239
کنز الدعاء المجلد الاول

بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ ، وإن كانَ جُرمي قَد أخافَني مِن عُقوبَتِكَ ، فَإِنَّ رَجائي قَد أشعَرَني بِالأَمنِ مِن نَقِمَتِكَ ، وإن كانَ ذَنبي قَد عَرَّضَني لِعِقابِكَ ، فَقَد آذَنَني حُسنُ ثِقَتي بِثَوابِكَ ، وإن أنامَتنِي الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِكَ ، فَقَد نَبَّهَتنِي المَعرِفَةُ بِكَرَمِكَ وآلائِكَ ، وإن أوحَشَ ما بَيني وبَينَكَ فَرطُ العِصيانِ وَالطُّغيانِ ، فَقَد آنَسَني بُشرَى الغُفرانِ وَالرِّضوانِ .
أسأَ لُكَ بِسُبُحاتِ ۱ وَجهِكَ وبِأَنوارِ قُدسِكَ ، وأَبتَهِلُ إلَيكَ بِعَواطِفِ رَحمَتِكَ ولَطائِفِ بِرِّكَ ، أن تُحَقِّقَ ظَنّي بِما اُؤَمِّلُهُ مِن جَزيلِ إكرامِكَ وجَميلِ إنعامِكَ ، فِي القُربى‏ مِنكَ وَالزُّلفى‏ لَدَيكَ ، وَالتَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إلَيكَ ، وها أنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ ۲ رَوحِكَ وعَطفِكَ ، ومُنتَجِعٌ ۳ غَيثَ جودِكَ ولُطفِكَ ، فارٌّ مِن سَخَطِكَ إلى‏ رِضاكَ ، هارِبٌ مِنكَ إلَيكَ ، راجٍ أحسَنَ ما لَدَيكَ ، مُعَوِّلٌ عَلى‏ مَواهِبِكَ ، مُفتَقِرٌ إلى‏ رِعايَتِكَ .
إلهي ! ما بَدَأتَ بِهِ مِن فَضلِكَ فَتَمِّمهُ ، وما وَهَبتَ لي مِن كَرَمِكَ فَلا تَسلُبهُ ، وما سَتَرتَهُ عَلَيَّ بِحِلمِكَ فَلا تَهتِكهُ ، وما عَلِمتَهُ مِن قَبيحِ فِعلي فَاغفِرهُ .
إلهِي ! استَشفَعتُ بِكَ إلَيكَ ، وَاستَجَرتُ بِكَ مِنكَ ، أتَيتُكَ طامِعاً في إحسانِكَ ، راغِباً فِي امتِنانِكَ ، مُستَسقِياً وابِلَ طَولِكَ ، مُستَمطِراً غَمامَ فَضلِكَ ، طالِباً مَرضاتَكَ ، قاصِداً جَنابَكَ ، وارِداً شَريعَةَ رِفدِكَ ، مُلتَمِساً سَنِيَّ الخَيراتِ مِن عِندِكَ ، وافِداً إلى‏ حَضرَةِ جَمالِكَ ، مُريداً وَجهَكَ ، طارِقاً بابَكَ ، مُستَكيناً لِعَظَمَتِكَ وجَلالِكَ ، فَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ مِنَ المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ ، ولا تَفعَل بي ما أنَا أهلُهُ مِنَ العَذابِ وَالنَّقِمَةِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۴

1.سُبُحاتُ اللَّه : جَلالُه وعَظَمتُه ... وقيل : سبحات الوجه ، محاسنه (النهاية : ج ۲ ص ۳۳۲ «سبح») .

2.النفحةُ : هي الدفعة من الشي‏ء دون مُعظمة ، وقيل : قطعة منه (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۰۸ «نفح) .

3.التَنَجُّعُ : طلب الكلأ ومساقط الغيث (النهاية : ج ۵ ص ۲۲ «نجع») .

4.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۴۵ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب .


کنز الدعاء المجلد الاول
238

جَزاءَكَ ، ولا تَبقى‏ لَنا سَيِّئَةٌ نَستَوجِبُ بِها عِقابَكَ . ۱

۲۹۴.عنه عليه السلام - مِن دُعائِهِ مُتَفَزِّعاً إلَى اللَّهِ عزّ وجلّ - :
اللَّهُمَّ إنّي أخلَصتُ بِانقِطاعي إلَيكَ ، وأَقبَلتُ بِكُلّي عَلَيكَ ، وصَرَفتُ وَجهي عَمَّن يَحتاجُ إلى‏ رِفدِكَ ۲ ، وقَلَبتُ مَسأَلَتي عَمَّن لَم يَستَغنِ عَن فَضلِكَ ، ورَأَيتُ أنَّ طَلَبَ المُحتاجِ إلَى المُحتاجِ سَفَهٌ ۳ مِن رَأيِهِ ، وضَلَّةٌ مِن عَقلِهِ .
فَكَم قَد رَأَيتُ يا إلهي مِن اُناسٍ طَلَبُوا العِزَّ بِغَيرِكَ فَذَلّوا ، ورامُوا الثَّروَةَ مِن سِواكَ فَافتَقَروا ، و حاوَلُوا الاِرتِفاعَ فَاتَّضَعوا ؟ ! فَصَحَّ بِمُعايَنَةِ أمثالِهِم حازِمٌ وَفَّقَهُ اعتِبارُهُ ، وأَرشَدَهُ إلى‏ طَريقِ صَوابِهِ اختِيارُهَ .
فَأَنتَ يا مَولايَ دونَ كُلِّ مَسؤولٍ مَوضِعُ مَسأَلَتي ، ودونَ كُلِّ مَطلوبٍ إلَيهِ وَلِيُّ حاجَتي ، أنتَ المَخصوصُ قَبلَ كُلِّ مَدعُوٍّ بِدَعوَتي ، لا يَشرَكُكَ أحَدٌ في رَجائي ، ولا يَتَّفِقُ أحَدٌ مَعَكَ في دُعائي ، ولا يَنظِمُهُ وإيّاكَ نِدائي .
لَكَ يا إلهي وَحدانِيَّةُ العَدَدِ ، ومَلَكَةُ القُدرَةِ الصَّمَدِ ۴ ، وفَضيلَةُ الحَولِ وَالقُوَّةِ ، ودَرَجَةُ العُلُوِّ وَالرِّفعَةِ ، ومَن سِواكَ مَرحومٌ في عُمُرِهِ ، مَغلوبٌ عَلى‏ أمرِهِ ، مَقهورٌ عَلى‏ شَأنِهِ ، مُختَلِفُ الحالاتِ ، مُتَنَقِّلٌ فِي الصِّفاتِ ، فَتَعالَيتَ عَنِ الأَشباهِ وَالأَضدادِ ، وتَكَبَّرتَ عَنِ الأَمثالِ وَالأَندادِ ، فَسُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ . ۵

۲۹۵.عنه عليه السلام - فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الرّاغِبينَ - :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إلهي ! إن كانَ قَلَّ زادي فِي المَسيرِ إلَيكَ ، فَلَقَد حَسُنَ ظَنّي

1.الصحيفة السجّاديّة : ص ۴۷ الدعاء ۹ ، البلد الأمين : ص ۴۴۶ .

2.الرفد : العَطاءُ والعون (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۱۷ «رفد») .

3.السّفهُ : الخِفَّةُ والطيش ، والسَّفَهُ : الجهل (النهاية : ج ۲ ص ۳۷۶ «سفه») .

4.الصَمَدُ : هو الذي يُقصد في الحوائج ، وقيل : الدائم الباقي (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۴۹ «صمد») .

5.الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۱۷ الدعاء ۲۸ ، البلد الأمين : ص ۴۶۵ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26218
صفحه از 579
پرینت  ارسال به