إِلهي ! ما تَتَفَجَّعُ أنفُسُنا مِنَ النُّقلَةِ عَنِ الدّيارِ ، إن لَم تُوحِشنا هُنالِكَ مِن مُرافَقَةِ الأَبرارِ .
إلهي ! ما تَضُرُّنا فُرقَةُ الإِخوانِ وَالقَراباتِ ، إن قَرَّبتَنا مِنكَ يا ذَا العَطِيّاتِ .
إلهي ! ما تَجُفُّ مِن ماءِ الرَّجاءِ مَجارِي لَهَواتِنا ۱ ، إن لَم تَحُم طَيرُ الأَشائِمِ ۲ بِحِياضِ رَغَباتِنا .
إلهي ! إن عَذَّبتَني فَعَبدٌ خَلَقتَهُ لِما أرَدتَهُ فَعَذَّبتَهُ ، وإن رَحِمتَني فَعَبدٌ وَجَدتَهُ مُسِيئاً فَأَنجَيتَهُ . ۳
ب - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام
۳۶۱.الإمام زين العابدين عليه السلام - فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الزّاهِدينَ - :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . إلهي ! أسكَنتَنا داراً حَفَرَت لَنا حُفَرَ مَكرِها ، وعَلَّقتَنا بِأَيدِي المَنايا في حَبائِلِ غَدرِها ، فَإِلَيكَ نَلتَجِئُ مِن مَكائِدِ خُدَعِها ، وبِكَ نَعتَصِمُ مِنَ الاِغتِرارِ بِزَخارِفِ زينَتِها ، فَإِنَّهَا المُهلِكَةُ طُلّا بَهَا ، المُتلِفَةُ حُلّالَها ، المَحشُوَّةُ بِالآفاتِ ، المَشحونَةُ بِالنَّكَباتِ .
إلهي ! فَزَهِّدنا فيها ، وسَلِّمنا مِنها بِتَوفيقِكَ وعِصمَتِكَ ، وَانزَع عَنّا جَلابيبَ مُخالَفَتِكَ ، وتَوَلَّ اُمورَنا بِحُسنِ كِفايَتِكَ ، وأَوفِر مَزيدَنا مِن سَعَةِ رَحمَتِكَ ، وأَجمِل صِلاتِنا مِن فَيضِ مَواهِبِكَ ، وأَغرِس في أفئِدَتِنا أشجارَ مَحَبَّتِكَ ، وأَتمِم لَنا أنوارَ مَعرِفَتِكَ ، وأَذِقنا حَلاوَةَ عَفوِكَ ولَذَّةَ مَغفِرَتِكَ ، وأَقرِر أعيُنَنا يَومَ لِقائِكَ بِرُؤيَتِكَ ، وأَخرِج حُبَّ الدُّنيا مِن قُلوبِنا ، كَما فَعَلتَ بِالصّالِحينَ مِن صَفوَتِكَ وَالأَبرارِ مِن خاصَّتِكَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ،
1.اللّهاة : اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم (انظر : لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۶۱ «لهو») .
2.الأشائم : طائر أشأم : جار بالشؤم - بالشرّ - والجمع الأشائم (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۳۸۰ «شأم») .
3.المصباح للكفعمي : ص ۴۹۱ ، البلد الأمين : ص ۳۱۵ كلاهما عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۰۴ ح ۱۴ ؛ دستور معالم الحكم : ص ۱۲۹ نحوه .