225
کنز الدعاء المجلد الاول

سَيِّدي ، ألِضَربِ المَقامِعِ خَلَقتَ أعضائي ، أم لِشُربِ الحَميمِ خَلَقتَ أمعائي ؟
سَيِّدي ، لَو أنَّ عَبداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن مَولاهُ لَكُنتُ أوَّلَ الهارِبينَ مِنكَ ، لكِنّي أعلَمُ أنّي لا أفوتُكَ .
سَيِّدي ، لَو أنَّ عَذابي مِمّا يَزيدُ في مُلكِكَ لَسَأَلتُكَ الصَّبرَ عَلَيهِ ، غَيرَ أنّي أعلَمُ أنَّهُ لا يَزيدُ في مُلكِكَ طاعَةُ المُطيعينَ ، ولا يَنقُصُ مِنهُ مَعصِيَةُ العاصينَ .
سَيِّدي ، ما أنَا وما خَطَري ، هَب لي بِفَضلِكَ ، وجَلِّلني بِسِترِكَ ، وَاعفُ عَن تَوبيخي بِكَرَمِ وَجهِكَ .
إلهي وسَيِّدِي ! ارحَمني مَصروعاً عَلَى الفِراشِ ، تُقَلِّبُني أيدي أحِبَّتي ، وَارحَمني مَطروحاً عَلَى المُغتَسَلِ يُغَسِّلُني صالِحُ جيرَتي ، وَارحَمني مَحمولاً قَد تَناوَلَ الأَقرِباءُ أطرافَ جِنازَتي ، وَارحَم في ذلِكَ البَيتِ المُظلِمِ وَحشَتي وغُربَتي ووَحدَتي . ۱

ط - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام فِي المَسجِدِ الحَرامِ

۲۸۱.المناقب لابن شهر آشوب عن طاووس اليماني - في ذِكرِ أحوالِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام - : رَأَيتُهُ يَطوفُ مِنَ العِشاءِ إلَى السَّحَرِ ويَتَعَبَّدُ ، فَلَمّا لَم يَرَ أحَداً رَمَقَ السَّماءَ بِطَرفِهِ وقالَ :
«إلهي ! غارَت نُجومُ سَماواتِكَ ، وهَجَعَت عُيونُ أنامِكَ ، وأَبوابُكَ مُفَتَّحاتٌ لِلسّائِلينَ ، جِئتُكَ لِتَغفِرَ لي وتَرحَمَني وتُرِيَني وَجهَ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله في عَرَصاتِ ۲ القِيامَةِ» .
ثُمَّ بَكى‏ وقالَ :
«وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ ، ما أرَدتُ بِمَعصِيَتي مُخالَفَتَكَ ، وما عَصَيتُكَ إذ عَصَيتُكَ وأَنَا بِكَ

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۸۸ ح ۳۲۱ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۸۹ ح ۱ ، وراجع المزار الكبير : ص ۱۴۶ الباب ۸ .

2.العَرَصاتُ : جمعُ عَرَصةٍ ، وهي كلّ موضع واسع لابناء فيه (النهاية : ج ۳ ص ۲۰۸ «عرص») .


کنز الدعاء المجلد الاول
224

وأَنتَ ابنُ رَسولِ اللَّهِ ، ولَكَ أربَعُ خِصالٍ : رَحمَةُ اللَّهِ ، وشَفاعَةُ جَدِّكَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وأَنتَ ابنُهُ ، وأَنتَ طِفلٌ صَغيرٌ ؟!
فَقالَ لَهُ : يا طاووسُ ، إنَّني نَظَرتُ في كِتابِ اللَّهِ فَلَم أرَ لي مِن ذلِكَ شَيئاً ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعالى‏ يَقولُ : (وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى‏ وَ هُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) ۱ ، وأَمّا كَونِي ابنَ رَسولِ اللَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعالى‏ يَقولُ : (فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ زِينُهُ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَ زِينُهُ فَأُوْلَائِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فِى جَهَنَّمَ خَلِدُونَ) ۲ ، وأَمّا كَوني طِفلاً فَإِنّي رَأَيتُ الحَطَبَ الكِبارَ لا يَشتَعِلُ إلّا بِالصِّغارِ . ثُمَّ بَكى‏ عليه السلام حَتّى‏ غُشِيَ عَلَيهِ . ۳

ح - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام فِي الحِجرِ

۲۸۰.الأمالي للصدوق عن طاووس اليماني : مَرَرتُ بِالحِجرِ ۴ فَإِذا أنَا بِشَخصٍ راكِعٍ وساجِدٍ ، فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام ، فَقُلتُ : يا نَفسُ ، رَجُلٌ صالِحٌ مِن أهلِ بَيتِ النُّبُوُّةِ ، وَاللَّهِ ، لَأَغتَنِمَنَّ دُعاءَهُ ، فَجَعَلتُ أرقُبُهُ حَتّى‏ فَرَغَ مِن صَلاتِهِ ورَفَعَ باطِنَ كَفَّيهِ إلَى السَّماءِ وجَعَلَ يَقولُ :
سَيِّدي ، سَيِّدي ، هذِهِ يَدايَ قَد مَدَدتُهُما إلَيكَ بِالذُّنوبِ مَملوءَةً ، وعَينايَ بِالرَّجاءِ مَمدودَةً ، وحَقٌّ لِمَن دَعاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلاً أن تُجيبَهُ بِالكَرَمِ تَفَضُّلاً .
سَيِّدي ، أمِن أهلِ الشَّقاءِ خَلَقتَني فَاُطيلَ بُكائي ، أم مِن أهلِ السَّعادَةِ خَلَقتَني فَاُبَشِّرَ رَجائي ؟

1.الأنبياء : ۲۸ .

2.المؤمنون : ۱۰۱ - ۱۰۳ .

3.أعلام الدين : ص ۱۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۹ ص ۱۹۸ ح ۱۵ . جدير بالذكر أنّ هذا الحديث ضعيف من الناحية السندية ، كما أنّ نسبة مضمونه للإمام المعصوم لا تخلو من إشكال ، ولعلّه متعلّق بشخص آخر غير الإمام زين العابدين عليه السلام .

4.الحِجرُ : بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۶۶ «هجر») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25877
صفحه از 579
پرینت  ارسال به