وأَنتَ القادِرُ سَيِّدي عَلى كَشفِ غَماها .
سَيِّدي ، أمَرتَ بِالمَعروفِ وأَنتَ أولى بِهِ مِنَ المَأمورينَ ، وحَضَضتَ عَلى إعطاءِ السّائِلينَ وأَنتَ خَيرُ المَسؤولينَ ، ونَدَبتَ إلى عِتقِ ۱ الرِّقابِ وأَنتَ خَيرُ المُعتِقينَ ، وَحَثثتَ عَلَى الصَّفحِ عَنِ المُذنِبينَ وأَنتَ أكرَمُ الصّافِحينَ .
سَيِّدي ، إن تَلَونا مِن كِتابِكَ سَعَةَ رَحمَتِكَ أشفَقنا من مُخالَفَتِكَ ، وفَرِحنا بِبَذلِ رَحمَتِكَ ، وإذا تَلَونا ذِكرَ عُقوبَتِكَ جَدَدنا في طاعَتِكَ ، وفَرِقنا مِن أليمِ نَقِمَتِكَ ، فَلا رَحمَتُكَ تُؤمِنُنا ، ولا سَخَطُكَ يُؤيِسُنا .
سَيِّدي ، كَيفَ يَتَمَنَّعُ مَن فيها مِن طَوارِقِ الرَّزايا ، وقَد رُشِقَ في كُلِّ دارٍ مِنها سَهمٌ مِن سِهامِ المَنايا ؟
سَيِّدي ، إن كانَ ذَنبي مِنكَ قَد أخافَني فَإِنَّ حُسنَ ظَنّي بِكَ قَد أجارَني ، وإن كانَ خَوفُكَ قَد أربَقَني ۲ فَإِنَّ حُسنَ نَظَرِكَ لي قَد أطلَقَني .
سَيِّدي ، إن كانَ قَد دَنا مِنّي أجَلي ولَم يُقَرِّبني مِنكَ عَمَلي ، فَقَد جَعَلتُ الاِعتِرافَ بِالذَّنبِ أوجَهَ وَسائِلِ عِلَلي .
سَيِّدي ، مَن أولى بِالرَّحمَةِ مِنكَ إن رَحِمتَ ، ومَن أعدَلُ فِي الحُكمِ مِنكَ إن عَذَّبتَ .
سَيِّدي ، لَم تَزل بَرّاً بي أيّامَ حَياتي ، فَلا تَقطَع لَطيفَ بِرِّكَ بي بَعدَ وَفاتي .
سَيِّدي ، كَيفَ آيَسُ مِن حُسنِ نَظَرِكَ بي بَعدَ مَماتي ، وأَنتَ لَم تُوَلِّني إلّا جَميلاً في حَياتي .
سَيِّدي ، عَفوُكَ أعظَمُ مِن كُلِّ جُرمٍ ، ونِعمَتُكَ مَمحاةٌ لِكُلِّ إثمٍ .