إلهي ! إن ذَكَرتُ المَوتَ وهَولَ المُطَّلَعِ ۱ ، وَالوُقوفَ بَينَ يَدَيكَ ، نَغَّصَني مَطعَمي ومَشرَبى ، وأَغَصَّني بِريقي ، وأَقلَقَني عَن وِسادَتي ، ومَنَعَني رُقادي ، وكَيفَ يَنامُ مَن يَخافُ بَياتَ مَلَكِ المَوتِ في طَوارِقِ ۲ اللَّيلِ وطَوارِقِ النَّهارِ ؟ ! بَل [كَيفَ] ۳ يَنامُ العاقِلُ ومَلَكُ المَوتِ لا يَنامُ ، لا بِاللَّيلِ ولا بِالنَّهارِ ، ويَطلُبُ قَبضَ روحِهِ ۴ بِالبَياتِ أو في آناءِ السّاعاتِ ؟ ! .
ثُمَّ يَسجُدُ ، ويُلصِقُ خَدَّهُ بِالتُّرابِ وهُوَ يَقولُ :
أسأَلُكَ الرَّوحَ وَالرّاحَةَ عِندَ المَوتِ ، وَالعَفوَ عَنّي حينَ ألقاكَ . ۵
۲۷۹.أعلام الدين عن طاووس اليماني : رَأَيتُ في جَوفِ اللَّيلِ رَجُلاً مُتَعَلِّقاً بِأستارِ الكَعبَةِ وهُوَ يَقولُ :
ألا أيُّهَا المَأمولُ في كُلِّ حاجَةٍشَكَوتُ إلَيكَ الضُّرَّ فَاسمَع شِكايَتي
ألا يا رَجائي أنتَ كاشِفُ كُربَتيفَهَب لي ذُنوبي كُلَّها وَاقضِ حاجَتي
[فَ]زادي قَليلٌ ما أراهُ مُبَلِّغيألِلزّادِ أبكي أم لِبُعدِ مَسافَتي
أتَيتُ بِأَعمالٍ قِباحٍ رَدِيَّةٍفَما فِي الوَرى خَلقٌ جَنى كَجِنايَتي
أتُحرِقُني فِي النّارِ يا غايَةَ المُنىفَأَينَ رَجائي مِنكَ أينَ مَخافَتي ؟
قالَ : فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، ما هذَا الجَزَعُ
1.المُطَّلَعُ : أمر الآخرة وموقف القيامة الذي يحصل الإطّلاع عليه بعد الموت (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۰۹ «طلع») .
2.الطوارق : هي الاُمور التي تأتي غفلة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۰۰ «طرق») .
3.ما بين المعقوفين أثبتناه من المصادر الاُخرى .
4.في المصدر : «روحي» ، وما في المتن اُثبت من بعض المصادر الاُخرى ، وهو الأنسب بالسياق .
5.مصباح المتهجّد : ص ۱۳۲ ح ۲۱۶ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۵۳ ح ۲۱۳۳ ، المصباح للكفعمي : ص ۷۲ ، البلد الأمين : ص ۳۵ ، دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۱۲ نحوه وفيه : «أنّه كان إذا صلّى من الليل دعا فقال : ...» ، بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۲۳۶ ح ۴۷ .