387
کنز الدعاء المجلد الاول

۴۹۸.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دعائِهِ في طَلَبِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ - :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاكسِر شَهوَتي عَن كُلِّ مَحرَمٍ ، وَازوِ حِرصي عَن كُلِّ مَأثَمٍ ، وَامنَعني عَن أذى‏ كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ، ومُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ .
اللَّهُمَّ وأَيُّما عَبدٍ نالَ مِنّي ما حَظَرتَ عَلَيهِ ، وَانتَهَكَ مِنّي ما حَجَزتَ عَلَيهِ ، فَمَضى‏ بِظُلامَتي مَيِّتاً ، أو حَصَلَت لي قِبَلَهُ حَيّاً فَاغفِر لَهُ ما ألَمَّ بِهِ مِنّي ، وَاعفُ لَهُ عَمّا أدبَرَ بِهِ عَنّي ، ولا تَقِفهُ عَلى‏ مَا ارتَكَبَ فِيَّ ، ولا تَكشِفهُ عَمَّا اكتَسَبَ بي .
وَاجعَل ما سَمَحتُ بِهِ مِنَ العَفوِ عَنهُم ، وتَبَرَّعتُ بِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَيهِم أزكى‏ صَدَقاتِ المُتَصَدِّقينَ ، وأَعلى‏ صِلاتِ المُتَقَرِّبينَ ، وعَوِّضني مِن عَفوي عَنهُم عَفوَكَ ، ومِن دُعائي لَهُم رَحمَتَكَ ، حَتّى‏ يَسعَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنّا بِفَضلِكَ ، ويَنجُوَ كُلٌّ مِنّا بِمَنِّكَ .
اللَّهُمَّ وأَيُّما عَبدٍ مِن عَبيدِكَ أدرَكَهُ مِنّي دَرَكٌ ، أو مَسَّهُ مِن ناحِيَتي أذىً ، أو لَحِقَهُ بي أو بِسَبَبي ظُلمٌ فَفُتُّهُ بِحَقِّهِ ، أو سَبَقتُهُ بِمَظلِمَتِهِ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَرضِهِ عَنّي مِن وُجدِكَ ، وأَوفِهِ حَقَّهُ مِن عِندِكَ ، ثُمَّ قِني ما يوجِبُ لَهُ حُكمُكَ ، وخَلِّصني مِمّا يَحكُمُ بِهِ عَدلُكَ ، فَإِنَّ قُوَّتي لا تَستَقِلُّ بِنَقِمَتِكَ ، وإنَّ طاقَتي لا تَنهَضُ بِسُخطِكَ ، فَإِنَّكَ إن تُكافِني بِالحَقِّ تُهلِكني ، وإلّا تَغَمَّدني بِرَحمَتِكَ توبِقني .
اللَّهُمَّ إنّي أستَوهِبُكَ يا إلهي ما لا يُنقِصُكَ بَذلُهُ ، وأَستَحمِلُكَ ما لا يَبهَظُكَ حَملُهُ . أستَوهِبُكَ يا إلهي نَفسِيَ الَّتي لَم تَخلُقها لِتَمتَنِعَ بِها مِن سوءٍ ، أو لِتَطَرَّقَ بِها إلى‏ نَفعٍ ، ولكِن أنشَأتَها إثباتاً لِقُدرَتِكَ عَلى‏ مِثلِها ، وَاحتِجاجاً بِها عَلى‏ شَكلِها .
وأَستَحمِلُكَ مِن ذُنوبي ما قَد بَهَظَني حَملُهُ ، وأَستَعينُ بِكَ عَلى‏ ما قَد فَدَحَني ثِقلُهُ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وهَب لِنَفسي عَلى‏ ظُلمِها نَفسي ، ووَكِّل رَحمَتَكَ بِاحتِمالِ إصرِي ، فَكَم قَد لَحِقَت رَحمَتُكَ بِالمُسيئينَ ، وكَم قَد شَمِلَ عَفوُكَ الظّالِمينَ .


کنز الدعاء المجلد الاول
386

إلهي ! إذا شَهِدَ لِيَ الإِيمانُ بِتَوحيدِكَ ، وَانطَلَقَ لِساني بِتَمجيدِكَ ، ودَلَّنِي القُرآنُ عَلى‏ فَواضِلِ جودِكَ ، فَكَيفَ لايَبتَهِجُ رَجائي بِحُسنِ مَوعودِكَ ؟ !
إلهي ! تَتابُعُ إحسانِكَ إلَيَّ يَدُلُّني عَلى‏ حُسنِ نَظَرِكَ لي ، فَكَيفَ يَشقَى امرُؤٌ حَسُنَ لَهُ مِنكَ النَّظَرُ ؟ !
إلهي ! إن نَظَرَت إلَيَّ بِالهَلكَةِ عُيونُ سَخطَتِكَ ، فَما نامَت عَنِ استِنقاذي مِنها عُيونُ رَحمَتِكَ .
إلهي ! إن عَرَّضَني ذَنبي لِعِقابِكَ ، فَقَد أدناني رَجائي مِن ثَوابِكَ .
إلهي ! إن عَفَوتَ فَبِفَضلِكَ ، وإن عَذَّبتَ فَبِعَدلِكَ ، فَيا مَن لا يُرجى‏ إلّا فَضلُهُ ، ولا يُخافُ إلّا عَدلُهُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَامنُن عَلَينا بِفَضلِكَ ، ولا تَستَقصِ عَلَينا في عَدلِكَ . . .
إلهي ! أدعوكَ دُعاءَ مُلِحٍّ لا يَمَلُّ دُعاءَهُ مَولاهُ ، وأَتَضَرَّعُ إلَيكَ تَضَرُّعَ مَن قَد أقَرَّ عَلى‏ نَفسِهِ بِالحُجَّةِ في دَعواهُ .
إلهي ! لَو عَرَفتُ اعتِذاراً مِنَ الذَّنبِ في التَّنَصُّلِ ۱ أبلَغَ مِنَ الاِعتِرافِ بِهِ لَأَتَيتُهُ ، فَهَب لي ذَنبي بِالاِعتِرافِ ، ولا تَرُدَّني بِالخَيبَةِ عِندَ الاِنصِرافِ .
إلهي ! سَعَت نَفسي إلَيكَ لِنَفسي تَستَوهِبُها ، وفَتَحَت أفواهَها نَحوَ نَظرَةٍ مِنكَ لا تَستَوجِبُها ، فَهَب لَها ما سَأَلَت ، وجُد عَلَيها بِما طَلَبَت ، فَإِنَّكَ أكرَمُ الأَكرَمينَ بِتَحقيقِ أمَلِ الآمِلينَ .
إلهي ! قَد أصَبتُ مِنَ الذُّنوبِ ما قَد عَرَفتَ ، وأَسرَفتُ عَلى‏ نَفسي بِما قَد عَلِمتَ ، فَاجعَلني عَبداً إمّا طائِعاً فَأَكرَمتَهُ ، وإمّا عاصِياً فَرَحِمتَهُ . ۲

1.في المصدر : «التفضّل» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى‏ . والتنصّل : شبه التبرُّؤِ من جناية أو ذنب (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۶۶۴ «نصل») .

2.المصباح للكفعمي : ص ۴۹۲ - ۴۹۵ ، البلد الأمين : ص ۳۱۶ - ۳۱۷ كلاهما عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۰۵ - ۱۰۷ ح ۱۴ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26334
صفحه از 579
پرینت  ارسال به