297
کنز الدعاء المجلد الاول

بِأَصنافِ الدُّعاءِ في بِلادِكَ ، فَكُلُّ أمَلٍ ساقَ صاحِبَهُ إلَيكَ مُحتاجاً ، وكُلُّ قَلبٍ تَرَكَهُ وَجيبُ الخَوفِ إلَيكَ مُهتاجاً .
سَيِّدي ، وأَنتَ المَسؤولُ الَّذي لا تَسوَدُّ لَدَيهِ وُجوهُ المَطالِبِ ، ولَم يَردُد راجيهِ فَيُزيلَهُ عَنِ الحَقِّ إلَى المَعاطِبِ .
سَيِّدي ، إن أخطَأتُ طَريقَ النَّظَرِ لِنَفسي بِما فيهِ كَرامَتُها ، فَقَد أصَبتُ طَريقَ الفَرَجِ بِما فيهِ سَلامَتُها .
سَيِّدي ، إن كانَت نَفسِي استَعبَدَتني مُتَمَرِّدَةً عَلَيَّ بِما يُرجيها ، فَقَدِ استَعبَدتُهَا الآنَ عَلى‏ ما يُنجيها .
سَيِّدي ، إن أجحَفَ بي زادُ الطَّريقِ فِي المَسيرِ إلَيكَ ، فَقَد أوصَلتُهُ بِذَخائِرِ ما أعدَدتُهُ مِن فَضلِ تَعويلي عَلَيكَ .
سَيِّدي ، إذا ذَكَرتُ رَحمَتَكَ ضَحِكَت لَها عُيونُ مَسائلي ، وإذا ذَكَرتُ عُقوبَتَكَ بَكَت لَها جُفونُ وَسائِلي .
سَيِّدي ، أدعوكَ دُعاءَ مَن لَم يَدعُ غَيرَكَ في دُعائِهِ ، وأَرجوكَ رَجاءَ مَن لَم يَقصِد غَيرَكَ بِرَجائِهِ .
سَيِّدي ، وكَيفَ أرُدُّ عارِضَ تَطَلُّعي إلى‏ نَوالِكَ ، وإنَّما أنَا في هذَا الخَلقِ أحَدُ عِيالِكَ ؟ !
سَيِّدي ، كَيفَ اُسكِتُ بِالإِفحامِ لِسانَ ضَراعَتي وقَد أقلَقَني ما اُبهِمَ عَلَيَّ مِن تَقديرِ عاقِبَتي .
سَيِّدي ، قَد عَلِمتَ حاجَةَ جِسمي إلى‏ ما قَد تَكَفَّلتَ لي مِنَ الرِّزقِ أيّامَ حَياتي ، وعَرَفتَ قِلَّةَ استِغنائي عَنهُ بَعدَ وَفاتي ، فَيا مَن سَمَحَ لي بِهِ مُتَفَضِّلاً فِي العاجِلِ ، لا تَمنَعنيهِ يَومَ حاجَتي إلَيهِ فِي الآجِلِ ، فَمِن شَواهِدِ نَعماءِ الكَريمِ إتمامُ نَعمائِهِ ، ومِن مَحاسِنِ آلاءِ الجَوادِ إكمالُ آلائِهِ .


کنز الدعاء المجلد الاول
296

سَيِّدي ، جِئتُ مَلهوفاً قَد لَبِستُ عُدمَ فاقَتي ، وأَقامَني مُقامَ الأَذِلّاءِ بَينَ يَدَيكَ ضُرُّ حاجَتي .
سَيِّدي ، كَرُمتَ فَأَكرِمني إذ كُنتُ مِن سُؤّالِكَ ، وجُدتَ بِمَعروفِكَ فَاخلُطني بِأَهلِ نَوالِكَ .
اللَّهُمَّ ارحَم مِسكيناً لا يُجيرهُ إلّا عَطاؤُكَ ، وفَقيراً لا يُغنيهِ إلّا جَدواكَ .
سَيِّدي ، أصبَحتُ عَلى‏ بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِكَ سائِلاً ، وعَنِ التَّعَرُّضِ بِسِواكَ عادِلاً ، ولَيسَ مِن جَميلِ امتِنانِكَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ ، ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ فَضلِكَ المَألوفِ .
سَيِّدي ، إن حَرَمتَني رُؤيَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ فِي دارِ السَّلامِ ، وأَعدَمتَني طَوفَ الوَصائِفِ وَالخُدّامِ ، وصَرَفتَ وَجهَ تَأميلى بِالخَيبَةِ في دارِ المُقامِ ، فَغَيرَ ذلِكَ مَنَّتني نَفسي مِنكَ ، يا ذَا الطَّولِ وَالإِنعامِ .
سَيِّدي ، وعِزَّتِكَ لَو قَرَنتَني فِي الأَصفادِ ، ومَنَعتَني سَيبَكَ مِن بَينِ العِبادِ ، ما قَطَعتُ رَجائي عَنكَ ، ولا صَرَفتُ انتِظاري لِلعَفوِ مِنكَ .
سَيِّدي ، لَو لَم تَهدِني إلَى الإِسلامِ لَضَلَلتُ ، ولَو لَم تُثَبِّتني إذاً لَزَلَلتُ ، ولَو لَم تُشعِر قَلبِيَ الإِيمانَ بِكَ ما آمَنتُ ولا صَدَّقتُ ، ولَو لَم تُطلِق لِساني بِدُعائِكَ ما دَعَوتُ ، ولَو لَم تُعَرِّفني حَقيقَةَ مَعرِفَتِكَ ما عَرَفتُ ، ولَو لَم تَدُلَّني عَلى‏ كَريمِ ثَوابِكَ ما رَغِبتُ ، ولَو لَم تُبَيِّن لي أليمَ عِقابِكَ ما رَهِبتُ ، فَأَسأَ لُكَ تَوفيقي لِما يوجِبُ ثَوابَكَ ، وتَخليصي مِمّا يَكسِبُ عِقابَكَ .
سَيِّدي ، إن أقعَدَنِي التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ ، فَقَد أقامَتنِي الثِّقَةُ بِكَ عَلى‏ مَدارِجِ الأَخيارِ .
سَيِّدي ، كُلُّ مَكروبٍ إلَيكَ يَلتَجِئُ ، وكُلُّ مَحزونٍ إيّاكَ يَرتَجي ، سَمِعَ العابِدونَ بِجَزيلِ ثَوابِكَ فَخَشَعوا ، وسَمِعَ المُوَلّونَ عَنِ القَصدِ بِجودِكَ فَرَجعوا ، وسَمِعَ المَحرومونَ بِسَعَةِ فَضلِكَ فَطَمِعوا ، حَتَّى ازدَحَمَت عَصائِبُ العُصاةِ مِن عِبادِكَ بِبابِكَ ، وعَجَّت إلَيكَ الأَلسُنُ

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26606
صفحه از 579
پرینت  ارسال به