَ وهُوَ يَتَلَظّى عَلَيكَ ، فَلَم أشُكَّ إلّا أنَّهُ يَأمُرُ بِقَتلِكَ ، فَسَلَّمَكَ اللَّهُ مِنهُ ، فَمَا الَّذي كُنتَ تُحَرِّكُ ۲ بِهِ شَفَتَيكَ ؟
فَقالَ عليه السلام : إنّي دَعَوتُ بِدُعاءَينِ : أحَدُهُما خاصٌّ ، وَالآخَرُ عامٌّ ، فَصَرَفَ اللَّهُ شَرَّهُ عَنّي .
فَقُلتُ : ما هُما يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ؟ فَقالَ : أمَّا الخاصُّ : «اللَّهُمَّ إنَّكَ حَفِظتَ الغُلامَينِ لِصَلاحِ أبَوَيهِما ، فَاحفَظني لِصَلاحِ آبائي» . وأَمَّا العامُّ : «اللَّهُمَّ إنَّكَ تَكفي مِن كُلِّ أحَدٍ ولا يَكفي مِنكَ أحَدٌ ، فَاكفِنيهِ بِما شِئتَ ، وكَيفَ شِئتَ ، وأَنّى‏ شِئتَ» . فَكَفانِيَ اللَّهُ شَرَّهُ . ۳

1.مهج الدعوات : ص ۲۸ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۷۹ ح ۷ ، الأمالي للطوسي : ص ۴۲۱ ح ۹۴۴ ، الأمالي للصدوق : ص ۴۵۹ ح ۶۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۳۷ ح ۶ و ج ۴۸ ص ۲۱۷ ح ۱۷ .

2.في المصدر : «تَتَحرّكُ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.مهج الدعوات : ص ۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۳۸ ح ۶ .


کنز الدعاء المجلد الاول
424

اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقتَني ورَزَقتَني وسَتَرتَني عَنِ العِبادِ بِلُطفِ ما خَوَّلتَني وأَغنَيتَني ، إذا هَويتُ رَدَدتَني ، وإذا عَثَرتُ قَوَّمتَني ، وإذا مَرِضتُ شَفَيتَني ، وإذا دَعَوتُ أجَبتَني ، يا سَيِّدِي ، ارضَ عَنّي فَقَد أرضَيتَني . ۱

۵۷۲.مهج الدعوات : حِجابُ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام :
تَوَكَّلتُ عَلَى الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، وتَحَصَّنتُ بِذِي العِزَّةِ وَالجَبروتِ ، وَاستَعَنتُ بِذِي الكِبرِياءِ وَالمَلَكوتِ ، مَولايَ استَسلَمتُ إلَيكَ فَلا تُسلِمني ، وتَوَكَّلتُ عَلَيكَ فَلا تَخذُلني ، ولَجَأتُ إلى‏ ظِلِّكَ البَسيطِ فَلا تَطرَحني ، أنتَ المَطلَبُ ، وإلَيكَ المَهرَبُ ، تَعلَمُ ما اُخفي وما اُعلِنُ ، وتَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ ، فَأَمسِك عَنِّي اللَّهُمَّ أيدِيَ الظّالِمينَ ، مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعينَ ، وَاشفِني وعافِني يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۲

۵۷۳.مهج الدعوات عن عليّ بن يقطين : اُنمِيَ الخَبَرُ إلى‏ أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أهلِ بَيتِهِ بِما عَزَمَ عَلَيهِ موسَى بنُ المَهدِيِّ في أمرِهِ .
فَقالَ لِأَهلِ بَيتِهِ : ما تَرَونَ ؟ قالوا : نَرى‏ أن تَتَباعَدَ مِنهُ ، وأَن تُغَيِّبَ شَخصَكَ عَنهُ ، فَإِنَّهُ لا يُؤمَنُ شَرُّهُ ! فَتَبَسَّمَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام ثُمَّ قالَ :


زَعَمَت سَخينَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّهافَلَيُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ‏
ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ :
إلهي ! كَم مِن عَدُوٍّ شَحَذَ لي ظُبَةَ مُديَتِهِ ، وأَرهَفَ لي شَبا حَدِّهِ ، ودافَ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، ولَم تَنَم عَنّي عَينُ حِراسَتِهِ ، فَلَمّا رَأَيتَ ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَن مُلِمّاتِ الجَوائِحِ ۳ ، صَرَفتَ ذلِكَ عَنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، لا بِحَولٍ مِنّي ولا قُوَّةٍ ، فَأَلقَيتَهُ فِي

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۷۸ ح ۵ ، المجتنى : ص ۸۵ ، المصباح للكفعمي : ص ۳۳۰ من دون إسناد إلى أحد من أهل البيت عليهم السلام وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۲۱۴ ح ۵ .

2.مهج الدعوات : ص ۲۹۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۷۶ ح ۱ .

3.في المصدر : «الجوانح» ، وما أثبتناه من المصادر الاُخرى وهو الأنسب . والجوائح جمع جائحة : وهي كلّ مصيبة عظيمة ( النهاية : ج ۱ ص ۳۱۲ «جوح») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26621
صفحه از 579
پرینت  ارسال به