عَتيدٌ ۱ ، وصَفوَها يَتَكَدَّرُ ، وجَديدَها يَخلُقُ ، وما فاتَ فيها لَم يَرجِع ، وما نيلَ فيها فِتنَةٌ إلّا مَن أصابَتهُ مِنكَ عِصمَةٌ وشَمِلَتهُ مِنكَ رَحمَةٌ .
فَلا تَجعَلني مِمَّن رَضِيَ بِها ، وَاطمَأَنَّ إلَيها ، ووَثِقَ بِها ، فَإِنَّ مَنِ اطمَأَنَّ إلَيها خانَتهُ ، ومَن وَثِقَ بِها غَرَّتهُ . ۲
۳۶۰.عنه عليه السلام - فِي المُناجاةِ للَّهِِ تَعالى - :
إلهي ! كَيفَ تَفرَحُ بِصُحبَةِ الدُّنيا صُدورُنا ، وكَيفَ تَلتَئِمُ في غَمَراتِها اُمورُنا ، وكَيفَ يَخلُصُ لَنا فيها سُرورُنا ، وَكَيفَ يَملِكُنا بِاللَّهوِ وَاللَّعِبِ غُرورُنا ، وقَد دَعَتنا بِاقتِرابِ الآجالِ قُبورُنا ؟ !
إلهي ! كَيفَ نَبتَهِجُ في دارٍ قَد حُفِرَت لَنا فيها حَفائِرُ صَرعَتِها ، وفُتِلَت بِأَيدِي المَنايا حَبائِلُ غَدرَتِها ، وجَرَّعَتنا مُكرَهينَ جُرَعَ مَرارَتِها ، ودَلَّتنَا النَّفسُ ۳ عَلَى انقِطاعِ عَيشَتِها ، لَولا ما أصغَت إلَيهِ هذِهِ النُّفوسُ مِن رَفائِعِ لَذَّتِها ، وَافتِتانِها بِالفانياتِ مِن فَواحِشِ زينَتِها ؟ !
إلهي ! فَإِلَيكَ نَلتَجِئُ مِن مَكائِدِ خُدعَتِها ، وبِكَ نَستَعينُ عَلى عُبورِ قَنطَرَتِها ، وبِكَ نَستَفطِمُ الجَوارِحَ عَن أخلافِ شَهوَتِها ، وبِكَ نَستَكشِفُ جَلابيبَ حَيرَتِها ، وبِكَ نُقَوِّمُ مِنَ القُلوبِ استِصعابَ جَهالَتِها.
إلهي ! كَيفَ لِلدُّورِ أن تَمنَعَ مَن فيها مِن طَوارِقِ ۴ الرَّزايا ، وقَد اُصيبَ في كُلِّ دارٍ سَهمٌ مِن أسهُمِ المَنايا ؟!
1.العَتيدُ : الحاضر المُهيّأ ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۵۹ « عتد » ) .
2.إرشاد القلوب : ص ۲۶ ؛ تاريخ دمشق : ج ۱۹ ص ۴۵۹ عن زيد بن عليّ من دون إسناد إلى أحد من أهل البيت عليهم السلام نحوه .
3.في دستور معالم الحِكَم : «العِبَر» بدل «النفس» .
4.الطوارِقُ : الحوادث التي تأتي ليلاً (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۱۸ «طرق») .