257
کنز الدعاء المجلد الاول

خَوفاً مِنكَ ، وحَتّى‏ يُخلِصوا لَكَ النَّصيحَةَ فِي التَّوبَةِ حُبّاً لَكَ ، فَتوجِبَ لَهُم مَحَبَّتَكَ الَّتي أوجَبتَها لِلتَّوّابينَ ، وحَتّى‏ يَتَوَكَّلوا عَلَيكَ في اُمورِهِم كُلِّها حُسنَ ظَنٍّ بِكَ ، وحَتّى‏ يُفَوِّضوا إلَيكَ اُمورَهُم ثِقَةً بِكَ .
اللَّهُمَّ لا تُنالُ طاعَتُكَ إلّا بِتَوفيقِكَ ، ولا تُنالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجاتِ الخَيرِ إلّا بِكَ ، اللَّهُمَّ يا مالِكَ يَومِ الدّينِ ، العالِمَ بِخَفايا صُدورِ العالَمينَ .
طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أهلِ الشِّركِ ، وأَخرِصِ ۱ الخَرّاصينَ ۲ عَن تَقَوُّلِهِم عَلى‏ رَسولِكَ الإِفكَ ، اللَّهُمَّ اقصِمِ الجَبّارينَ ، وأَبِرِ المُفتَرينَ ، وأَبِدِ الأَفّاكينَ ؛ الَّذينَ إذا تُتلى‏ عَلَيهِم آياتُ الرَّحمنِ قالوا : أساطيرُ الأَوَّلينَ ، وأَنجِز لي وَعدَكَ ، إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ ، وعَجِّل فَرَجَ كُلِّ طالِبٍ مُرتادٍ ، إنَّكَ لَبِالمِرصادِ لِلعِبادِ .
أعوذُ بِكَ مِن كُلِّ لَبسٍ مَلبوسٍ ، ومِن كُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِكَ مَحبوسٍ ، ومِن كُلِّ نَفسٍ تَكفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ ، ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعكوسٌ ، ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنكوسٌ ، ومِن مُكتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَركوسٌ ، ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَيهِ عَبوسٌ ، أعوذُ بِكَ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، ومِن نَظيرِهِ وأَشكالِهِ وأَشباهِهِ وأمثالِهِ ، إنَّكَ عَلِيٌّ عَليمٌ حَكيمٌ . ۳

۵ / ۹

مُناجاةُ المُلِحّينَ‏

۳۱۷.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعائِهِ عليه السلام فِي الإِلحاحِ عَلَى اللَّهِ تَعالى‏ - :
يا اللَّهُ الَّذي لا يَخفى‏ عَلَيهِ شَي‏ءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، وكَيفَ يَخفى‏ عَلَيكَ - يا

1.في البلد الأمين وبحار الأنوار : «وأخرس» بدل «وأخرص» .

2.الخرّاصون : أي الكذّابون (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۰۳ «خرص») .

3.مهج الدعوات : ص ۶۱ ، البلد الأمين : ص ۵۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۲۷ .


کنز الدعاء المجلد الاول
256

فَأَجابَهُم ، ولَجَأَ إلَيهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم ، وعَبَدَهُ الطّائِعونَ فَشَكَرَهُم ، وحَمِدَهُ الشّاكِرونَ فَأَثابَهُم .
ما أجَلَّ شَأنَكَ ، وأَعلى‏ سُلطانَكَ ، وأَنفَذَ أحكامَكَ ! أنتَ الخالِقُ بِغَيرِ تَكَلُّفٍ ، وَالقاضي بِغَيرِ تَحَيُّفٍ ۱ ، حُجَّتُكَ البالِغَةُ ، وكَلِمَتُكَ الدّامِغَةُ .
بِكَ اعتَصَمتُ ، وتَعَوَّذتُ مِن نَفَثاتِ ۲ العَنَدَةِ ، ورَصَداتِ المُلحِدَةِ ، الَّذينَ ألحَدوا في أسمائِكَ ، ورَصَدوا بِالمَكارِهِ لِأَولِيائِكَ ، وأَعانوا عَلى‏ قَتلِ أنبِيائِكَ وأَصفِيائِكَ ، وقَصَدوا لِإِطفاءِ نورِكَ بِإِذاعَةِ سِرِّكَ ، وكَذَّبوا رُسُلَكَ ، وصَدّوا عَن آياتِكَ ، وَاتَّخَذوا مِن دونِكَ ودونِ رَسولِكَ ودونِ المُؤمِنينَ وَليجَةً ۳ رَغبَةً عَنكَ ، وعَبَدوا طَواغيتَهُم وجَوابيتَهُم ۴ بَدَلاً مِنكَ .
فَمَنَنتَ عَلى‏ أولِيائِكَ بِعَظيمِ نَعمائِكَ ، وجُدتَ عَلَيهِم بِكَريمِ آلائِكَ ، وأَتمَمتَ لَهُم ما أولَيتَهُم بِحُسنِ جَزائِكَ ، حِفظاً لَهُم مِن مُعانَدَةِ الرُّسُلِ وضَلالِ السُّبُلِ ، وصَدَقَت لَهُم بِالعُهودِ ألسِنَةُ الإِجابَةِ ، وخَشَعَت لَكَ بِالعُقودِ قُلوبُ الإِنابَةِ .
أسأَ لُكَ اللَّهُمَّ بِاسمِكَ الَّذي خَشَعَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ ، وأَحيَيتَ بِهِ مَواتَ الأَشياءِ، وأَمَتَّ بِهِ جَميعَ الأَحياءِ ، وجَمَعتَ بِهِ كُلَّ مُتَفَرِّقٍ ، وفَرَّقتَ بِهِ كُلَّ مُجتَمِعٍ ، وأَتمَمتَ بِهِ الكَلِماتِ ، وأَرَيتَ بِهِ كُبرَى الآياتِ ، وتُبتَ بِهِ عَلَى التَّوّابينَ ، وأَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدينَ، فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَباءً مَنثوراً ، وتَبَّرتَهُم تَتبيراً ، أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَن تَجعَلَ شيعَتي مِنَ الَّذينَ حُمِّلوا فَصَدَّقوا ، وَاستُنطِقوا فَنَطَقوا ، آمِنينَ مَأمونينَ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ لَهُم تَوفيقَ أهلِ الهُدى‏ ، وأَعمالَ أهلِ اليَقينِ ، ومُناصَحَةَ أهلِ التَّوبَةِ ، وعَزمَ أهلِ الصَّبرِ ، وتَقِيَّةَ أهلِ الوَرَعِ ، وكِتمانَ الصِّدّيقينَ حَتّى‏ يَخافوكَ - اللَّهُمَّ - مَخافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعاصيكَ ، وحَتّى‏ يَعمَلوا بِطاعَتِكَ لِيَنالوا كَرامَتَكَ ، وحَتّى‏ يُناصِحوا لَكَ وفيكَ

1.حافَ يَحيفُ : أي جارَ وظَلَمَ (المصباح المنير : ص ۱۵۹ «حاف») .

2.في الدعاء : «أعوذ بك من نفث الشيطان» : وهو ما يلقيه في قلب الإنسان ويوقعه في باله مما يصطاده به (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۰۸ «نفث») .

3.وَليجَةُ الرجل : بطانته ودخلاؤه وخاصّتُه (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۷۲ «ولج») .

4.الجِبتُ : هو كلّ معبودٍ سوى اللَّه عزّ وجلّ ، والجمع : جوابيت (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۶۵ «جبت») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26039
صفحه از 579
پرینت  ارسال به