خَوفاً مِنكَ ، وحَتّى يُخلِصوا لَكَ النَّصيحَةَ فِي التَّوبَةِ حُبّاً لَكَ ، فَتوجِبَ لَهُم مَحَبَّتَكَ الَّتي أوجَبتَها لِلتَّوّابينَ ، وحَتّى يَتَوَكَّلوا عَلَيكَ في اُمورِهِم كُلِّها حُسنَ ظَنٍّ بِكَ ، وحَتّى يُفَوِّضوا إلَيكَ اُمورَهُم ثِقَةً بِكَ .
اللَّهُمَّ لا تُنالُ طاعَتُكَ إلّا بِتَوفيقِكَ ، ولا تُنالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجاتِ الخَيرِ إلّا بِكَ ، اللَّهُمَّ يا مالِكَ يَومِ الدّينِ ، العالِمَ بِخَفايا صُدورِ العالَمينَ .
طَهِّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أهلِ الشِّركِ ، وأَخرِصِ ۱ الخَرّاصينَ ۲ عَن تَقَوُّلِهِم عَلى رَسولِكَ الإِفكَ ، اللَّهُمَّ اقصِمِ الجَبّارينَ ، وأَبِرِ المُفتَرينَ ، وأَبِدِ الأَفّاكينَ ؛ الَّذينَ إذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمنِ قالوا : أساطيرُ الأَوَّلينَ ، وأَنجِز لي وَعدَكَ ، إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ ، وعَجِّل فَرَجَ كُلِّ طالِبٍ مُرتادٍ ، إنَّكَ لَبِالمِرصادِ لِلعِبادِ .
أعوذُ بِكَ مِن كُلِّ لَبسٍ مَلبوسٍ ، ومِن كُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِكَ مَحبوسٍ ، ومِن كُلِّ نَفسٍ تَكفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ ، ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعكوسٌ ، ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنكوسٌ ، ومِن مُكتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَركوسٌ ، ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَيهِ عَبوسٌ ، أعوذُ بِكَ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، ومِن نَظيرِهِ وأَشكالِهِ وأَشباهِهِ وأمثالِهِ ، إنَّكَ عَلِيٌّ عَليمٌ حَكيمٌ . ۳
۵ / ۹
مُناجاةُ المُلِحّينَ
۳۱۷.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعائِهِ عليه السلام فِي الإِلحاحِ عَلَى اللَّهِ تَعالى - :
يا اللَّهُ الَّذي لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، وكَيفَ يَخفى عَلَيكَ - يا
1.في البلد الأمين وبحار الأنوار : «وأخرس» بدل «وأخرص» .
2.الخرّاصون : أي الكذّابون (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۰۳ «خرص») .
3.مهج الدعوات : ص ۶۱ ، البلد الأمين : ص ۵۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۲۷ .