235
کنز الدعاء المجلد الاول

سُؤالي فَلِفاقَتي إلى‏ ما عِندَكَ ، وإن قَصَّرتُ في دُعائي فَبِما عَوَّدتَ مِنِ ابتِدائِكَ . ۱

ج - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام

۲۸۸.الإمام زين العابدين عليه السلام - فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الرّاجينَ - :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يا مَن إذا سَأَلَهُ عَبدٌ أعطاهُ ، وإذا أمَّلَ ما عِندَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ ، وإذا أقبَلَ عَلَيهِ قَرَّبَهُ وأَدناهُ ، وإذا جاهَرَهُ بِالعِصيانِ سَتَرَ عَلَيهِ وغَطّاهُ ، وإذا تَوَكَّلَ عَلَيهِ أحسَبَهُ وكَفاهُ .
إلهي ! مَنِ الَّذي نَزَلَ بِكَ مُلتَمِساً قِراكَ ۲ فَما قَرَيتَهُ ؟ ومَنِ الَّذي أناخَ بِبابِكَ مُرتَجِياً نَداكَ فَما أولَيتَهُ ؟ أيَحسُنُ أن أرجِعَ عَن بابِكَ بِالخَيبَةِ مَصروفاً ، ولَستُ أعرِفُ سِواكَ مَولىً بِالإِحسانِ مَوصوفاً ؟ ! كَيفَ أرجو غَيرَكَ وَالخَيرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ ؟ وكَيفَ اُؤَمِّلُ سِواكَ وَالخَلقُ وَالأَمرُ لَكَ ؟ أأَقطَعُ رَجائي مِنكَ وقَد أولَيتَني ما لَم أسأَلهُ مِن فَضلِكَ ؟ أم تُفقِرُني إلى‏ مِثلي وأَنَا أعتَصِمُ بِحَبلِكَ ؟ ! يا مَن سَعِدَ بِرَحمَتِهِ القاصِدونَ ، ولَم يَشقَ بِنَقِمَتِهِ المُستَغفِرونَ ، كَيفَ أنساكَ ولَم تَزَل ذاكِري ؟ وكَيفَ ألهو عَنكَ وأَنتَ مُراقِبي ؟ !
إلهي ! بِذَيلِ كَرَمِكَ أعلَقتُ يَدي ، ولِنَيلِ عَطاياكَ بَسَطتُ أمَلي ، فَأَخلِصني بِخالِصَةِ تَوحيدِكَ ، وَاجعَلني مِن صَفوَةِ عَبيدِكَ .
يا مَن كُلُّ هارِبٍ إلَيهِ يَلتَجِئُ ، وكُلُّ طالِبٍ إيّاهُ يَرتَجي ، يا خَيرَ مَرجُوٍّ ، ويا أكرَمَ مَدعُوٍّ ، ويا مَن لا يَرُدُّ سائِلَهُ ، ولا يُخَيِّبُ آمِلَهُ ، يا مَن بابُهُ مَفتوحٌ لِداعيهِ ، وحِجابُهُ مَرفوعٌ لِراجيهِ ، أسأَ لُكَ بِكَرَمِكَ أن تَمُنَّ عَلَيَّ مِن عَطائِكَ بِما تَقَرُّ بِهِ عَيني ، ومِن رَجائِكَ بِما تَطمَئِنُّ بِهِ نَفسي ، ومِنَ اليَقينِ بِما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مُصيباتِ الدُّنيا ، وتَجلو بِهِ عَن بَصيرَتي غَشَواتِ العَمى‏ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۳

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۳۱۹ ح ۶۶۳ .

2.القِرى‏ : الضيافة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۴۷۵ «قرى») .

3.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۴۴ .


کنز الدعاء المجلد الاول
234

مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ما قَد خَفِيَ عَلَى النّاسِ مِن أمري . . .
إلهي ! كَأَنّي بِنَفسي وقَد اُضجِعَت في حُفرَتِها ، وَانصَرَفَ عَنهَا المُشَيِّعونَ مِن جِيرَتِها ، وبَكَى الغَريبُ عَلَيها لِغُربَتِها ، وجادَ بِالدُّموعِ عَلَيهَا المُشفِقونَ مِن عَشيرَتِها ، وناداها مِن شَفيرِ ۱ القَبرِ ذَوُو مَوَدَّتِها ، ورَحِمَهَا المُعادي لَها فِي الحَياةِ عِندَ صَرعَتِها ، ولَم يَخفَ عَلَى النّاظِرينَ إلَيها عِندَ ذلِكَ ضُرُّ فاقَتِها ، ولا عَلى‏ مَن رَآها قَد تَوَسَّدَتِ الثَّرى‏ عَجزُ حيلَتِها ، فَقُلتَ: مَلائِكَتي ، فَريدٌ نَأى‏ ۲ عَنهُ الأَقرَبونَ ، ووَحيدٌ جَفاهُ الأَهلونَ ، نَزَلَ بي قَريباً ، وأَصبَحَ فِي اللَّحدِ غَريباً ، وقَد كانَ لي في دارِ الدُّنيا داعِياً ، ولِنَظَري إلَيهِ في هذَا اليَومِ راجِياً ، فَتُحسِنُ عِندَ ذلِكَ ضِيافَتي ، وتَكونُ أرحَمَ بي مِن أهلي وقَرابَتي . . .
إلهي ! لَقَد رَجَوتُ مِمَّن ألبَسَني بَينَ الأَحياءِ ثَوبَ عافِيَتِهِ ، أن لا يُعرِيَني مِنهُ بَينَ الأَمواتِ بِجودِ رَأفَتِهِ ، ولَقَد رَجَوتُ مِمَّن تَوَلّاني في حَياتي بِإِحسانِهِ أن يَشفَعَهُ لِي عِندَ وَفاتي بِغُفرانِهِ .
يا أنيسَ كُلِّ غَريبٍ آنِس فِي القَبرِ غُربَتي ، ويا ثانِيَ كُلِّ وَحيدٍ ، ارحَم فِي القَبرِ وَحدَتي ، ويا عالِمَ السِّرِّ وَالنَّجوى‏ ، ويا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى‏ ، كَيفَ نَظَرُكَ لي بَينَ سُكّانِ الثَّرى‏ ، وكَيفَ صَنيعُكَ إلَيَّ في دارِ الوَحشَةِ وَالبِلى‏ ، فَقَد كُنتَ بي لَطيفاً أيّامَ حَياةِ الدُّنيا . ۳

۲۸۷.الإمام عليّ عليه السلام - فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ - :
اللَّهُمَّ إنّي أرى‏ لَدَيَّ مِن فَضلِكَ ما لَم أسأَلكَ ، فَعَلِمتُ أنَّ لَدَيكَ مِنَ الرَّحمَةِ ما لا أعلَمُ ، فَصَغُرَت قيمَةُ مَطلَبي فيما عايَنتُ ، وقَصُرَت غايَةُ أمَلي عِندَما رَجَوتُ ، فَإِن ألحَفتُ ۴ في

1.شفير : جانب ( النهاية : ج ۲ ص ۴۸۵ « شفر » ) .

2.نأى : تباعَدَ ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۷۴۱ « ناى » ) .

3.المصباح للكفعمي : ص ۴۸۵ - ۴۹۷ ، البلد الأمين : ص ۳۱۲ - ۳۱۸ كلاهما عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۰۰ - ۱۰۸ ح ۱۴ ؛ دستور معالم الحكم : ص ۱۳۱ - ۱۴۰ عن عبد اللَّه الأسدي نحوه .

4.ألحَفَ : ألَحَّ (المصباح المنير : ص ۵۵۱ «لحف») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25828
صفحه از 579
پرینت  ارسال به