أصنَعَهُ ، ورازِقٍ ما أوسَعَهُ ، و قَريبٍ ما أرفَعَهُ ، ومُجيبٍ ما أسمَعَهُ ، وعَزيزٍ ما أمنَعَهُ ، ( لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِى السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ۱ .
وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً نَبِيُّهُ المُرسَلُ ، ووَلِيُّهُ المُفَضَّلُ ، وشَهيدُهُ المُستَعدَلُ ، المُؤَيَّدُ بِالنّورِ المُضيءِ ، وَالمُسَدَّدُ بِالأَمرِ المَرضِيِّ ، بَعَثَهُ بِالأَوامِرِ الشّافِيَةِ ، وَالزَّواجِرِ النّاهِيَةِ ، وَالدَّلائِلِ الهادِيَةِ ، الَّتي أوضَحَ بُرهانَها ، وشَرَحَ بُنيانَها ، في كِتابٍ مُهَيمِنٍ عَلى كُلِّ كِتابٍ ، جامِعٍ لِكُلِّ رُشدٍ وصَوابٍ ، فيهِ نَبَأُ القُرونِ ، وتَفصيلُ الشُّؤونِ ، وفَرضُ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ ، وَالفَرقُ بَينَ الحَلالِ وَالحَرامِ ، فَدَعا إلى خَيرِ سَبيلٍ ، وشَفى مِن هُيامِ الغَليلِ ، حَتّى عَلَا الحَقُّ وظَهَرَ ، وزَهَقَ الباطِلُ وَانحَسَرَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً مُمَهَّدَةً ، لا تَنقَضي لَها مُدَّةٌ ، ولا يَنحَصِرُ لَها عِدَّةٌ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ما جَرَتِ النُّجومُ فِي الأَبراجِ ، وتَلاطَمَتِ ۲ البُحورُ بِالأَمواجِ ، ومَا ادلَهَمَّ ۳ لَيلٌ داجٍ ، وأَشرَقَ نَهارٌ ذُو ابتِلاجٍ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ ما تَعاقَبَتِ الأَيّامُ ، وتَناوَبَتِ الأَعوامُ ، وما خَطَرَتِ الأَوهامُ ، وتَدَبَّرَتِ الأَفهامُ ، وما بَقِيَ الأَنامُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنبِياءِ وآلِهِ البَرَرَةِ الأَتقِياءِ ، وعَلى عِترَتِهِ النُّجَباءِ ، صَلاةً مَعروفَةً بِالتَّمامِ وَالنَّماءِ ، وباقِيَةً بِلا فَناءٍ وَانقِضاءٍ .
اللَّهُمَّ رَبَّ العالَمينَ ، وأَحكَمَ الحاكِمينَ ، وأَرحَمَ الرّاحِمينَ ، أسأَ لُكَ مِنَ الشَّهادَةِ أقسَطَها ، ومِنَ العِبادَةِ أنشَطَها ، ومِنَ الزِّيادَةِ أبسَطَها ، ومِنَ الكَرامَةِ أغبَطَها ، ومِنَ السَّلامَةِ أحوَطَها ، ومِنَ الأَعمالِ أقسَطَها ، ومِنَ الآمالِ أوفَقَها ، ومِنَ الأَقوالِ أصدَقَها ، ومِنَ المَحالِّ أشرَفَها ، ومِنَ المَنازِلِ ألطَفَها ، ومِنَ الحِياطَةِ أكنَفَها ، ومِنَ الرِّعايَةِ أعطَفَها ، ومِنَ العِصمَةِ أكفاها ، ومِنَ الرّاحَةِ أشفاها ، ومِنَ النِّعمَةِ أوفاها ، ومِنَ الهِمَمِ أعلاها ، ومِنَ القِسَمِ