291
کنز الدعاء المجلد الاول

وتُجيرُني بِها إجارَةً مِن مَعاطِبِ انتِقامِكَ ، وتُنيلُني بِهَا المَسَرَّةَ بِمَواهِبِ إنعامِكَ ، يَومَ تَبرُزُ الأَخبارُ ، وتَعظُمُ الأَخطارُ ، وتُبلَى الأَسرارُ ، وتُهتَكُ الأَستارُ ، وتَشخَصُ القُلوبُ وَالأَبصارُ ، (يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّلِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) ۱ ، إنَّكَ مَعدِنُ الآلاءِ وَالكَرَمِ ، وصارِفُ اللَّأواءِ ۲ وَالنِّقَمِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، عَلَيكَ أعتَمِدُ ، وبِكَ أستَعينُ ، وأَنتَ حَسبي ، وكَفى‏ بِكَ وَكيلاً .
يا مالِكَ خَزائِنِ الأَقواتِ ، وفاطِرَ أصنافِ البَرِيّاتِ ، وخالِقَ سَبعِ طَرائِقَ مَسلوكاتٍ مِن فَوقِ سَبعِ أرَضينَ مُذَلَّلاتٍ ، العالي في وَقارِ العِزِّ وَالمَنَعَةِ ، وَالدّائِمُ في كِبرِياءِ الهَيبَةِ وَالرِّفعَةِ ، وَالجَوادُ بِنَيلِهِ عَلى‏ خَلقِهِ مِن سَعَةٍ ، لَيسَ لَهُ حَدٌّ ولا أمَدٌ ، ولا يُدرِكُهُ تَحصيلٌ ولا عَدَدٌ ، ولا يُحيطُ بِوَصفِهِ أحَدٌ .
الحَمدُ للَّهِ‏ِ خالِقِ أمشاجِ ۳ النَّسَمِ ، ومولِجِ الأَنوارِ فِي الظُّلَمِ ، ومُخرِجِ المَوجودِ مِنَ العَدَمِ ، وَالسّابِقِ الأَزَلِيَّةِ بِالقِدَمِ ، وَالجَوادِ عَلَى الخَلقِ بِسَوابِغِ ۴ النِّعَمِ ، وَالعَوّادِ عَلَيهِم بِالفَضلِ وَالكَرَمِ ، الَّذي لا يُعجِزُهُ كَثرَةُ الإِنفاقِ ، ولا يُمسِكُ خَشيَةَ الإِملاقِ ، ولا يَنقُصُهُ إدرارُ الأَرزاقِ ، ولا يُدرَكُ بِأَناسِيِّ الأَحداقِ ، ولا يوصَفُ بِمُضامَّةٍ ولَا افتِراقٍ .
أحمَدُهُ عَلى‏ جَزيلِ إحسانِهِ ، وأَعوذُ بِهِ مِن حُلولِ خِذلانِهِ ، وأَستَهديهِ بِنورِ بُرهانِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ حَقَّ إيمانِهِ .
وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، الَّذي عَمَّ الخَلائِقَ جَدواهُ ۵ ، وتَمَّ حُكمُهُ فيمَن أضَلَّ مِنهُم وهَداهُ ، وأَحاطَ عِلماً بِمَن أطاعَهُ وعَصاهُ ، وَاستَولى‏ عَلَى المُلكِ بِعِزٍّ أبَدٍ

1.غافر : ۵۲ .

2.الّلأواءُ : الشدَّة وضيق المعيشة ( النهاية : ج ۴ ص ۲۲۱ « لأو » ) .

3.الأمشاجُ : أي أخلاط من الدم - النطفة - (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۷۶۹ «مشج» ) .

4.في المصدر : «بسوابق» ، وما اُثبت من الصحيفة السجّاديّة الجامعة : ص ۴۴۴ .

5.الجدوى : العطيّة كالجَداء (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۳۴ «جدو») .


کنز الدعاء المجلد الاول
290

كِفايَةَ المُتَوَكِّلينَ ، وتُميرُهُ ۱ بِهِ رِعايَةَ المَكفولينَ ، وتُعيرُهُ ۲ وِلايَةَ المُتَّصِلينَ المَقبولينَ .
يا مَن هُوَ أبَرُّ بي مِنَ الوالِدِ الشَّفيقِ ، وأَقرَبُ إلَيَّ مِنَ الصّاحِبِ اللَّزيقِ ۳ ، أنتَ مَوضِعُ اُنسي فِي الخَلوَةِ إذا أوحَشَنِي المَكانُ ، ولَفَظَتنِي ۴ الأَوطانُ ، وفارَقَتنِي الاُلّافُ وَالجيرانُ ، وَانفَرَدتُ في مَحَلٍّ ضَنكٍ ، قَصيرِ السَّمكِ ، ضَيِّقِ الضَّريحِ ، مُطبَقِ الصَّفيحِ ، مَهولٍ مَنظَرُهُ ، ثَقيلٍ مَدَرُهُ ، مُخَلّاةٍ بِالوَحشَةِ عَرصَتُهُ ، مُغَشّاةٍ بِالظُّلمَةِ ساحَتُهُ ، عَلى‏ غَيرِ مِهادٍ ولا وِسادٍ ، ولا تَقِدمَةِ زادٍ ولَا اعتِدادٍ ، فَتَدارَكْني بِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَتِ الأَشياءَ أكنافُها ، وجَمَعَتِ الأَحياءَ أطرافُها ، وعَمَّتِ البَرايا ألطافُها ، وعُد عَلَيَّ بِعَفوِكَ يا كَريمُ ، ولا تُؤاخِذني بِجَهلي يا رَحيمُ .
اللَّهُمَّ ارحَم مَنِ اكتَنَفَتهُ سَيِّئاتُهُ ، وأَحاطَت بِهِ خَطيئاتُهُ ، وحَفَّت بِهِ جِناياتُهُ ، بِعَفوِكَ ارحَم مَن لَيسَ لَهُ مِن عَمَلِهِ شافِعٌ ، ولا يَمنَعُهُ مِن عَذابِكَ مانِعٌ ، اِرحَمِ الغافِلَ عَمّا أظَلَّهُ ۵ ، وَالذّاهِلَ عَنِ الأَمرِ الَّذي خُلِقَ لَهُ ، اِرحَم مَن نَقَضَ العَهدَ وعَذَرَ ۶ ، وعَلى‏ مَعصِيَتِكَ انطَوى‏ وأَصَرَّ ، وجاهَرَكَ بِجَهلِهِ ومَا استَتَرَ ، اِرحَم مَن ألقى‏ عَن رَأسِهِ قِناعَ الحَياءِ ، وحَسَرَ عَن ذِراعَيهِ جِلبابَ الأَتقِياءِ ، وَاجتَرَأَ عَلى‏ سَخَطِكَ بِارتِكابِ الفَحشاءِ ، فيَا مَن لَم يَزَل عَفُوّاً غَفّاراً ، ارحَم مَن لَم يَزَل مُسقَطاً عَثّاراً .
اللَّهُمَّ اغفِر لي ما مَضى‏ مِنّي ، وَاختِم لي بِما تَرضى‏ بِهِ عَنّي ، وَاعقِد عَزائِمي عَلى‏ تَوبَةٍ بِكَ مُتَّصِلَةٍ ، ولَدَيكَ مُتَقَبَّلَةٍ ، تُقيلُني بِها عَثَراتي ، وتَستُرُ بِها عَوراتي ، وتَرحَمُ بِها عَبَراتي ،

1.في المصدر : «وتُمَيِّزُهُ» ، وما أثبتناه من الصحيفة السجّاديّة الجامعة : ص ۴۴۲ . يقال : فلان يمير أهله : إذا حمل إليهم أقواتهم من غير بلدهم (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۷۳۷ «مير») .

2.في المصدر : «وتُعِزُّهُ» وما أثبتناه من الصحيفة السجّاديّة الجامعة : ص ۴۴۲ .

3.فلان بلزقي وبلصقي ولزيق : أي بجنبي (مجمع البحرين : ج ۵ ص ۲۳۲ «لزق») .

4.لَفَظَهُ : رَمى‏ بهِ (المصباح المنير : ص ۵۵۵ «لفظ» ) .

5.كذا في المصدر ، وفي بعض النسخ والصحيفة السجّاديّة الجامعة : ص ۴۴۳ : «أضلّه» .

6.في الصحيفة السجّاديّة الجامعة : ص ۴۴۳ : «غَدَرَ» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26639
صفحه از 579
پرینت  ارسال به