245
کنز الدعاء المجلد الاول

مَكارِهَ النِّقَمِ ، وآتِنا مِن حُظوظِ الدّارَينِ أرفَعَها وأَجَلَّها عاجِلاً وآجِلاً ، ولَكَ الحَمدُ عَلى‏ حُسنِ بَلائِكَ ، وسُبوغِ نَعمائِكَ ، حَمداً يُوافِقُ رِضاكَ ، ويَمتَرِي ۱ العَظيمَ مِن بِرِّكَ ونَداكَ ، يا عَظيمُ يا كَريمُ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۲

۳۰۲.الأمالي للصدوق عن طاووس اليماني : كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ سَيِّدُ العابِدينَ عليه السلام يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ :
إلهي ! وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ وعَظَمَتِكَ ، لَو أنّي مُنذُ بَدَعتَ فِطرَتي مِن أوَّلِ الدَّهرِ عَبَدتُكَ دَوامَ خُلودِ رُبوبِيَّتِكَ ، بِكُلِّ شَعرَةٍ في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ سَرمَدَ الأَبَدِ ، بِحَمدِ الخَلائِقِ وشُكرِهِم أجمَعينَ ، لَكُنتُ مُقَصِّراً في بُلوغِ أداءِ شُكرِ أخفى‏ نِعمَةٍ مِن نِعَمِكَ عَلَيَّ .
ولَو أنّي كَرَبتُ مَعادِنَ حَديدِ الدُّنيا بِأَنيابي ، وحَرَثتُ أرضَها بِأَشفارِ عَيني ، وبَكَيتُ مِن خَشيَتِكَ مِثلَ بُحورِ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ دَماً وصَديداً ، لَكانَ ذلِكَ قَليلاً في كَثيرِ ما يَجِبُ مِن حَقِّكَ عَلَيَّ .
ولَو أنَّكَ إلهي عَذَّبتَني بَعدَ ذلِكَ بِعَذابِ الخَلائِقِ أجمَعينَ ، وعَظَّمتَ لِلنّارِ خَلقي وجِسمي ، ومَلَأتَ جَهَنَّمَ وأَطباقَها مِنّي حَتّى‏ لا يَكونَ فِي النّارِ مُعَذَّبٌ غَيري ، ولا يَكونَ لِجَهَنَّمَ حَطَبٌ سِوايَ ، لَكانَ ذلِكَ بِعَدلِكَ عَلَيَّ قَليلاً في كَثيرِ مَا استَوجَبتُهُ مِن عُقوبَتِكَ . ۳

د - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلام

۳۰۳.تفسير العيّاشي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال : قُلتُ لَهُ : ما عَنَى اللَّهُ بِقَولِهِ لِنوحٍ : (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) ۴ ؟ فَقالَ : كَلِماتٌ بالَغَ فيهِنَّ . وقالَ : كانَ إذا أصبَحَ

1.الريح تمري السحاب وتمتريه : تستخرجه وتستدِرُّهُ (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۷۷ «مرو») .

2.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۴۶ . نقلاً عن بعض الكتب .

3.الأمالي للصدوق : ص ۳۷۵ ح ۴۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۹۰ ح ۲ .

4.الإسراء : ۳ .


کنز الدعاء المجلد الاول
244

يُخافُ إغفالُكَ ثَوابَ مَن أرضاكَ .
فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وهَب لي أمَلي ، وزِدني مِن هُداكَ ما أصِلُ بِهِ إلَى التَّوفيقِ في عَمَلي ، إنَّكَ مَنّانٌ كَريمٌ . ۱

۳۰۱.عنه عليه السلام - فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الشّاكِرينَ - :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إلهي ! أذهَلَني عَن إقامَةِ شُكرِكَ تَتابُعُ طَولِكَ ۲ ، وأَعجَزَني عَن إحصاءِ ثَنائِكَ فَيضُ فَضلِكَ ، وشَغَلَني عَن ذِكرِ مَحامِدِكَ تَرادُفُ عَوائِدِكَ ، وأَعياني عَن نَشرِ عَوارِفِكَ تَوالي أياديكَ ، وهذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ بِسُبوغِ النَّعماءِ ، وقابَلَها بِالتَّقصيرِ ، وشَهِدَ عَلى‏ نَفسِهِ بِالإِهمالِ وَالتَّضييعِ ، وأَنتَ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ ، البَرُّ الكَريمُ ، الَّذي لا يُخَيِّبُ قاصِديهِ ، ولا يَطرُدُ عَن فِنائِهِ آمِليهِ ، بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرّاجينَ ، وبِعَرصَتِكَ تَقِفُ آمالُ المُستَرفِدينَ ، فَلا تُقابِل آمالَنا بِالتَّخييبِ وَالإِياسِ ، ولا تُلبِسنا سِربالَ القُنوطِ وَالإِبلاسِ ۳ .
إلهي ! تَصاغَرَ عِندَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكري ، وتَضاءَلَ في جَنبِ إكرامِكَ إيّايَ ثَنائي ونَشري ، جَلَّلَتني نِعَمُكَ مِن أنوارِ الإِيمانِ حُلَلاً ، وضَرَبَت عَلَيَّ لَطائِفُ بِرِّكَ مِنَ العِزِّ كِلَلاً ۴ ، وقَلَّدَتني مِنَنُكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ ، وطَوَّقَتني أطواقاً لا تُفَلُّ ، فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِساني عَن إحصائِها ، ونَعماؤُكَ كَثيرَةٌ قَصُرَ فَهمي عَن إدراكِها فَضلاً عَنِ استِقصائِها . فَكَيفَ لي بِتَحصيلِ الشُّكرِ وشُكري إيّاكَ يَفتَقِرُ إلى‏ شُكرٍ ؟ ! فَكُلَّما قُلتُ : لَكَ الحَمدُ وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أن أقولَ : لَكَ الحَمدُ .
إلهي ! فَكَما غَذَّيتَنا بِلُطفِكَ ، ورَبَّيتَنا بِصُنعِكَ ، فَتَمِّم عَلَينا سَوابِغَ النِّعَمِ ، وَادفَع عَنّا

1.الصحيفة السجاديّة : ص ۱۴۳ الدعاء ۳۷ ، المصباح للكفعمي : ص ۵۴۴ ، البلد الأمين : ص ۴۷۲ .

2.الطَّول : الفَضل والسعة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۲۵ «طول») .

3.الإبلاسُ : التحيّر والدهشة (اُنظر : النهاية : ج ۱ ص ۱۵۲ «بلس») .

4.الكِلَّة : الستر الرقيق يُخاطُ كالبيت (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۱۲ «كلل») . وجمع الكِلَّة : الكِلَلُ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25905
صفحه از 579
پرینت  ارسال به