407
کنز الدعاء المجلد الاول

وهُوَ قَولُهُ تَعالى‏ : (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَرُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) ۱ ، وكانَ ذلِكَ اليَومُ مِن أغلَظِ يَومٍ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَجَعَلَ يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَنظُرُ إلَى السَّماءِ ، ويَقولُ : ضَيِّقي تَتَّسِعي ، ثُمَّ خَرَجَ في بَعضِ اللَّيلِ فَرَأى‏ شَخصاً ، فَقالَ لِحُذَيفَةَ : اُنظُر مَن هذا ؟ فَقالَ : يا رَسولَ اللَّهِ ، هذا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ .
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يا أبَا الحَسَنِ ، أما خَشيتَ أن تَقَعَ عَلَيكَ عَينٌ ؟
قالَ : إنّي وَهَبتُ نَفسي للَّهِ‏ِ ولِرَسولِهِ ، وخَرَجتُ حارِساً لِلمُسلِمينَ في هذِهِ اللَّيلَةِ ، فَمَا انقَضى‏ كَلامُهُما حَتّى‏ نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام وقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : قَد رَأَيتُ مَوقِفَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام مُنذُ اللَّيلَةِ ، وأَهدَيتُ لَهُ مِن مَكنونِ عِلمي كَلِماتٍ لا يَتَعَوَّذُ بِها عِندَ شَيطانٍ مارِدٍ ، ولا سُلطانٍ جائِرٍ ، ولا حَرَقٍ ولا غَرَقٍ ، ولا هَدمٍ ولا رَدمٍ ، ولا سَبُعٍ ضارٍ ، ولا لُصٍّ قاطِعٍ ، إلّا آمَنَهُ اللَّهُ مِن ذلِكَ ، وهُوَ أن يَقولَ :
اللَّهُمَّ احرُسنا بِعَينِكَ الّتي لا تَنامُ ، وَاكنُفنا بِرُكنِكَ الَّذي لا يُرامُ ، وأَعِزَّنا بِسُلطانِكَ الَّذي لا يُضامُ ، وَارحَمنا بِقُدرَتِكَ عَلَينا ، ولا تُهلِكنا وأَنتَ الرَّجاءُ ، رَبِّ كَم مِن نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِندَها شُكري ، وكَم مِن بَلِيَّةٍ ابتَلَيتَني بِها قَلَّ لَكَ عِندَها صَبري ، فَيا مَن قَلَّ عِندَ نِعمَتِهِ شُكري فَلَم يَحرِمني ، ويا مَن قَلَّ عِندَ بَلِيَّتِهِ صَبري فَلَم يَخذُلني ، يا ذَا المَعروفِ الدّائِمِ الَّذي لا يَنقَضي أبَداً ، ويا ذَا النَّعماءِ الَّتي لا تُحصى‏ عَدَداً ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرينَ ، وأَدرَأُ بِكَ في نُحورِ الأَعداءِ وَالجَبّارينَ .
اللَّهُمَّ أعِنّي عَلى‏ ديني بِدُنيايَ ، وعَلى‏ آخِرَتي بِتَقوايَ ، وَاحفَظني فيما غِبتُ عَنهُ ، ولا تَكِلني إلى‏ نَفسي فيما حَضَرتُهُ ، يا مَن لا تَنقُصُهُ المَغفِرَةُ ، ولا تَضُرُّهُ المَعصِيَةُ ، أسأَ لُكَ فَرَجاً عاجِلاً ، وصَبراً جَميلاً ، ورِزقاً واسِعاً ، وَالعافِيَةَ مِن جَميعِ البَلاءِ ، وَالشُّكرَ عَلَى

1.الأحزاب : ۱۰ .


کنز الدعاء المجلد الاول
406

مَن قالَهُنَّ عُصِمَ مِن كُلِّ ساحِرٍ وكاهِنٍ وشَيطانٍ وحاسِدٍ . ۱

۵۵۰.الإمام الصادق عليه السلام - مِن دُعائِهِ عليه السلام في دَخلَةٍ اُخرى‏ عَلَى المَنصورِ ، رُوِيَ أنَّهُ عَلَّمَهُ إيّاهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِهِ - :
اللَّهُمَّ قَد أكدَى ۲ الطَّلَبُ وأَعيَتِ الحيلَةُ إلّا إلَيكَ ، ودَرَسَتِ الآمالُ وَانقَطَعَ الرَّجاءُ إلّا مِنكَ ، وخابَتِ الثِّقَةُ وأَخلَفَ الظَّنُّ إلّا بِكَ ، وكَذَبَتِ الأَلسُنُ واُخلِفَتِ العِداتُ ۳ إلّا عِدَتُكَ .
اللَّهُمَّ إنّي أجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إلَيكَ مُشرَعَةً ، ومَناهِلَ ۴ الدُّعاءِ لَكَ مُفَتَّحَةً ، وأَجِدُكَ لِدُعاتِكَ بِمَوضِعِ إجابَةٍ ، ولِلصّارِخِ إلَيكَ بِمَرصَدِ إغاثَةٍ ، وأَنَّ فِي اللَّهفِ إلى‏ جودِكَ مِنَ الرِّضا بِضَمانِكَ عِوَضاً مِن مَنعِ الباخِلينَ ، ومَندوحَةً ۵ عَمّا في أيدِي المُستَأثِرينَ .
وأَعلَمُ أنَّكَ لا تَحجُبُ عَن خَلقِكَ ، إلّا أن تَحجُبَهُمُ الأَعمالُ دونَكَ ، فَأَعلَمُ أنَّ أفضَلَ زادِ الرّاحِلِ إلَيكَ عَزمُ الإِرادَةِ ، وخُضوعُ الاِستِغاثَةِ ، وقَد ناجاكَ بِعَزمِ الإِرادَةِ وخُضوعِ الاِستِكانَةِ قَلبي .
فَأَسأَ لُكَ اللَّهُمَّ بِكُلِّ دَعوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغتَهُ بِها أمَلَهُ ، أو صارِخٌ أغَثتَ صَرخَتَهُ ، أو مَلهوفٌ مَكروبٌ فَرَّجتَ عَنهُ ، ولِتِلكَ الدَّعوَةِ عَلَيكَ حَقٌّ ، وعِندَكَ مَنزِلَةٌ ، إلّا صَلَّيتَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وخَلَّصتَني مِن كُلِّ مَكروهٍ ، وفَعَلتَ بي كَذا وكَذا . ۶

۵۵۱.عنه عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن جَدّي أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَمّا ألَّبَت عَلَيهِ اليَهودُ وفَزارَةُ وغَطَفانُ ،

1.المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۳۱۰ ح ۴۲۹۱ ، الدعاء للطبراني : ص ۱۲۹ ح ۳۴۴ كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه .

2.أكدى‏ : تعسّر وتعذّر وانقطع ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۵۷ « كدى » ) .

3.العدات : الوعود ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۱۵ « وعد » ) .

4.مناهل : جمع منهل ؛ وهو المورد ، وهو عين ماء ترده الإبل في المرعى ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۴۰ « نهل » ) .

5.المندوحة : الفسحة والسعة ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۷۶۳ « ندح » ) .

6.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۱۰ نقلاً عن خطّ الشهيد الأوّل .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26283
صفحه از 579
پرینت  ارسال به