289
کنز الدعاء المجلد الاول

لِطاعَتِكَ ، وهَب لي جِسماً رَوحانِيّاً ، وقَلباً سَماوِيّاً ، وهِمَّةً مُتَّصِلَةً بِكَ ، ويَقيناً صادِقاً في حُبِّكَ ، وأَلهِمني مِن مَحامِدِكَ أمدَحَها ، وهَب لي مِن فَوائِدِكَ أسمَحَها ، إنَّكَ وَلِيُّ الحَمدِ ، وَالمُستَولي عَلَى المَجدِ .
يا مَن لا يَنقُصُ مَلكوتَهُ عِصيانُ المُتَمَرِّدينَ ، ولا يَزيدُ جَبَروتَهُ إيمانُ المُوَحِّدينَ ، إلَيكَ أستَشفِعُ بِقَديمِ كَرَمِكَ ، أن لا تَسلُبَني ما مَنَحتَني مِن جَسيمِ نِعَمِكَ ، وَاصرِفني بِحُسنِ نَظَرِكَ لي عَن وَرطَةِ ۱ المَهالِكَ ، وعَرِّفني بِجَميلِ اختِيارِكَ لي مُنجِياتِ المَسالِكِ ، يا مَن قَرُبَت رَحمَتُهُ مِنَ المُحسِنينَ ، وأَوجَبَ عَفوَهُ لِلأَوّابينَ ، بَلِّغنا بِرَحمَتِكَ غَنائِمَ البِرِّ وَالإِحسانِ ، وجَلِّلنا بِنِعمَتِكَ مَلابِسَ العَفوِ وَالغُفرانِ ، وأَصحِب رَغَباتِنا بِحَياءٍ يَقطَعُها عَنِ الشَّهَواتِ ، وَاحشُ قُلوبَنا نوراً يَمنَعُها مِنَ الشُّبُهاتِ ، وأَودِع نُفوسَنا خَوفَ المُشفِقينَ مِن سوءِ الحِسابِ ، ورَجاءَ الواثِقينَ بِتَوفيرِ الثَّوابِ ، فَلا نَغتَرَّ بِالإِمهالِ ، ولا نُقَصِّرَ في صالِحِ الأَعمالِ ، ولا نَفتُرَ مِنَ التَّسبيحِ بِحَمدِكَ فِي الغُدُوِّ وَالآصالِ .
يا مَن آنَسَ العارِفينَ بِطيبِ مُناجاتِهِ ، وأَلبَسَ الخاطِئينَ ثَوبَ مُوالاتِهِ ، مَتى‏ فَرِحَ مَن قَصَدَت سِواكَ هِمَّتُهُ ، ومَتَى استَراحَ مَن أرادَت غَيرَكَ عَزيمَتُهُ ، ومَن ذَا الَّذي قَصَدَكَ بِصِدقِ الإِرادَةِ فَلَم تُشَفِّعهُ في مُرادِهِ ، أم مَن ذَا الَّذِي اعتَمَدَ عَلَيكَ في أمرِهِ فَلَم تَجُد بِإِسعادِهِ ، أم مَن ذَا الَّذِي استَرشَدَكَ فَلَم تَمنُن بِإِرشادِهِ .
اللَّهُمَّ عَبدُكَ الضَّعيفُ الفَقيرُ ، ومِسكينُكَ اللَّهيفُ المُستَجيرُ ، عالِمٌ أنَّ في قَبضَتِكَ أزِمَّةَ التَّدبيرِ ، ومَصادِرَ المَقاديرِ عَن إرادَتِكَ ، وأَنَّكَ أقَمتَ بِقُدسِكَ حَياةَ كُلِّ شَي‏ءٍ ، وجَعَلتَهُ نَجاةً لِكُلِّ حَيٍّ ، فَارزُقهُ مِن حَلاوَةِ مُصافاتِكَ ما يَصيرُ بِهِ إلى‏ مَرضاتِكَ ، وهَب لَهُ مِن خُشوعِ التَّذَلُّلِ وخُضوعِ التَّقَلُّلِ في رَهبَةِ الإِخباتِ ۲ ، وسَلامَةِ المَحيا وَالمَماتِ ، ما تُحضِرُهُ

1.الوَرطَةُ : الهُوَّة العميقة في الأرض ، ثمّ استُعيرت للبليّة التي يعسر منها المخرج (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۲۶ «ورط» ) .

2.الإخباتُ : الخُشوعُ والتواضِعُ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۸۸ «خبت» ) .


کنز الدعاء المجلد الاول
288

أسناها ، ومِنَ الأَرزاقِ أغزَرَها ، ومِنَ الأَخلاقِ أطهَرَها ، ومِنَ المَذاهِبِ أقصَدَها ، ومِنَ العَواقِبِ أحمَدَها ، ومِنَ الاُمورِ أرشَدَها ، ومِنَ التَّدابيرِ أوكَدَها ، ومِنَ الجُدودِ أسعَدَها ، ومِنَ الشُّؤونِ أعوَدَها ، ومِنَ الفَوائِدِ أرجَحَها ، ومِنَ العَوائِلِ أنجَحَها ، ومِنَ الزِّياداتِ أتَمَّها ، ومِنَ البَرَكاتِ أعَمَّها ، ومِنَ الصّالِحاتِ أعظَمَها .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ قَلباً خاشِعاً زَكِيّاً ، ولِساناً صادِقاً عَلِيّاً ، ورِزقاً واسِعاً هَنيئاً ، وعَيشاً رَغَداً مَرِيّاً ، وأَعوذُ بِكَ مِن ضَنكِ المَعاشِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ ساعٍ وواشٍ ، وغَلَبَةِ الأَضدادِ وَالأَوباشِ ، وكُلِّ قَبيحٍ باطِنٍ أو فاشٍ ، وأَعوذُ بِكَ مِن دُعاءٍ مَحجوبٍ ، ورَجاءٍ مَكذوبٍ ، وَحياءٍ مَسلوبٍ ، وَاحتِجاجٍ مَغلوبٍ ، ورَأيٍ غَيرِ مُصيبٍ .
اللَّهُمَّ أنتَ المُستَعانُ وَالمُستَعاذُ ، وعَلَيكَ المُعَوَّلُ وبِكَ المَلاذُ ، فَأَنِلني لَطائِفَ مِنَنِكَ ، فَإِنَّكَ لَطيفٌ فَلا تَبتَلِيَنّي بِمِحَنِكَ ، فَإِنّي ضَعيفٌ ، وتَوَلَّني بِعَطفِ تَحَنُّنِكَ ، يا رَؤُوفُ يا مَن آوَى المُنقَطِعينَ إلَيهِ ، وأَغنَى المُتَوَكِّلينَ عَلَيهِ ، جُد بِغِناكَ عَن فاقَتي ، ولا تُحَمِّلني فَوقَ طاقَتي .
اللَّهُمَّ اجعَلني مِنَ الَّذينَ جَدّوا في قَصدِكَ فَلَم يَنكِلوا ، وسَلَكُوا الطّريقَ إلَيكَ فَلَم يَعدِلوا ، وَاعتَمَدوا عَلَيكَ فِي الوُصولِ حَتّى‏ وَصَلوا ، فَرَوَّيتَ قُلوبَهُم مِن مَحَبَّتِكَ ، وآنَستَ نُفوسَهُم بِمَعرِفَتِكَ ، فَلَم يَقطَعهُم عَنكَ قاطِعٌ ، ولا مَنَعَهُم عَن بُلوغِ ما أمَّلوهُ لَدَيكَ مانِعٌ ، فَ ( هُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَلِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) ۱ .
اللَّهُمَّ لَكَ قَلبي ولِساني ، وبِكَ نَجاتي وأَماني ، وأَنتَ العالِمُ بِسِرّي وإعلاني ، فَأَمِت قَلبي عَنِ البَغضاءِ ، وأَصمِت لِساني عَنِ الفَحشاءِ ، وأَخلِص سَريرَتي عَن عَلائِقِ الأَهواءِ ، وَاكفِني بِأَمانِكَ عَن عَوائِقِ الضَّرّاءِ ، وَاجعَل سِرّي مَعقوداً عَلى‏ مُراقَبَتِكَ ، وإعلاني مُوافِقاً

1.الأنبياء : ۱۰۲ و ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26641
صفحه از 579
پرینت  ارسال به