283
کنز الدعاء المجلد الاول

عَتيدٌ ۱ ، وصَفوَها يَتَكَدَّرُ ، وجَديدَها يَخلُقُ ، وما فاتَ فيها لَم يَرجِع ، وما نيلَ فيها فِتنَةٌ إلّا مَن أصابَتهُ مِنكَ عِصمَةٌ وشَمِلَتهُ مِنكَ رَحمَةٌ .
فَلا تَجعَلني مِمَّن رَضِيَ بِها ، وَاطمَأَنَّ إلَيها ، ووَثِقَ بِها ، فَإِنَّ مَنِ اطمَأَنَّ إلَيها خانَتهُ ، ومَن وَثِقَ بِها غَرَّتهُ . ۲

۳۶۰.عنه عليه السلام - فِي المُناجاةِ للَّهِ‏ِ تَعالى‏ - :
إلهي ! كَيفَ تَفرَحُ بِصُحبَةِ الدُّنيا صُدورُنا ، وكَيفَ تَلتَئِمُ في غَمَراتِها اُمورُنا ، وكَيفَ يَخلُصُ لَنا فيها سُرورُنا ، وَكَيفَ يَملِكُنا بِاللَّهوِ وَاللَّعِبِ غُرورُنا ، وقَد دَعَتنا بِاقتِرابِ الآجالِ قُبورُنا ؟ !
إلهي ! كَيفَ نَبتَهِجُ في دارٍ قَد حُفِرَت لَنا فيها حَفائِرُ صَرعَتِها ، وفُتِلَت بِأَيدِي المَنايا حَبائِلُ غَدرَتِها ، وجَرَّعَتنا مُكرَهينَ جُرَعَ مَرارَتِها ، ودَلَّتنَا النَّفسُ ۳ عَلَى انقِطاعِ عَيشَتِها ، لَولا ما أصغَت إلَيهِ هذِهِ النُّفوسُ مِن رَفائِعِ لَذَّتِها ، وَافتِتانِها بِالفانياتِ مِن فَواحِشِ زينَتِها ؟ !
إلهي ! فَإِلَيكَ نَلتَجِئُ مِن مَكائِدِ خُدعَتِها ، وبِكَ نَستَعينُ عَلى‏ عُبورِ قَنطَرَتِها ، وبِكَ نَستَفطِمُ الجَوارِحَ عَن أخلافِ شَهوَتِها ، وبِكَ نَستَكشِفُ جَلابيبَ حَيرَتِها ، وبِكَ نُقَوِّمُ مِنَ القُلوبِ استِصعابَ جَهالَتِها.
إلهي ! كَيفَ لِلدُّورِ أن تَمنَعَ مَن فيها مِن طَوارِقِ ۴ الرَّزايا ، وقَد اُصيبَ في كُلِّ دارٍ سَهمٌ مِن أسهُمِ المَنايا ؟!

1.العَتيدُ : الحاضر المُهيّأ ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۵۹ « عتد » ) .

2.إرشاد القلوب : ص ۲۶ ؛ تاريخ دمشق : ج ۱۹ ص ۴۵۹ عن زيد بن عليّ من دون إسناد إلى أحد من أهل البيت عليهم السلام نحوه .

3.في دستور معالم الحِكَم : «العِبَر» بدل «النفس» .

4.الطوارِقُ : الحوادث التي تأتي ليلاً (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۱۸ «طرق») .


کنز الدعاء المجلد الاول
282

وَالمُكاشَفَةِ يَرتَعونَ ، ومِن حِياضِ المَحَبَّةِ بِكَأسِ المُلاطَفَةِ يَكرَعونَ ۱ ، وشَرايِعَ المُصافاةِ يَرِدونَ ، قَد كُشِفَ الغِطاءُ عَن أبصارِهِم ، وَانجَلَت ظُلمَةُ الرَّيبِ عَن عَقائِدِهِم مِن ضَمائِرِهِم ۲ ، وَانتَفَت مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَن قُلوبِهِم وسَرائِرِهِم ، وَانشَرَحَت بِتَحقيقِ المَعرِفَةِ صُدورُهُم ، وعَلَت لِسَبقِ السَّعادَةِ فِي الزَّهادَةِ هِمَمُهُم ، وعَذُبَ في مَعينِ المُعامَلَةِ شِربُهُم ، وطابَ في مَجلِسِ الاُنسِ سِرُّهُم ، وأَمِنَ في مَوطِنِ المَخافَةِ سِربُهُم ۳ ، وَاطمَأَنَّت بِالرُّجوعِ إلى‏ رَبِّ الأَربابِ أنفُسُهُم ، وتَيَقَّنَت بِالفَوزِ وَالفَلاحِ أرواحُهُم ، وقَرَّت بِالنَّظَرِ إلى‏ مَحبوبِهِم أعيُنُهُم ، وَاستَقَرَّ بِإِدراكِ السُّؤلِ ونَيلِ المَأمولِ قَرارُهُم ، ورَبِحَت في بَيعِ الدُّنيا بِالآخِرَةِ تِجارَتُهُم .
إلهي ! ما ألَذَّ خَواطِرَ الإِلهامِ بِذِكرِكَ عَلَى القُلوبِ ، وما أحلَى المَسيرَ إلَيكَ بِالأَوهامِ في مَسالِكِ الغُيوبِ ، وما أطيَبَ طَعمَ حُبِّكَ ، وما أعذَبَ شِربَ قُربِكَ ! فَأَعِذنا مِن طَردِكَ وإبعادِكَ ، وَاجعَلنا مِن أخَصِّ عارِفيكَ ، وأَصلَحِ عِبادِكَ ، وأَصدَقِ طائِعيكَ ، وأَخلَصِ عُبّادِكَ ، يا عَظيمُ يا جَليلُ ، يا كَريمُ يا مُنيلُ ، بِرَحمَتِكَ ومَنِّكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۴

۵ / ۲۰

مُناجاةُ الزّاهِدينَ‏

الف - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام

۳۵۹.الإمام عليّ عليه السلام - في طَلَبِ الزُّهدِ عَنِ الدُّنيا - :
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ سَلواً ۵ عَنِ الدُّنيا ومَقتاً لَها ، فَإِنَّ خَيرَها زَهيدٌ وشَرَّها

1.كرع الماء : شرب بفيه (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۶۳ «كرع») .

2.في الصحيفة السجاديّة الجامعة ص ۴۱۷ : «وضمائرهم» .

3.السَّرَبُ: الطّريق. ويقال: فلانٌ آمِنُ السَّرَبِ: أي آمِنُ القَلبِ(اُنظر: لسان العرب : ج‏۱ ص‏۴۶۳ و۴۶۴ «سرب»).

4.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۵۰ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب .

5.سَلَوتُ عنه : إذا زال عنك محبَّتُهُ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۲۴ «سلا») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25874
صفحه از 579
پرینت  ارسال به