423
کنز الدعاء المجلد الاول

فَقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : تَحلِفُ أيُّهَا الرَّجُلُ أنَّ هذَا الَّذي رَفَعتَهُ صَحيحٌ ؟
قالَ : نَعَم . ثُمَّ ابتَدَأَ الرَّجُلُ بِاليَمينِ فَقالَ : وَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الطّالِبُ الغالِبُ الحَيُّ القَيُّومُ .
فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ عليه السلام : لا تَعجَل في يَمينِكَ فَإِنّي أنَا أستَحلِفُ .
قالَ المَنصورُ : وما أنكَرتَ مِن هذِهِ اليَمينِ ؟ قالَ عليه السلام : إنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَريمٌ يَستَحيي مِن عَبدِهِ إذا أثنى‏ عَلَيهِ أن يُعاجِلَهُ بِالعُقوبَةِ لِمَدحِهِ لَهُ ، ولكِن قُل يا أيُّهَا الرَّجُلُ : أبرَأُ إلَى اللَّهِ مِن حَولِهِ وقُوَّتِهِ وأَلجَأُ إلى‏ حَولي وقُوَّتي إنّي لَصَادِقٌ بَرٌّ فيما أقولُ .
فَقالَ المَنصورُ لِلقُرَشِيِّ : اِحلِف بِمَا استَحلَفَكَ بِهِ أبو عَبدِ اللَّهِ . فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهذِهِ اليَمينِ ، فَلَم يَستَتِمَّ الكَلامَ حَتّى‏ أجذَمَ وخَرَّ مَيِّتاً . فَراعَ أبا جَعفَرٍ ذلِكَ وَارتَعَدَت فَرائِصُهُ ، فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، سِر مِن غَدٍ إلى‏ حَرَمِ جَدِّكَ إنِ اختَرتَ ذلِكَ ، وإنِ اختَرتَ المُقامَ عِندَنا لَم نَألُ في إكرامِكَ وبِرِّكَ ، فَوَ اللَّهِ لا قَبِلتُ عَلَيكَ قَولَ أحَدٍ بَعدَها أبَداً . ۱

ح - الدَّعَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلام

۵۷۱.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الفضل بن الربيع عن الإمام الكاظم عليه السلام - في جَوابِ الفَضلِ حينَ قالَ لَهُ : مَا الَّذي قُلتَ حَتّى‏ كُفيتَ أمرَ هارونَ الرَّشيدِ ؟ - : دُعاءُ جَدّي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، كانَ إذا دَعا بِهِ ما بَرَزَ إلى‏ عَسكَرٍ إلّا هَزَمَهُ ، ولا إلى‏ فارِسٍ إلّا قَهَرَهُ ، وهُوَ دُعاءُ كِفايَةِ البَلاءِ . قُلتُ : وما هُوَ ؟ قالَ : قُلتُ :
اللَّهُمَّ بِكَ اُساوِرُ ، وبِكَ اُحاوِلُ ، وبِكَ اُجاوِرُ ۲ ، وبِكَ أصولُ ، وبِكَ أنتَصِرُ ، وبِكَ أموتُ وبِكَ أحيا ، أسلَمتُ نَفسي إلَيكَ ، وفَوَّضتُ أمري إلَيكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ .

1.مهج الدعوات : ص ۱۹۸ ، المصباح للكفعمي : ص ۳۱۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۲۹۴ .

2.في بحار الأنوار : « اُحاور » بدل « اُجاور » .


کنز الدعاء المجلد الاول
422

مَحذورٍ ، وهَب لي فيهِ أمناً وإيماناً وعافِيَةً ويُسراً وصَبراً وشُكراً ، وَارجِعني فيهِ سالِماً إلى‏ سالِمينَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
قالَ صَفوانُ : سَأَلتُ أبا عَبدِ اللَّهِ الصّادِقَ عليه السلام بِأَن يُعيدَ الدُّعاءَ عَلَيَّ ، فَأَعادَهُ وكَتَبتُهُ . فَلَمّا أصبَحَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام رَحَلتُ لَهُ النّاقَةَ ۱ ، وسارَ مُتَوَجِّهاً إلَى العِراقِ حَتّى‏ قَدِمَ مَدينَةَ أبي جَعفَرٍ ، وأَقبَلَ حَتَّى استَأذَنَ فَأَذِنَ لَهُ .
قالَ صَفوانُ : فَأَخبَرَني بَعضُ مَن شَهِدَهُ عِندَ أبي جَعفَرٍ قالَ : فَلَمّا رَآهُ أبو جَعفَرٍ قَرَّبَهُ وأَدناهُ ، ثُمَّ استَدعى‏ قِصَّةَ الرّافِعِ عَلى‏ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ، يَقولُ في قِصَّتِهِ : إنَّ مُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ مَولى‏ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ يَجبي لَهُ الأَموالَ مِن جَميعِ الآفاقِ ، وأَنَّهُ مَدَّ بِها مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللَّهِ . فَدَفَعَ إلَيهِ القِصَّةَ فَقَرَأَها أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ، فَأَقبَلَ عَلَيهِ المَنصورُ فَقالَ : يا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، ما هذِهِ الأَموالُ الَّتي يَجبيها لَكَ مُعَلَّى بنُ خُنَيسٍ ؟ فَقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : مَعاذَ اللَّهِ مِن ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ !
قالَ لَهُ : تَحلِفُ عَلى‏ بَراءَتِكَ مِن ذلِكَ ؟ قالَ : نَعَم أحلِفُ بِاللَّهِ أنَّهُ ما كانَ مِن ذلِكَ شَي‏ءٌ .
قالَ أبو جَعفَرٍ : لا ، بَل تَحلِفُ بِالطَّلاقِ وَالعَتاقِ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : أما تَرضى‏ يَميني بِاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ؟ قالَ أبو جَعفَرٍ : فَلا تَتَفَقَّه عَلَيَّ . فَقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : فَأَينَ تَذهَبُ بِالفِقهِ مِنّي يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
قالَ لَهُ : دَع عَنكَ هذا ، فَإِنّي أجمَعُ السّاعَةَ بَينَكَ وبَينَ الرَّجُلِ الَّذي رَفَعَ عَنكَ حَتّى‏ يُواجِهَكَ . فَأَتَوا بِالرَّجُلِ وسَأَلوهُ بِحَضرَةِ جَعفَرٍ ، فَقالَ : نَعَم ، هذا صَحيحٌ ، وهذا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ، وَالَّذي قُلتُ فيهِ كَما قُلتُ .

1.رَحَل البعيرَ يَرحَلُه وارتَحَلَه : جعل عليه الرَّحْل ، ورَحَله رِحْلةً : شدَّ عليه أداته (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۲۷۶ «رحل») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26075
صفحه از 579
پرینت  ارسال به