231
کنز الدعاء المجلد الاول

أعوامي . . .
إلهي ! مَسكَنَتي لا يَجبُرُها إلّا عَطاؤُكَ ، واُمنِيَّتي لا يُغنيها إلّا جَزاؤُكَ .
إلهي ! أصبَحتُ عَلى‏ بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِكَ سائِلاً ، وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواكَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً ، ولَيسَ مِن جَميلِ امتِنانِكَ رَدُّ سائِلٍ مَلهوفٍ ، ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ خَيرِكَ المَألوفِ .
إلهي ! أقَمتُ [نَفسي‏] عَلى‏ قَنطَرَةٍ مِن قَناطِرِ الأَخطارِ ، مَملُوّاً ۱ بِالأَعمالِ وَالاِعتِبارِ ، فَأَنَا الهالِكُ إن لَم تُعِن عَلَيها بِتَخفيفِ الأَثقالِ .
إلهي ! أ مِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَني فَاُطيلَ بُكائي ؟ أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَني فَاُ بَشِّرَ رَجائي ؟
إلهي ! إن حَرَمتَني رُؤيَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ في دارِ السَّلامِ ، وأَعدَمتَني تَطوافَ الوُصَفاءِ مِنَ الخُدّامِ ، وصَرَفتَ وَجهَ تَأميلي بِالخَيبَةِ في دارِ المُقامِ ، فَغَيرَ ذلِكَ مَنَّتني نَفسي مِنكَ يا ذَا الفَضلِ وَالإِنعامِ .
إلهي ! وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ ، لَو قَرَنتَني فِي الأَصفادِ طُولَ الأَيّامِ ، ومَنَعتَني سَيبَكَ ۲ مِن بَينِ الأَنامِ ، وحُلتَ بَيني وبَينَ الكِرامِ ، ما قَطَعتُ رَجائي مِنكَ ، ولا صَرَفتُ وَجهَ انتِظاري لِلعَفوِ عَنكَ . . .
إلهي ! إن أقعَدَنِي التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ ، فَقَد أقامَتنِي الثِّقَةُ بِكَ عَلى‏ مَدارِجِ الأَخيارِ .
إلهي ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِكَ في دارِ الدُّنيا ، كَيفَ تَطَّلِعُ عَلَيهِ نارٌ مُحرِقَةٌ في لَظى‏ .
إلهي ! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَأييدِ إيمانِكَ ، كَيفَ تُذِلُّها بَينَ أطباقِ نيرانِكَ .
إلهي ! لِسانٌ كَسَوتَهُ مِن تَماجيدِكَ أنيَقَ أثوابِها ، كَيفَ تَهوي إلَيهِ مِنَ النّارِ مُشتَعِلاتُ

1.في البلد الأمين والمزار الكبير ومزار الشهيد : «مبلوّاً» .

2.السَّيبُ : العَطاءُ (النهاية : ج ۲ ص ۴۳۲ «سيب») .


کنز الدعاء المجلد الاول
230

قُل : «اللَّهُمَّ مَغفِرَتُكَ أوسَعُ مِن ذُنوبي ، ورَحمَتُكَ أرجى‏ عِندي مِن عَمَلي» ، فَقالَها ، ثُمَّ قالَ : عُد ، فَعادَ ، ثُمَّ قالَ : عُد ، فَعادَ ، فَقالَ : قُم ، فَقَد غَفَرَ اللَّهُ لَكَ . ۱

ب - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام

۲۸۶.الإمام عليّ عليه السلام - فِي المُناجاةِ للَّهِ‏ِ تَعالى‏ - :
إلهي ! إن كانَ صَغُرَ في جَنبِ طاعَتِكَ عَمَلي ، فَقَد كَبُرَ في جَنبِ رَجائِكَ أمَلي .
إلهي ! كَيفَ أنقَلِبُ بِالخَيبَةِ مِن عِندِكَ مَحروماً ، وكانَ ظَنّي بِكَ وبِجودِكَ أن تَقلِبَني بِالنَّجاةِ مَرحوماً ؟ !
إلهي ! لَم اُسَلِّط عَلى‏ حُسنِ ظَنّي بِكَ قُنوطَ الآيِسينَ ، فَلا تُبطِل صِدقَ رَجائي لَكَ بَينَ الآمِلينَ .
إلهي ! عَظُمَ جُرمي إذ كُنتَ المُبارِزَ بِهِ ، وكَبُرَ ذَنبي إذ كُنتَ المُطالِبَ بِهِ ، إلّا أنّي إذا ذَكَرتُ كَبيرَ جُرمي وعَظيمَ غُفرانِكَ ، وَجَدتُ الحاصِلَ لي مِن بَينِهِما عَفوَ رِضوانِكَ .
إلهي ! إن دَعاني إلَى النّارِ بِذَنبي مَخشِيُّ عِقابِكَ ، فَقَد ناداني إلَى الجَنَّةِ بِالرَّجاءِ حُسنُ ثَوابِكَ .
إلهي ! إن أوحَشَتنِي الخَطايا عَن مَحاسِنِ لُطفِكَ ، فَقَد آنَسَتني بِاليَقينِ مَكارِمُ عَطفِكَ .
إلهي ! إن أنامَتنِي الغَفلَةُ عَنِ الاِستِعدادِ لِلِقائِكَ ، فَقَد أنبَهَتنِي المَعرِفَةُ يا سَيِّدي بِكَريمِ آلائِكَ .
إلهي ! إن عَزُبَ ۲ لُبّي عَن تَقويمِ ما يُصلِحُني ، فَما عَزُبَ إيقاني بِنَظَرِكَ لي فيما يَنفَعُني .
إلهي ! إنِ انقَرَضَت بِغَيرِ ما أحبَبتَ مِنَ السَّعيِ أيّامي ، فَبِالإِيمانِ أمضَتهَا الماضِياتُ مِن

1.المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۷۲۸ ح ۱۹۹۴ ، الأذكار المنتخبة : ص ۳۴۷ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۱۹۸ ح ۳۷۳۷ .

2.عَزُبَ : غابَ وخَفيَ (المصباح المنير : ص ۴۰۷ «عزب») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25796
صفحه از 579
پرینت  ارسال به