307
کنز الدعاء المجلد الاول

عَلَيهِم ، وما أسدَيتَ مِن جَميلِ مَنِّكَ إلَيهِم .
سَيِّدي ، بِكَ وَصَلوا إلى‏ مَرضاتِكَ ، وبِكَرَمِكَ استَشعَروا مَلابِسَ مُوالاتِكَ .
سَيِّدي ، فَاجعَلني مِمَّن ناسَبَهُم مِن أهلِ طاعَتِكَ ، ولا تُدخِلني فيمَن جانَبَهُم مِن أهلِ مَعصِيَتِكَ ، وَاجعَل مَا اعتَقَدتُهُ مِن ذِكرِكَ خالِصاً مِن شُبَهِ الفِتَنِ ، سالِماً مِن تَمويهِ الأَسرارِ وَالعَلَنِ ، مَشوباً بِخَشيَتِكَ في كُلِّ أوانٍ ، مُقَرَّباً مِن طاعَتِكَ فِي الإِظهارِ وَالإِبطانِ ، داخِلاً فيما يُؤَيِّدُهُ الدّينُ ويَعصِمُهُ ، خارِجاً مِمّا تَبنيهِ الدُّنيا وتَهدِمُهُ ، مُنَزَّهاً عَن قَصدِ أحَدٍ سِواكَ ، وَجيهاً عِندَكَ يَومَ أقومُ لَكَ وأَلقاكَ ، مُحَصَّناً مِن لَواحِقِ الرِّئاءِ ، مُبَرَّءاً مِن بَوائِقِ ۱ الأَهواءِ ، عارِجاً إلَيكَ مَعَ صالِحِ الأَعمالِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، مُتَّصِلاً لا يَنقَطِعُ بَوادِرُهُ ، ولا يُدرَكُ آخِرُهُ ، مُثبَتاً عِندَكَ فِي الكُتُبِ المَرفوعَةِ فِي عِلِّيّينَ ، مَخزوناً فِي الدّيوانِ المَكنونِ الَّذي يَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ ، ولا يَمَسُّهُ إلَّا المُطَهَّرونَ .
اللَّهُمَّ أنتَ وَلِيُّ الأَصفِياءِ وَالأَخيارِ ، ولَكَ الخَلقُ وَالاِختِيارُ ، وقَد ألبَستَني فِي الدُّنيا ثَوبَ عافِيَتِكَ ، وأَودَعتَ قَلبي صَوابَ مَعرِفَتِكَ ، فَلا تُخلِني فِي الآخِرَةِ عَن عَواطِفِ رَأفَتِكَ ، وَاجعَلني مِمَّن شَمِلَهُ عَفوُكَ ، ولَم يَنَلهُ سَطوَتُكَ ، يا مَن يَعلَمُ عِلَلَ الحَرَكاتِ وحَوادِثَ السُّكونِ ، ولا تَخفى‏ عَلَيهِ عَوارِضُ الخَطَراتِ في مَحالِّ الظُّنونِ ، اجعَلنا مِنَ الَّذينَ أوضَحتَ لَهُمُ الدَّليلَ عَلَيكَ ، وفَسَحتَ لَهُمُ السَّبيلَ إلَيكَ ، فَاستَشعَروا مَدارِعَ الحِكمَةِ ، وَاستَطرَقوا سُبُلَ التَّوبَةِ ، حَتّى‏ أناخوا في رِياضِ الرَّحمَةِ ، وسَلِموا مِنَ الاِعتِراضِ بِالعِصمَةِ ، إنَّكَ وَلِيُّ مَنِ اعتَصَمَ بِنَصرِكَ ، ومُجازي مَن أذعَنَ بِوُجوبِ شُكرِكَ ، لا تَبخَلُ بِفَضلِكَ ، ولا تُسأَلُ عَن فِعلِكَ ، جَلَّ ثَناؤُكَ ، وفَضُلَ عَطاؤُكَ ، وتَظاهَرَت نَعماؤُكَ ، وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ ، فَبِتَسييرِكَ يَجري سَدادُ الاُمورِ ، وبِتَقديرِكَ يَمضِي انقِيادُ التَّدبيرِ ، تُجيرُ ولا يُجارُ مِنكَ ، ولا لِراغِبٍ مَندوحَةٌ عَنكَ .

1.بَوائِقُهُ : أي غَوائلُه وشرُورُه (النهاية : ج ۱ ص ۱۶۲ «بوق» ) .


کنز الدعاء المجلد الاول
306

الفَضلِ وَالإِنعامِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى‏ جَزيلِ جودِكَ ، ونَوافِلِ مَزيدِكَ ، حَمداً جامِعاً لِشُكرِكَ الواجِبِ ، مانِعاً مِن عَذابِكَ الواصِبِ ۱ ، مُكافِئاً لِما بَذَلتَهُ مِن أقسامِ المَواهِبِ .
سَيِّدي ، عَوَّدتَني إسعافي بِكُلِّ ما أسأَ لُكَ ، وإجابَتي إلى‏ تَسهيلِ كُلِّ ما اُحاوِلُهُ ، وأَ نَا أعتَمِدُكَ في كُلِّ ما يَعرِضُ لي مِنَ الحاجاتِ ، واُنزِلُ بِكَ كُلَّ ما يَخطُرُ بِبالي مِنَ الطَّلِباتِ ، واثِقاً بِقَديمِ طَولِكَ ، ومُدِلاًّ بِكَريمِ تَفَضُّلِكَ ، وأَطلُبُ الخَيرَ مِن حَيثُ تَعَوَّدتُهُ ، وأَلتَمِسُ النُّجحَ مِن مَعدِنِهِ الَّذي تَعَرَّفتُهُ ، وأَعلَمُ أنَّكَ لا تَكِلُ اللّاجينَ إلَيكَ إلى‏ غَيرِكَ ، ولا تُخلِي الرّاجينَ لِحُسنِ تَطَوُّلِكَ مِن نَوافِلِ بِرِّكَ .
سَيِّدي ، تَتابَعَ مِنكَ البِرُّ وَالعَطاءُ ، فَلَزِمَنِي الشُّكرُ وَالثَّناءُ ، فَما مِن شَي‏ءٍ أنشُرُهُ وأَطويهِ مِن شُكرِكَ ، ولا قَولٍ اُعيدُهُ واُبديهِ في ذِكرِكَ ، إلّا كُنتَ لَهُ أهلاً ومَحَلاًّ ، وكانَ في جَنبِ مَعروفِكَ مُستَصغَراً مُستَقَلاًّ .
سَيِّدي ، أستَزيدُكَ مِن فَوائِدِ النِّعَمِ ، غَيرَ مُستَبطِئٍ مِنكَ فيهِ سَنِيَّ الكَرَمِ ، وأَستَعيذُ بِكَ مِن بَوادِرِ النِّقَمِ ، غَيرَ مُخَيِّلٍ ۲ في عَدلِكَ خَواطِرَ التُّهَمِ .
سَيِّدي ، عَظُمَ قَدرُ مَن أسعَدتَهُ بِاصطِفائِكَ ، وعَدِمَ النَّصرَ مَن أبعَدتَهُ مِن فِنائِكَ .
سَيِّدي ، ما أعظَمَ رَوحَ قُلوبِ المُتَوَكِّلينَ عَلَيكَ ، وأَنجَحَ سَعيَ الآمِلينَ لِما لَدَيكَ .
سَيِّدي ، أنتَ أنقَذتَ أولِياءَكَ مِن حَيرَةِ الشُّكوكِ ، وأَوصَلتَ إلى‏ نُفوسِهِم حَبَرَةَ ۳ المُلوكِ ، وزَيَّنتَهُم بِحِليَةِ الوَقارِ وَالهَيبَةِ ، وأَسبَلتَ عَلَيهِم سُتورَ العِصمَةِ وَالتَّوبَةِ ، وسَيَّرتَ هِمَمَهُم في مَلَكوتِ السَّماءِ ، وحَبَوتَهُم بِخَصائِصِ الفَوائِدِ وَالحِباءِ ، وعَقَدتَ عَزائِمَهُم بِحَبلِ مَحَبَّتِكَ ، وآثَرتَ خَواطِرَهُم بِتَحصيلِ مَعرِفَتِكَ ، فَهُم في خِدمَتِكَ مُتَصَرِّفونَ ، وعِندَ نَهيِكَ وأَمرِكَ واقِفونَ ، وبِمُناجاتِكَ آنِسونَ ، ولَكَ بِصِدقِ الإِرادَةِ مُجالِسونَ ، وذلِكَ بِرَأفَةِ تَحَنُّنِكَ

1.الواصِبُ : الواجِبُ الثابِتُ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۴۰ «وصب» ) .

2.هكذا في المصدر : وفي نسخ اُخرى : « محيل » و « مجيل » .

3.الحَبَرة : النِعمة وسِعَةُ العيش (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۷ «حبر» ) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26270
صفحه از 579
پرینت  ارسال به