عَلى عِصياني وتَفريطي !
رَبِّ دَعَتني دَواعِي الدُّنيا فَأَجَبتُها سَريعاً ، ورَكَنتُ إلَيها طائِعاً ، ودَعَتني دَواعِي الآخِرَةِ فَتَثَبَّطتُ عَنها ، وأَبطَأتُ فِي الإِجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَيها ، كَما سارَعتُ إلى دَواعِي الدُّنيا وحُطامِهَا الهامِدِ وهَشيمِهَا البائِدِ وسَرابِهَا الذّاهِبِ .
رَبِّ خَوَّفتَني وشَوَّقتَني ، وَاحتَجَجتَ عَلَيَّ بِرِقّي ، وكَفَّلتَ لي بِرِزقي ، فَآمَنتُ مِن خَوفِكَ ، وتَثَبَّطتُ عَن تَشويقِكَ ، ولَم أتَّكِل عَلى ضَمانِكَ ، وتَهاوَنتُ بِاحتِجاجِكَ .
اللَّهُمَّ فَاجعَل أمني مِنكَ في هذِهِ الدُّنيا خَوفاً ، وحَوِّل تَثَبُّطي شَوقاً ، وتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقاً ۱ مِنكَ ، ثُمَّ رَضِّني بِما قَسَمتَ لي مِن رِزقِكَ يا كَريمُ يا كَريمُ .
أسأَ لُكَ بِاسمِكَ العَظيمِ رِضاكَ عِندَ السُّخطَةِ ، وَالفُرجَةَ عِندَ الكُربَةِ ، وَالنّورَ عِندَ الظُّلمَةِ ، وَالبَصيرَةَ عِندَ تَشَبُّهِ الفِتنَةِ .
رَبِّ اجعَل جُنَّتي ۲ مِن خَطايايَ حَصينَةً ، ودَرَجاتي فِي الجِنانِ رَفيعَةً ، وأَعمالي كُلَّها مُتَقَبَّلَةً ، وحَسَناتي مُضاعَفَةً زاكِيَةً ، وأَعوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، ومِن رَفيعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ ، ومِن شَرِّ ما أعلَمُ ، ومِن شَرِّ ما لا أعلَمُ ، وأَعوذُ بِكَ مِن أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ ، وَالجَفاءَ بِالحِلمِ ، وَالجَورَ بِالعَدلِ ، وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ ، وَالجَزَعَ بِالصَّبرِ ، وَالهُدى بِالضَّلالَةِ ، وَالكُفرَ بِالإِيمانِ ۳ . ۴
۳۰۷.الإمام الصادق عليه السلام - في صَلاةِ الشُّكرِ ۵ - : إذا أنعَمَ اللَّهُ عَلَيكَ بِنِعمَةٍ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، تَقرَأُ فِي
1.الفَرَقُ : الخَوفُ والفزع (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۸ «فرق») .
2.الجُنّة : الوقاية (النهاية : ج ۱ ص ۳۰۸ «جنن») .
3.وزاد في المصدر هنا : «ابن محبوب عن جميل بن صالح أنّه ذكر أيضاً مثله وذكر أنّه دعاء علي بن الحسين صلوات اللَّه عليهما ، وزاد في آخره : آمين ربّ العالمين» .
4.الكافي : ج ۲ ص ۵۹۰ ح ۳۱ .
5.قال العلامة المجلسي : صلاة الشكر هذه ذكرها الأصحاب في كتب الفقه والدعاء وهي من الصلوات المشهورة ، ونقل عن ابن البراج أنّه قال في الروضة : وقتها ارتفاع النهار ، ولم أظفر بمستنده ، وعموم الرواية يدفعه (بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۸۴) .