ذلِكَ إنعاماً وتَطَوُّلاً مِنكَ ، وفي جَميعِهِ انهِماكاً مِنّي عَلى مَعاصيكَ ، لَم تَمنَعكَ إساءَتي عَن إتمامِ إحسانِكَ ، ولا حَجَرَني ذلِكَ عَنِ ارتِكابِ مَساخِطِكَ ، لا تُسأَلُ عَمّا تَفعَلُ ، ولَقَد سُئِلتَ فَأَعطَيتَ ، ولَم تُسأَل فَابتَدَأتَ ، وَاستُميحَ فَضلُكَ فَما أكدَيتَ ۱ ، أبَيتَ يا مَولايَ إلّا إحساناً وَامتِناناً ، وتَطَوُّلاً وإنعاماً ، وأَبَيتُ إلّا تَقَحُّماً لِحُرُماتِكَ ، وتَعَدِّياً لِحُدودِكَ ، وغَفلَةً عَن وَعيدِكَ !
فَلَكَ الحَمدُ إلهي مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلَبُ ، وذي أناةٍ لا يَعجَلُ ، هذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ بِسُبوغِ النِّعَمِ ، وقابَلَها بِالتَّقصيرِ ، وشَهِدَ عَلى نَفسِهِ بِالتَّضييعِ .
اللَّهُمَّ فَإِنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِالمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفيعَةِ ، وَالعَلَوِيَّةِ البَيضاءِ ، وأَتَوَجَّهُ إلَيكَ بِهِما أن تُعيذَني مِن شَرِّ كَذا وكَذا ، فَإِنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُجدِكَ ، ولا يَتَكَأَّدُكَ ۲ في قُدرَتِكَ ، وأَنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
فَهَب لي يا إلهي مِن رَحمَتِكَ ودَوامِ تَوفيقِكَ ما أتَّخِذُهُ سُلَّماً أعرُجُ بِهِ إلى رِضوانِكَ ، وآمَنُ بِهِ مِن عِقابِكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۳
و - الدُّعاءُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلام
۵۶۱.مصباح المتهجّد عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام : ما يَمنَعُ أحَدَكُم إذا أصابَهُ شَيءٌ مِن غَمِّ الدُّنيا أن يُصَلِّيَ يَومَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ ويَحمَدَ اللَّهَ تَعالى ويُثنِيَ عَلَيهِ ويُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ عَلَيهِمُ السَّلامُ ، ويَمُدَّ يَدَهُ ويَقولَ :
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وأَنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ مُقتَدِرٌ ، وأَنَّكَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ
1.أكدى : أي قَطَع عطيّته ويُئِسَ من خيره ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۵۶ « كدى » ) .
2.لا يَتَكَأّدُه : لا يَشقُّ عليه ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۴۰ « كأد » ) .
3.الصحيفة السجاديّة : ص ۲۱۱ الدعاء ۴۹ ، الأمالي للمفيد : ص ۲۳۹ ح ۳ ، الأمالي للطوسي : ص ۱۵ ح ۱۹ كلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عنه عليهما السلام نحوه وليس فيهما ذيله ، البلد الأمين : ص ۴۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۱۸۰ ح ۱ .