العَظيمِ ، رَبَّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ ، أعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ ، وأَدرَأُ بِكَ في نَحرِهِ ، أسأَ لُكَ أن تُؤتِيَني خَيرَهُ وتَكفِيَني شَرَّهُ .
وقيلَ لِمُسلِمٍ : رَأَيناكَ تَسُبُّ هذَا الغُلامَ وسَلَفَهُ ، فَلَمّا اُتِيَ بِهِ إلَيكَ رَفَعتَ مَنزِلَتَهُ ؟ ! فَقالَ : ما كانَ ذلِكَ لِرَأيٍ مِنّي ، لَقَد مُلِئَ قَلبي مِنهُ رُعباً ! ۱
۵۶۰.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعائِهِ في دَفعِ كَيدِ الأَعداءِ ورَدِّ بَأسِهِم - :
إلهي ! هَدَيتَني فَلَهَوتُ ، ووَعَظتَ فَقَسَوتُ ، وأَبلَيتَ الجَميلَ فَعَصَيتُ ، ثُمَّ عَرَفتُ ما أصدَرتَ إذ عَرَّفتَنيهِ ، فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ ، فَعُدتُ فَسَتَرتَ ، فَلَكَ - إلهِي - الحَمدُ ، تَقَحَّمتُ أودِيَةَ الهَلاكِ ، وحَلَلتُ شِعابَ تَلَفٍ تَعَرَّضتُ فيها لِسَطَواتِكَ ، وبِحُلولِها عُقوباتِكَ ، ووَسيلَتي إلَيكَ التَّوحيدُ ، وذَريعَتي أنّي لَم اُشرِك بِكَ شَيئاً ، ولَم أتَّخِذ مَعَكَ إلهاً ، وقَد فَرَرتُ إلَيكَ بِنَفسي ، وإلَيكَ مَفَرُّ المُسيءِ ، ومَفزَعُ المُضَيِّعِ لِحَظِّ نَفسِهِ المُلتَجِئِ .
فَكَم مِن عَدُوٍّ انتَضى ۲ عَلَيَّ سَيفَ عَداوَتِهِ ، وشَحَذَ لي ظُبَةَ ۳ مُديَتِهِ ۴ ، وأَرهَفَ لي شَبا ۵ حَدِّهِ ، ودافَ ۶ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، وسَدَّدَ نَحوي صَوائِبَ سِهامِهِ ، ولَم تَنَم عَنّي عَينُ حِراسَتِهِ ، وأَضمَرَ أن يَسومَنِي المَكروهَ ، ويُجَرِّعَني زُعاقَ ۷ مَرارَتِهِ ، فَنظَرتَ يا إلهي إلى ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَنِ الانتِصارِ مِمَّن قَصَدَني بِمُحارَبَتِهِ ، ووَحدَتي في كَثيرِ عَدَدِ مَن ناواني ، وأَرصَدَ لي بِالبَلاءِ فيما لَم اُعمِل فيهِ فِكري ، فَابتَدَأتَني بِنَصرِكَ ، وشَدَدتَ أزري بِقُوَّتِكَ ، ثُمَّ فَلَلتَ لي حَدَّهُ ، وصَيَّرتَهُ مِن بَعدِ جَمعٍ عَديدٍ وَحدَهُ ، وأَعلَيتَ
1.مروج الذهب : ج ۳ ص ۸۰ .
2.اِنتضى السيفَ : أي أخرجه ( النهاية : ج ۵ ص ۷۳ « نضا » ) .
3.ظُبَةُ السيف : طرفه ( النهاية : ج ۳ ص ۱۵۵ « ظبب » ) .
4.المُدية والمِدية : الشَّفرة ، والجمع مُدى ومِدى ومُديات (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۷۳ «مدي») .
5.الشباةُ : طرف السيف وَحَدُّه وجمعها شباً ( النهاية : ج ۲ ص ۴۴۲ « شبا » ) .
6.دافَ : خَلَطَ ( النهاية : ج ۲ ص ۱۴۰ « دوف » ) .
7.الزُّعاق : الماء المرّ (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۴۱ «زعق») .