229
کنز الدعاء المجلد الاول

سَعيي لا يُفلِحُ ، وَاجتِهادي لا يُنجِحُ إلّا بِمَعونَتِكَ ، وأَنَّ مُريدي بِالخَيرِ لا يَقدِرُ عَلى‏ إنالَتي إيّاهُ إلّا بِإِذنِكَ .
فَأَسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَغنِني يا رَبِّ بِكَرَمِكَ عَن لُؤمِ المَسؤولينَ ، وبِإِسعافِكَ عَن خَيبَةِ المَرجُوّينَ ، وأَبدِلني مَخافَتَكَ مِن مَخافَةِ المَخلوقينَ ، وَاجعَلني أشَدَّ ما أكونُهُ لَكَ خَوفاً ، وأَكثَرَ ما أكونُهُ لَكَ ذِكراً ، وأَعظَمَ ما أكونُ مِنكَ حِرزاً ، إذا زالَت عَنِّي المَخاوِفُ ، وَانزاحَتِ المَكارِهُ ، وَانصَرَفَت عَنِّي المَخاوِفُ ، حينَ يَأمَنُ المَغرورونَ مَكرَكَ ، ويَنسَى الجاهِلونَ ذِكرَكَ .
ولا تَجعَلني مِمَّن يُبطِرُهُ الرَّخاءُ ويَصرَعُهُ البَلاءُ ، فَلا يَدعوكَ إلّا عِندَ حُلولِ نازِلَةٍ ، ولا يَذكُرُكَ إلّا عِندَ وُقوعِ جائِحَةٍ ۱ ، فَيَصرَعُ لَكَ خَدَّهُ ، وتَرفَعَ بِالمَسأَلَةِ إلَيكَ يَدَهُ ، ولا تَجعَلني مِمَّن عِبادَتُهُ لَكَ خَطَراتٌ تَعرِضُ دونَ دَوامِهَا الفَتَراتُ ، فَيَعمَلُ ۲ بِشَي‏ءٍ مِنَ الطّاعَةِ مِن يَومِهِ ، ويَمَلُّ العَمَلَ في غَدِهِ ، لكِن صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَل كُلَّ يَومٍ مِن أيّامي مُوفِياً عَلى‏ أمسِهِ ، مُقَصِّراً عَن غَدِهِ ، حَتّى‏ تَتَوَفّاني وقَد أعدَدتُ لِيَومِ المَعادِ تَوفِرَةَ الزّادِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۳

۵ / ۴

مُناجاةُ الرّاجينَ‏

الف - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله

۲۸۵.المستدرك على الصحيحين عن جابر بن عبد اللَّه : جاءَ رَجُلٌ إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَقالَ : وا ذُنوباه ! وا ذُنوباه ! فَقالَ هذَا القَولَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثاً ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله :

1.الجائِحةُ : كلّ مُصيبةٍ عظيمة وفِتنَةٌ مبيرة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۳۵ «جوح») .

2.في المصدر : «فيعلم» والتصويب من الصحيفة السجاديّة الجامعة : ص ۴۸۷ .

3.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۲۹ ح ۱۹ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي .


کنز الدعاء المجلد الاول
228

وكَفى‏ بِكَ جازِياً ، وكَفى‏ بِكَ حَسيباً .
اللَّهُمَّ إنَّكَ طالِبي إن أنَا هَرَبتُ ، ومُدرِكي إن أنَا فَرَرتُ ، فَها أنَا ذا بَينَ يَدَيكَ خاضِعٌ ذَليلٌ راغِمٌ ، إن تُعَذِّبني فَإِنّي لِذلِكَ أهلٌ ، وهُوَ يا رَبِّ مِنكَ عَدلٌ ، وإن تَعفُ عَنّي فَقَديماً شَمَلَني عَفوُكَ ، وأَلبَستَني عافِيَتَكَ .
فَأَسأَ لُكَ اللَّهُمَّ بِالمَخزونِ مِن أسمائِكَ ، وبِما وارَتهُ الحُجُبُ مِن بَهائِكَ ، إلّا رَحِمتَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ ، وهذِهِ الرِّمَّةَ ۱ الهَلوعَةَ ۲ ، الَّتي لا تَستَطيعُ حَرَّ شَمسِكَ ، فَكَيفَ تَستَطيعُ حَرَّ نارِكَ ؟! وَالَّتي لا تَستَطيعُ صَوتَ رَعدِكَ ، فَكَيفَ تَستَطيعُ صَوتَ غَضَبِكَ ؟! فَارحَمنِي اللَّهُمَّ فَإِنِّي امرُؤٌ حَقيرٌ ، وخَطَري يَسيرٌ ، ولَيسَ عَذابي مِمّا يَزيدُ في مُلكِكَ مِثقالَ ذَرَّةٍ ، ولَو أنَّ عَذابي مِمّا يَزيدُ في مُلكِكَ لَسَأَلتُكَ الصَّبرَ عَلَيهِ ، وأَحبَبتُ أن يَكونَ ذلِكَ لَكَ ، ولكِن سُلطانُكَ اللَّهُمَّ أعظَمُ ، ومُلكُكَ أدوَمُ مِن أن تَزيدَ فيهِ طاعَةُ المُطيعينَ ، أو تَنقُصَ مِنهُ مَعصِيَةُ المُذنِبينَ .
فَارحَمني يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وتَجاوَز عَنّي يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وتُب عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . ۳

ل - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام في طَلَبِ مَخافَةِ اللَّهِ تَعالى‏

۲۸۴.الإمام زين العابدين عليه السلام :
إلهي ! حَرَمَني كُلُّ مَسؤولٍ رِفدَهُ ، ومَنَعَني كُلُّ مَأمولٍ ما عِندَهُ ، وأَخلَفَني مَن كُنتُ أرجوهُ لِرَغبَةٍ وأَقصِدُهُ لِرَهبَةٍ ، وحالَ الشَّكُّ في ذلِكَ يَقيناً وَالظَّنُّ عِرفاناً ، وَاستَحالَ الرَّجاءُ يَأساً ، ورَدَّتنِي الضَّرورَةُ إلَيكَ حينَ خابَت آمالي ، وَانقَطَعَت أسبابي ، وأَيقَنتُ أنَّ

1.الرمَّة : العظام البالية (المصباح المنير : ص ۲۳۹ «رمم») .

2.الهَلعُ : أشدُّ الجزع والضَجَر (النهاية : ج ۵ ص ۲۶۹ «هلع») .

3.الصحيفة السجّاديّة : ص ۲۱۵ الدعاء ۵۰ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25923
صفحه از 579
پرینت  ارسال به