لِطاعَتِكَ ، وهَب لي جِسماً رَوحانِيّاً ، وقَلباً سَماوِيّاً ، وهِمَّةً مُتَّصِلَةً بِكَ ، ويَقيناً صادِقاً في حُبِّكَ ، وأَلهِمني مِن مَحامِدِكَ أمدَحَها ، وهَب لي مِن فَوائِدِكَ أسمَحَها ، إنَّكَ وَلِيُّ الحَمدِ ، وَالمُستَولي عَلَى المَجدِ .
يا مَن لا يَنقُصُ مَلكوتَهُ عِصيانُ المُتَمَرِّدينَ ، ولا يَزيدُ جَبَروتَهُ إيمانُ المُوَحِّدينَ ، إلَيكَ أستَشفِعُ بِقَديمِ كَرَمِكَ ، أن لا تَسلُبَني ما مَنَحتَني مِن جَسيمِ نِعَمِكَ ، وَاصرِفني بِحُسنِ نَظَرِكَ لي عَن وَرطَةِ ۱ المَهالِكَ ، وعَرِّفني بِجَميلِ اختِيارِكَ لي مُنجِياتِ المَسالِكِ ، يا مَن قَرُبَت رَحمَتُهُ مِنَ المُحسِنينَ ، وأَوجَبَ عَفوَهُ لِلأَوّابينَ ، بَلِّغنا بِرَحمَتِكَ غَنائِمَ البِرِّ وَالإِحسانِ ، وجَلِّلنا بِنِعمَتِكَ مَلابِسَ العَفوِ وَالغُفرانِ ، وأَصحِب رَغَباتِنا بِحَياءٍ يَقطَعُها عَنِ الشَّهَواتِ ، وَاحشُ قُلوبَنا نوراً يَمنَعُها مِنَ الشُّبُهاتِ ، وأَودِع نُفوسَنا خَوفَ المُشفِقينَ مِن سوءِ الحِسابِ ، ورَجاءَ الواثِقينَ بِتَوفيرِ الثَّوابِ ، فَلا نَغتَرَّ بِالإِمهالِ ، ولا نُقَصِّرَ في صالِحِ الأَعمالِ ، ولا نَفتُرَ مِنَ التَّسبيحِ بِحَمدِكَ فِي الغُدُوِّ وَالآصالِ .
يا مَن آنَسَ العارِفينَ بِطيبِ مُناجاتِهِ ، وأَلبَسَ الخاطِئينَ ثَوبَ مُوالاتِهِ ، مَتى فَرِحَ مَن قَصَدَت سِواكَ هِمَّتُهُ ، ومَتَى استَراحَ مَن أرادَت غَيرَكَ عَزيمَتُهُ ، ومَن ذَا الَّذي قَصَدَكَ بِصِدقِ الإِرادَةِ فَلَم تُشَفِّعهُ في مُرادِهِ ، أم مَن ذَا الَّذِي اعتَمَدَ عَلَيكَ في أمرِهِ فَلَم تَجُد بِإِسعادِهِ ، أم مَن ذَا الَّذِي استَرشَدَكَ فَلَم تَمنُن بِإِرشادِهِ .
اللَّهُمَّ عَبدُكَ الضَّعيفُ الفَقيرُ ، ومِسكينُكَ اللَّهيفُ المُستَجيرُ ، عالِمٌ أنَّ في قَبضَتِكَ أزِمَّةَ التَّدبيرِ ، ومَصادِرَ المَقاديرِ عَن إرادَتِكَ ، وأَنَّكَ أقَمتَ بِقُدسِكَ حَياةَ كُلِّ شَيءٍ ، وجَعَلتَهُ نَجاةً لِكُلِّ حَيٍّ ، فَارزُقهُ مِن حَلاوَةِ مُصافاتِكَ ما يَصيرُ بِهِ إلى مَرضاتِكَ ، وهَب لَهُ مِن خُشوعِ التَّذَلُّلِ وخُضوعِ التَّقَلُّلِ في رَهبَةِ الإِخباتِ ۲ ، وسَلامَةِ المَحيا وَالمَماتِ ، ما تُحضِرُهُ