295
کنز الدعاء المجلد الاول

جَدواكَ ، ووَجهُ طَلِبَتي مُنصَرِفٌ عَمَّن سِواكَ ، وأَنتَ المَلي‏ءُ بِتَيسيرِ الطَّلِباتِ ، وَالوَفِيُّ بِتَكثيرِ الرَّغَباتِ ، فَأَنجِح لِيَ المَطلوبَ مِن فَضلِكَ بِرَحمَتِكَ ، وَاسمَح لي بِالمَرغوبِ فيهِ مِن بَذلِكَ بِنِعمَتِكَ .
سَيِّدي ، ضَعُفَ جِسمي ، ودَقَّ عَظمي ، وكَبُرَ سِنّي ، ونالَ الدَّهرُ مِنّي ، ونَفَدَت مُدَّتي ، وذَهَبَت شَهوَتي ، وبَقِيَت تَبِعَتي ، فَجُد بِحِلمِكَ عَلى‏ جَهلي ، وبِعَفوِكَ عَلى‏ قَبيحِ فِعلي ، ولا تُؤاخِذني بِما كَسَبتُ مِنَ الذُّنوبِ العِظامِ في سالِفِ الأَيّامِ .
سَيِّدي ، أنَا المُعتَرِفُ بِإِساءَتي ، المُقِرُّ بِخَطائي ، المَأسورُ بِإِجرامي ، المُرتَهَنُ بِآثامي ، المُتَهَوِّرُ بِإِساءَتي ، المُتَحَيِّرُ عَن قَصدِ طَريقِي ، انقَطَعَت مَقالَتي ، وضَلَّ عُمُري ، وبَطَلَت حُجَّتي في عَظيمِ وِزري ، فَامنُن عَلَيَّ بِكَريمِ غُفرانِكَ ، وَاسمَح لي بِعَظيمِ إحسانِكَ ، فَإِنَّكَ ذو مَغفِرَةٍ لِلطّالِبينَ ، شَديدُ العِقابِ لِلمُجرِمينَ .
سَيِّدي ، إن كانَ صَغُرَ في جَنبِ طاعَتِكَ عَمَلي ، فَقَد كَبُرَ في جَنبِ رَجائِكَ أمَلي ، سَيِّدي ، كَيفَ أنقَلِبُ مِن عِندِكَ بِالخَيبَةِ مَحروماً ، وظَنّي بِكَ أنَّكَ تَقلِبُني بِالنَّجاةِ مَرحوماً ؟ !
سَيِّدي ، لَم اُسَلِّط عَلى‏ حُسنِ ظَنّي بِكَ قُنوطَ الآيِسينَ ، فَلا تُبطِل لي صِدقَ رَجائي لَكَ فِي الآمِلينَ .
سَيِّدي ، عَظُمَ جُرمي إذ بارَزتُكَ بِاكتِسابِهِ ، وكَبُرَ ذَنبي إذ جاهَرتُكَ بِارتِكابِهِ ، إلّا أنَّ عَظيمَ عَفوِكَ يَسَعُ المُعتَرِفينَ ، وجَسيمَ غُفرانِكَ يَعُمُّ التَّوّابينَ .
سَيِّدي ، إن دَعاني إلَى النّارِ مَخشِيُّ عِقابِكَ ، فَقَد دَعاني إلَى الجَنَّةِ مَرجُوُّ ثَوابِكَ .
سَيِّدي ، إن أوحَشَتنِي الخَطايا مِن مَحاسِنِ لُطفِكَ ، فَقَد آنَسَنِي اليَقينُ بِمَكارِمِ عَطفِكَ ، وإن أنامَتنِي الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِكَ ، فَقَد أيقَظَتنِي المَعرِفَةُ بِقَديمِ آلائِكَ ، وإن عَزَبَ عَنّي تَقديمٌ لِما يُصلِحُني ۱ ، فَلَم يَعزُب إيقاني بِنَظَرِكَ إلَيَّ فيما يَنفَعُني ، وإنِ انقَرَضَت بِغَيرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعيِ أيّامي ، فَبِالإِيمانِ أمضَيتُ السّالِفاتِ مِن أعوامي .

1.في الصحيفة السجّاديّة الجامعة ص ۴۵۰ : «وإن عَزُبَ لُبّي عَن تَقديمِ ما يُصلِحُني» .


کنز الدعاء المجلد الاول
294

مُستَطيعاً لِقَضاءِ حُقوقِكَ إن لَم تُؤَيِّدني بِصُحبَةِ تَوفيقِكَ .
سَيِّدي ، لَولا نورُكَ عَميتُ عَنِ الدَّليلِ ، ولَولا تَبصيرُكَ ضَلَلتُ عَنِ السَّبيلِ ، ولَولا تَعريفُكَ لَم اُرشَد لِلقَبولِ ، ولَولا تَوفيقُكَ لَم أهتَدِ إلى‏ مَعرِفَةِ التَّأويلِ .
فَيا مَن أكرَمَني بِتَوحيدِهِ ، وعَصَمَني عَنِ الضَّلالِ بِتَسديدِهِ ، وأَلزَمَني إقامَةَ حُدودِهِ ، لا تَسلُبني ما وَهَبتَ لي مِن تَحقيقِ مَعرِفَتِكَ ، وأَحيِني بِيَقينٍ أسلَمُ بِهِ مِنَ الإِلحادِ في صِفَتِكَ ، يا خَيرَ مَن رَجاهُ الرّاجونَ ، وأَرأَفَ مَن لَجَأَ إلَيهِ اللّاجونَ ، وأَكرَمَ مَن قَصَدَهُ المُحتاجونَ ، ارحَمني إذَا انقَطَعَ مَعلومُ عُمُري ، ودَرَسَ ذِكري وَامتَحى‏ أثَري ، وبُوِّئتُ فِي الضَّريحِ مُرتَهَناً بِعَمَلي ، مَسؤولاً عَمّا أسلَفتُهُ مِن فارِطِ زَلَلي ، مَنسِيّاً كَمَن نُسِيَ فِي الأَمواتِ مِمَّن كانَ قَبلي .
رَبِّ ، سَهِّل لي تَوبَةً إلَيكَ ، وأَعِنّي عَلَيها ، وَاحمِلني عَلى‏ مَحَجَّةِ الإِخباتِ لَكَ ، وأَرشِدني إلَيها ، فَإِنَّ الحَولَ وَالقُوَّةَ بِمَعونَتِكَ ، وَالثَّباتَ وَالاِنتِقالَ بِقُدرَتِكَ .
يا مَن هُوَ أرحَمُ لي مِنَ الوالِدِ الشَّفيقِ ، وأَبَرُّ بي مِنَ الوَلَدِ الرَّفيقِ ، وأَقرَبُ إلَيَّ مِنَ الجارِ اللَّصيقِ ، قَرِّبِ الخَيرَ مِن مُتَناوَلي ، وَاجعَلِ الخِيَرَةَ العامَّةَ فيما قَضَيتَ لي ، وَاختِم لي بِالبِرِّ وَالتَّقوى‏ عَمَلي ، وأَجِرني مِن كُلِّ عائِقٍ يَقطَعُني عَنكَ ، وكُلِّ قَولٍ وفِعلٍ يُباعِدُني مِنكَ ، وَارحَمني رَحمَةً تَشفي بِها قَلبي مِن كُلِّ شُبهَةٍ مُعتَرِضَةٍ ، وبِدعَةٍ مُمرِضَةٍ .
سَيِّدي ، خابَ رَجاءُ مَن رَجا سِواكَ ، وظَفِرَت يَدُ مَن بِحاجَتِهِ ناجاكَ ، وضَلَّ مَن يَدعُو العِبادَ لِكَشفِ ضُرِّهِم إلّا إيّاكَ ، أنتَ المُؤَمَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ ، وَالمَفزَعُ في كُلِّ كُربَةٍ وضَرّاءَ ، وَالمُستَجارُ بِهِ مِن كُلِّ فادِحَةٍ ولَأواءٍ ، لا يَقنَطُ مِن رَحمَتِكَ إلّا مَن تَوَلّى‏ وكَفَرَ ، ولا يَيأَسُ مِن رَوحِكَ إلّا مَن عَصى‏ وأَصَرَّ ، أنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، تَوَفَّني مُسلِماً وأَلحِقني بِالصّالِحينَ .
يا مَن لا يَحرِمُ زُوّارَهُ عَطاياهُ ، ولا يُسلِمُ مَنِ استَجارَهُ وَاستَكفاهُ ، أمَلي واقِفٌ عَلى‏

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26625
صفحه از 579
پرینت  ارسال به