۴۹۸.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دعائِهِ في طَلَبِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ - :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاكسِر شَهوَتي عَن كُلِّ مَحرَمٍ ، وَازوِ حِرصي عَن كُلِّ مَأثَمٍ ، وَامنَعني عَن أذى كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ، ومُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ .
اللَّهُمَّ وأَيُّما عَبدٍ نالَ مِنّي ما حَظَرتَ عَلَيهِ ، وَانتَهَكَ مِنّي ما حَجَزتَ عَلَيهِ ، فَمَضى بِظُلامَتي مَيِّتاً ، أو حَصَلَت لي قِبَلَهُ حَيّاً فَاغفِر لَهُ ما ألَمَّ بِهِ مِنّي ، وَاعفُ لَهُ عَمّا أدبَرَ بِهِ عَنّي ، ولا تَقِفهُ عَلى مَا ارتَكَبَ فِيَّ ، ولا تَكشِفهُ عَمَّا اكتَسَبَ بي .
وَاجعَل ما سَمَحتُ بِهِ مِنَ العَفوِ عَنهُم ، وتَبَرَّعتُ بِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَيهِم أزكى صَدَقاتِ المُتَصَدِّقينَ ، وأَعلى صِلاتِ المُتَقَرِّبينَ ، وعَوِّضني مِن عَفوي عَنهُم عَفوَكَ ، ومِن دُعائي لَهُم رَحمَتَكَ ، حَتّى يَسعَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنّا بِفَضلِكَ ، ويَنجُوَ كُلٌّ مِنّا بِمَنِّكَ .
اللَّهُمَّ وأَيُّما عَبدٍ مِن عَبيدِكَ أدرَكَهُ مِنّي دَرَكٌ ، أو مَسَّهُ مِن ناحِيَتي أذىً ، أو لَحِقَهُ بي أو بِسَبَبي ظُلمٌ فَفُتُّهُ بِحَقِّهِ ، أو سَبَقتُهُ بِمَظلِمَتِهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَرضِهِ عَنّي مِن وُجدِكَ ، وأَوفِهِ حَقَّهُ مِن عِندِكَ ، ثُمَّ قِني ما يوجِبُ لَهُ حُكمُكَ ، وخَلِّصني مِمّا يَحكُمُ بِهِ عَدلُكَ ، فَإِنَّ قُوَّتي لا تَستَقِلُّ بِنَقِمَتِكَ ، وإنَّ طاقَتي لا تَنهَضُ بِسُخطِكَ ، فَإِنَّكَ إن تُكافِني بِالحَقِّ تُهلِكني ، وإلّا تَغَمَّدني بِرَحمَتِكَ توبِقني .
اللَّهُمَّ إنّي أستَوهِبُكَ يا إلهي ما لا يُنقِصُكَ بَذلُهُ ، وأَستَحمِلُكَ ما لا يَبهَظُكَ حَملُهُ . أستَوهِبُكَ يا إلهي نَفسِيَ الَّتي لَم تَخلُقها لِتَمتَنِعَ بِها مِن سوءٍ ، أو لِتَطَرَّقَ بِها إلى نَفعٍ ، ولكِن أنشَأتَها إثباتاً لِقُدرَتِكَ عَلى مِثلِها ، وَاحتِجاجاً بِها عَلى شَكلِها .
وأَستَحمِلُكَ مِن ذُنوبي ما قَد بَهَظَني حَملُهُ ، وأَستَعينُ بِكَ عَلى ما قَد فَدَحَني ثِقلُهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وهَب لِنَفسي عَلى ظُلمِها نَفسي ، ووَكِّل رَحمَتَكَ بِاحتِمالِ إصرِي ، فَكَم قَد لَحِقَت رَحمَتُكَ بِالمُسيئينَ ، وكَم قَد شَمِلَ عَفوُكَ الظّالِمينَ .