249
کنز الدعاء المجلد الاول

عَلى‏ عِصياني وتَفريطي !
رَبِّ دَعَتني دَواعِي الدُّنيا فَأَجَبتُها سَريعاً ، ورَكَنتُ إلَيها طائِعاً ، ودَعَتني دَواعِي الآخِرَةِ فَتَثَبَّطتُ عَنها ، وأَبطَأتُ فِي الإِجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَيها ، كَما سارَعتُ إلى‏ دَواعِي الدُّنيا وحُطامِهَا الهامِدِ وهَشيمِهَا البائِدِ وسَرابِهَا الذّاهِبِ .
رَبِّ خَوَّفتَني وشَوَّقتَني ، وَاحتَجَجتَ عَلَيَّ بِرِقّي ، وكَفَّلتَ لي بِرِزقي ، فَآمَنتُ مِن خَوفِكَ ، وتَثَبَّطتُ عَن تَشويقِكَ ، ولَم أتَّكِل عَلى‏ ضَمانِكَ ، وتَهاوَنتُ بِاحتِجاجِكَ .
اللَّهُمَّ فَاجعَل أمني مِنكَ في هذِهِ الدُّنيا خَوفاً ، وحَوِّل تَثَبُّطي شَوقاً ، وتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقاً ۱ مِنكَ ، ثُمَّ رَضِّني بِما قَسَمتَ لي مِن رِزقِكَ يا كَريمُ يا كَريمُ .
أسأَ لُكَ بِاسمِكَ العَظيمِ رِضاكَ عِندَ السُّخطَةِ ، وَالفُرجَةَ عِندَ الكُربَةِ ، وَالنّورَ عِندَ الظُّلمَةِ ، وَالبَصيرَةَ عِندَ تَشَبُّهِ الفِتنَةِ .
رَبِّ اجعَل جُنَّتي ۲ مِن خَطايايَ حَصينَةً ، ودَرَجاتي فِي الجِنانِ رَفيعَةً ، وأَعمالي كُلَّها مُتَقَبَّلَةً ، وحَسَناتي مُضاعَفَةً زاكِيَةً ، وأَعوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، ومِن رَفيعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ ، ومِن شَرِّ ما أعلَمُ ، ومِن شَرِّ ما لا أعلَمُ ، وأَعوذُ بِكَ مِن أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ ، وَالجَفاءَ بِالحِلمِ ، وَالجَورَ بِالعَدلِ ، وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ ، وَالجَزَعَ بِالصَّبرِ ، وَالهُدى‏ بِالضَّلالَةِ ، وَالكُفرَ بِالإِيمانِ ۳ . ۴

۳۰۷.الإمام الصادق عليه السلام - في صَلاةِ الشُّكرِ ۵ - : إذا أنعَمَ اللَّهُ عَلَيكَ بِنِعمَةٍ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، تَقرَأُ فِي

1.الفَرَقُ : الخَوفُ والفزع (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۸ «فرق») .

2.الجُنّة : الوقاية (النهاية : ج ۱ ص ۳۰۸ «جنن») .

3.وزاد في المصدر هنا : «ابن محبوب عن جميل بن صالح أنّه ذكر أيضاً مثله وذكر أنّه دعاء علي بن الحسين صلوات اللَّه عليهما ، وزاد في آخره : آمين ربّ العالمين» .

4.الكافي : ج ۲ ص ۵۹۰ ح ۳۱ .

5.قال العلامة المجلسي : صلاة الشكر هذه ذكرها الأصحاب في كتب الفقه والدعاء وهي من الصلوات المشهورة ، ونقل عن ابن البراج أنّه قال في الروضة : وقتها ارتفاع النهار ، ولم أظفر بمستنده ، وعموم الرواية يدفعه (بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۳۸۴) .


کنز الدعاء المجلد الاول
248

إلَيكَ رَبِّ لِتَرضى‏ ، وَالتَّحَرِّيَ لِكُلِّ ما يُرضيكَ عَنّي في إسخاطِ خَلقِكَ التِماساً لِرِضاكَ .
رَبِّ مَن أرجوهُ إن لَم تَرحَمني ؟ أو مَن يَعودُ عَلَيَّ إن أقصَيتَني ؟ ! أو مَن يَنفَعُني عَفوُهُ إن عاقَبتَني ؟ ! أو مَن آمُلُ عَطاياهُ إن حَرَمتَني ؟ ! أو مَن يَملِكُ كَرامَتي إن أهَنتَني ؟ ! أو مَن يَضُرُّني هَوانُهُ إن أكرَمتَني ؟ !
رَبِّ ما أسوَأَ فِعلي ، وأَقبَحَ عَمَلي ، وأَقسى‏ قَلبي ، وأَطوَلَ أمَلي ، وأَقصَرَ أجَلي ، وأَجرَأَني عَلى‏ عِصيانِ مَن خَلَقَني !
رَبِّ وما أحسَنَ بَلاءَكَ ۱ عِندي ، وأَظهَرَ نَعماءَكَ عَلَيَّ ! كَثُرَت عَلَيَّ مِنكَ النِّعَمُ فَما اُحصيها ، وقَلَّ مِنِّي الشُّكرُ فيما أولَيتَنيهِ فَبَطِرتُ بِالنِّعَمِ ، وتَعَرَّضتُ لِلنِّقَمِ ، وسَهَوتُ عَنِ الذِّكرِ ، ورَكِبتُ الجَهلَ بَعدَ العِلمِ ، وجُزتُ مِنَ العَدلِ إلَى الظُّلمِ ، وجاوَزتُ البِرَّ إلَى الإِثمِ ، وصِرتُ إلَى الهَرَبِ مِنَ الخَوفِ وَالحُزنِ ، فَما أصغَرَ حَسَناتي وأَقَلَّها في كَثرَةِ ذُنوبي ، وما أكثَرَ ذُنوبي وأَعظَمَها عَلى‏ قَدرِ صِغَرِ خَلقي وضَعفِ رُكني !
رَبِّ وما أطوَلَ أمَلي في قِصَرِ أجَلي ، وأَقصَرَ أجَلي في بُعدِ أمَلي ! وما أقبَحَ سَريرَتي وعَلانِيَتي !
رَبِّ لا حُجَّةَ لي إنِ احتَجَجتُ ، ولا عُذرَ لي إنِ اعتَذَرتُ ، ولا شُكرَ عِندي إنِ ابتُليتُ واُوليتُ ۲ إن لَم تُعِنّي عَلى‏ شُكرِ ما اُوليتُ .
رَبِّ ما أخَفَّ ميزاني غَداً إن لَم تُرَجِّحهُ ! وأَزَلَّ لِساني إن لَم تُثَبِّتهُ ! وأَسوَدَ وَجهي إن لَم تُبَيِّضهُ !
رَبِّ كَيفَ لي بِذُنوبِيَ الَّتي سَلَفَت مِنّي قَد هُدَّت لَها أركاني !
رَبِّ كَيفَ أطلُبُ شَهَواتِ الدُّنيا وأَبكي عَلى‏ خَيبَتي فيها ، ولا أبكي وتَشتَدُّ حَسَراتي

1.الإبلاء : الإنعام والإحسان ، يقال : أبليت عنده بلاءً حسناً (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۵ «بلا») .

2.أولَيتُه : اعطيته ابتداءً من غير مكافأة (النهاية : ج ۵ ص ۲۲۹ «ولا») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26038
صفحه از 579
پرینت  ارسال به