فَقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : تَحلِفُ أيُّهَا الرَّجُلُ أنَّ هذَا الَّذي رَفَعتَهُ صَحيحٌ ؟
قالَ : نَعَم . ثُمَّ ابتَدَأَ الرَّجُلُ بِاليَمينِ فَقالَ : وَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الطّالِبُ الغالِبُ الحَيُّ القَيُّومُ .
فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ عليه السلام : لا تَعجَل في يَمينِكَ فَإِنّي أنَا أستَحلِفُ .
قالَ المَنصورُ : وما أنكَرتَ مِن هذِهِ اليَمينِ ؟ قالَ عليه السلام : إنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَريمٌ يَستَحيي مِن عَبدِهِ إذا أثنى عَلَيهِ أن يُعاجِلَهُ بِالعُقوبَةِ لِمَدحِهِ لَهُ ، ولكِن قُل يا أيُّهَا الرَّجُلُ : أبرَأُ إلَى اللَّهِ مِن حَولِهِ وقُوَّتِهِ وأَلجَأُ إلى حَولي وقُوَّتي إنّي لَصَادِقٌ بَرٌّ فيما أقولُ .
فَقالَ المَنصورُ لِلقُرَشِيِّ : اِحلِف بِمَا استَحلَفَكَ بِهِ أبو عَبدِ اللَّهِ . فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهذِهِ اليَمينِ ، فَلَم يَستَتِمَّ الكَلامَ حَتّى أجذَمَ وخَرَّ مَيِّتاً . فَراعَ أبا جَعفَرٍ ذلِكَ وَارتَعَدَت فَرائِصُهُ ، فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، سِر مِن غَدٍ إلى حَرَمِ جَدِّكَ إنِ اختَرتَ ذلِكَ ، وإنِ اختَرتَ المُقامَ عِندَنا لَم نَألُ في إكرامِكَ وبِرِّكَ ، فَوَ اللَّهِ لا قَبِلتُ عَلَيكَ قَولَ أحَدٍ بَعدَها أبَداً . ۱
ح - الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلام
۵۷۱.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الفضل بن الربيع عن الإمام الكاظم عليه السلام - في جَوابِ الفَضلِ حينَ قالَ لَهُ : مَا الَّذي قُلتَ حَتّى كُفيتَ أمرَ هارونَ الرَّشيدِ ؟ - : دُعاءُ جَدّي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، كانَ إذا دَعا بِهِ ما بَرَزَ إلى عَسكَرٍ إلّا هَزَمَهُ ، ولا إلى فارِسٍ إلّا قَهَرَهُ ، وهُوَ دُعاءُ كِفايَةِ البَلاءِ . قُلتُ : وما هُوَ ؟ قالَ : قُلتُ :
اللَّهُمَّ بِكَ اُساوِرُ ، وبِكَ اُحاوِلُ ، وبِكَ اُجاوِرُ ۲ ، وبِكَ أصولُ ، وبِكَ أنتَصِرُ ، وبِكَ أموتُ وبِكَ أحيا ، أسلَمتُ نَفسي إلَيكَ ، وفَوَّضتُ أمري إلَيكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ .