413
کنز الدعاء المجلد الاول

كَعبي عَلَيهِ ، وجَعَلتَ ما سَدَّدَهُ مَردوداً عَلَيهِ ، فَرَدَدتَهُ لَم يَشفِ غَيظَهُ ، ولَم يَسكُن غَليلُهُ ، قَد عَضَّ عَلى‏ شَواهُ ۱ ، وأَدبَرَ مُوَلِّياً قَد أخلَفَت سَراياهُ .
وكَم مِن باغٍ بَغاني بِمَكائِدِهِ ، ونَصَبَ لي شَرَكَ مَصائِدِهِ ، ووَكَّلَ بي تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ ، وأَضبَأَ إلَيَّ إضباءَ السَّبُعِ لِطَريدَتِهِ ؛ انتِظاراً لِانتِهازِ الفُرصَةِ لِفَريسَتِهِ ، وهُوَ يُظهِرُ لي بَشاشَةَ المَلَقِ ، ويَنظُرُني عَلى‏ شِدَّةِ الحَنَقِ ۲ .
فَلَمّا رَأَيتَ - يا إلهي تَبارَكتَ وتَعالَيتَ - دَغَلَ سَريرَتِهِ ، وقُبحَ مَا انطَوى‏ عَلَيهِ ، أركَستَهُ لِاُمِّ رَأسِهِ في زُبيَتِهِ ۳ ، ورَدَدتَهُ في مَهوى‏ حُفرَتِهِ ، فَانقَمَعَ بَعدَ استِطالَتِهِ ذَليلاً في رِبَقِ ۴ حِبالَتِهِ الَّتي كانَ يُقَدِّرُ أن يَراني فيها ، وقَد كادَ أن يَحُلَّ بي - لَولا رَحمَتُكَ - ما حَلَّ بِساحَتِهِ .
وكَم مِن حاسِدٍ قَد شَرِقَ بي بِغُصَّتِهِ ، وشَجِيَ مِنّي بِغَيظِهِ ، وسَلَقَني بِحَدِّ لِسانِهِ ، ووَحَرَني ۵ بِقَرفِ عُيوبِهِ ، وجَعَلَ عِرضي غَرَضاً لِمَراميهِ ، وقَلَّدَني خِلالاً لَم تَزَل فيهِ ، ووَحَرَني بِكَيدِهِ ، وقَصَدَني بِمَكيدَتِهِ ، فَنادَيتُكَ يا إلهي مُستَغيثاً بِكَ ، واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِكَ ، عالِماً أنّهُ لا يُضطَهَدُ مَن أوى‏ إلى‏ ظِلِّ كَنَفِكَ ، ولا يَفزَعُ مَن لَجَأَ إلى‏ مَعقِلِ انتِصارِكَ ، فَحَصَّنتَني مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِكَ .
وكَم مِن سَحائِبِ مَكروهٍ جَلَّيتَها عَنّي ، وسَحائِبِ نِعَمٍ أمطَرتَها عَلَيَّ ، وجَداوِلِ رَحمَةٍ نَشَرتَها ، وعافِيَةٍ ألبَستَها ، وأَعيُنِ أحداثٍ طَمَستَها ، وغَواشي كُرُباتٍ كَشَفتَها .
وكَم مِن ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقتَ ، وعَدَمٍ جَبَرتَ ، وصَرعَةٍ أنعَشتَ ، ومَسكَنَةٍ حَوَّلتَ ، كُلُّ

1.عَضَّ على شَواهُ : أي على أطراف اليدين ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۲۲ « شوى » ) .

2.الحَنَق : شدّة الاغتياظ (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۶۹ «حنف») .

3.الزبيَةُ : الحُفرَةُ ( النهاية : ج ۲ ص ۲۹۵ « زبا » ) .

4.الرِبقُ : في الأصل عروة في حبل تُجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها ( النهاية : ج ۲ ص ۱۹۰ « ربق » ) .

5.الوَحرُ : الحِقدُ والغيظ ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۱۵ « وحر » ) .


کنز الدعاء المجلد الاول
412

العَظيمِ ، رَبَّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ ، أعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ ، وأَدرَأُ بِكَ في نَحرِهِ ، أسأَ لُكَ أن تُؤتِيَني خَيرَهُ وتَكفِيَني شَرَّهُ .
وقيلَ لِمُسلِمٍ : رَأَيناكَ تَسُبُّ هذَا الغُلامَ وسَلَفَهُ ، فَلَمّا اُتِيَ بِهِ إلَيكَ رَفَعتَ مَنزِلَتَهُ ؟ ! فَقالَ : ما كانَ ذلِكَ لِرَأيٍ مِنّي ، لَقَد مُلِئَ قَلبي مِنهُ رُعباً ! ۱

۵۶۰.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعائِهِ في دَفعِ كَيدِ الأَعداءِ ورَدِّ بَأسِهِم - :
إلهي ! هَدَيتَني فَلَهَوتُ ، ووَعَظتَ فَقَسَوتُ ، وأَبلَيتَ الجَميلَ فَعَصَيتُ ، ثُمَّ عَرَفتُ ما أصدَرتَ إذ عَرَّفتَنيهِ ، فَاستَغفَرتُ فَأَقَلتَ ، فَعُدتُ فَسَتَرتَ ، فَلَكَ - إلهِي - الحَمدُ ، تَقَحَّمتُ أودِيَةَ الهَلاكِ ، وحَلَلتُ شِعابَ تَلَفٍ تَعَرَّضتُ فيها لِسَطَواتِكَ ، وبِحُلولِها عُقوباتِكَ ، ووَسيلَتي إلَيكَ التَّوحيدُ ، وذَريعَتي أنّي لَم اُشرِك بِكَ شَيئاً ، ولَم أتَّخِذ مَعَكَ إلهاً ، وقَد فَرَرتُ إلَيكَ بِنَفسي ، وإلَيكَ مَفَرُّ المُسي‏ءِ ، ومَفزَعُ المُضَيِّعِ لِحَظِّ نَفسِهِ المُلتَجِئِ .
فَكَم مِن عَدُوٍّ انتَضى‏ ۲ عَلَيَّ سَيفَ عَداوَتِهِ ، وشَحَذَ لي ظُبَةَ ۳ مُديَتِهِ ۴ ، وأَرهَفَ لي شَبا ۵ حَدِّهِ ، ودافَ ۶ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، وسَدَّدَ نَحوي صَوائِبَ سِهامِهِ ، ولَم تَنَم عَنّي عَينُ حِراسَتِهِ ، وأَضمَرَ أن يَسومَنِي المَكروهَ ، ويُجَرِّعَني زُعاقَ ۷ مَرارَتِهِ ، فَنظَرتَ يا إلهي إلى‏ ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَنِ الانتِصارِ مِمَّن قَصَدَني بِمُحارَبَتِهِ ، ووَحدَتي في كَثيرِ عَدَدِ مَن ناواني ، وأَرصَدَ لي بِالبَلاءِ فيما لَم اُعمِل فيهِ فِكري ، فَابتَدَأتَني بِنَصرِكَ ، وشَدَدتَ أزري بِقُوَّتِكَ ، ثُمَّ فَلَلتَ لي حَدَّهُ ، وصَيَّرتَهُ مِن بَعدِ جَمعٍ عَديدٍ وَحدَهُ ، وأَعلَيتَ

1.مروج الذهب : ج ۳ ص ۸۰ .

2.اِنتضى السيفَ : أي أخرجه ( النهاية : ج ۵ ص ۷۳ « نضا » ) .

3.ظُبَةُ السيف : طرفه ( النهاية : ج ۳ ص ۱۵۵ « ظبب » ) .

4.المُدية والمِدية : الشَّفرة ، والجمع مُدى ومِدى ومُديات (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۷۳ «مدي») .

5.الشباةُ : طرف السيف وَحَدُّه وجمعها شباً ( النهاية : ج ۲ ص ۴۴۲ « شبا » ) .

6.دافَ : خَلَطَ ( النهاية : ج ۲ ص ۱۴۰ « دوف » ) .

7.الزُّعاق : الماء المرّ (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۴۱ «زعق») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26014
صفحه از 579
پرینت  ارسال به