221
کنز الدعاء المجلد الاول

ظُهورُنا ، ومَشغولينَ بِما قَد دَهانا عَن أهالِينا وأَولادِنا ، فَلا تُضَعِّفِ المَصائِبَ عَلَينا بِإِعراضِ وَجهِكَ الكَريمِ عَنّا ، وسَلبِ عائِدَةِ ما مَثَّلَهُ الرَّجاءُ مِنّا .
إلهي ! ما حَنَّت هذِهِ العُيونُ إلى‏ بُكائِها ، ولا جادَت مُتَسَرِّبَةً بِمائِها ، ولا أسهَدَها ۱ بِنَحيبِ الثّاكِلاتِ فَقدُ عَزائِها ، إلّا لِما أسلَفَتهُ مِن عَمدِها وخَطائِها ، وما دَعاها إلَيهِ عَواقِبُ بَلائِها ، وأَنتَ القادِرُ يا عَزيزُ عَلى‏ كَشفِ غَمّائِها .
إلهي ! إن كُنّا مُجرِمينَ فَإِنّا نَبكي عَلى‏ إضاعَتِنا مِن حُرمَتِكَ ما نَستَوجِبُهُ ، وإن كُنّا مَحرومينَ فَإِنّا نَبكي إذ فاتَنا مِن جودِكَ ما نَطلُبُهُ . . .
إلهي ! أنتَظِرُ عَفوَكَ كَما يَنتَظِرُهُ المُذنِبونَ ، ولَستُ أيأَسُ مِن رَحمَتِكَ الَّتي يَتَوَقَّعُهَا المُحسِنونَ ۲ .
إلهي ! لا تَغضَب عَلَيَّ فَلَستُ أقوى‏ لِغَضَبِكَ ، ولا تَسخَط عَلَيَّ فَلَستُ أقومُ لِسَخَطِكَ .
إلهي ! ألِلنّارِ رَبَّتني اُمّي فَلَيتَها لَم تُرَبِّني ، أم لِلشَّقاءِ وَلَدَتني فَلَيتَها لَم تَلِدني .
إلهِي ! انهَمَلَت عَبَراتي حينَ ذَكَرتُ عَثَراتي ، وما لَها لا تَنهَمِلُ ولا أدري إلى‏ ما يَكونُ مَصيري ، وعَلى‏ ماذا يَهجُمُ عِندَ البَلاغِ مَسيرِي ، وأَرى‏ نَفسي تُخاتِلُني ، وأَيّامي تُخادِعُني ، وقَد خَفَقَت فَوقَ رَأسي أجنِحَةُ المَوتِ ، ورَمَقَتني مِن قَريبٍ أعيُنُ الفَوتِ ، فَما عُذري وقَد حَشا مَسامِعي رافِعُ الصَّوتِ . ۳

ز - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام في جَوفِ اللَّيلِ

۲۷۷.العدد القويّة عن ابراهيم بن محمّد : سَمِعتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ لَيلَةً في مُناجاتِهِ :

1.في المصدر : «أو لا حادَت مُتَشَرِّبَةً بِمائِها ، ولا أشهَدَها» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .

2.في بعض المصادر : «إلهي أَخافُ عُقوبَتَكَ كَما يَخافُ المُذنِبونَ ، وأَنتَظِرُ عَفوَكَ كَما يَنتَظِرُ المُخلصونَ» .

3.المصباح للكفعمي : ص ۴۸۹ وص ۴۹۶ ، البلد الأمين : ص ۳۱۳ وص ۳۱۸ كلاهما عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۰۲ وص ۱۰۸ ح ۱۴ ؛ دستور معالم الحكم : ص ۱۲۷ عن عبد اللَّه الأسدي نحوه وليس فيه بعض ألفاظ الدعاء .


کنز الدعاء المجلد الاول
220

الإِحسانِ فَكَيفَ يَصنَعُ المُسيؤُونَ ؟ وإن كانَ لا يَفوزُ يَومَ الحَشرِ إلَّا المُتَّقونَ فَبِمَن يَستَغيثُ المُجرِمونَ ؟
إلهي ! إن كانَ لا يَجوزُ عَلَى الصِّراطِ إلّا مَن أجازَتهُ بَراءَةُ عَمَلِهِ ، فَأَ نّى‏ بِالجَوازِ لِمَن لَم يَتُب إلَيكَ قَبلَ انقِضاءِ أجَلِهِ ؟
إلهي ! إن لَم تَجُد إلّا عَلى‏ مَن عَمَّرَ بِالزُّهدِ مَكنونَ سَريرَتِهِ ، فَمَن لِلمُضطَرِّ الَّذي يُرضيهِ ۱ بَينَ العالَمينَ سَعيُ نَقيبَتِهِ ؟
إلهي ! إن حَجَبتَ عَن مُوَحِّديكَ نَظَرَ تَغَمُّدِكَ لِجِناياتِهِم ، أوقَعَهُم غَضَبُكَ بَينَ المُشرِكينَ في كُرُباتِهِم .
إلهي ! إن لَم تَنَلنا يَدُ إحسانِكَ يَومَ الوُرودِ ، اختَلَطنا فِي الجَزاءِ بِذَوِي الجُحودِ .
إلهي ! فَأَوجِب لَنا بِالإِسلامِ مَذخورَ هِباتِكَ ، وَاستَصفِ ما كَدَّرَتهُ الجَرائِرُ مِنها بِصَفوِ صِلاتِكَ.
إلهِي ! ارحَمنا غُرَباءَ إذا تَضَمَّنَتنا ۲ بُطونُ لُحودِنا ، وغُمَّت ۳ بِاللِّبنِ سُقوفُ بُيوتِنا ، واُضجِعنا مَساكينَ عَلَى الأَيمانِ في قُبورِنا ، وخُلِّفنا فُرادى‏ في أضيَقِ المَضاجِعِ ، وصَرَعَتنَا المَنايا في أعجَبِ المَصارِعِ ، وصِرنا في دارِ قَومٍ كَأَ نَّها مَأهولَةٌ ، وهِيَ مِنهُم بَلاقِعُ ۴ .
إلهي ! إذا جِئناكَ عُراةً حُفاةً ، مُغبَرَّةً مِن ثَرَى الأَجداثِ رُؤُوسُنا ، وشاحِبَةً مِن تُرابِ المَلاحيدِ وُجوهُنا ، وخاشِعَةً مِن أفزاعِ القِيامَةِ أبصارُنا ، وذابِلَةً مِن شِدَّةِ العَطَشِ شِفاهُنا، وجائِعَةً لِطولِ المُقامِ بُطونُنا ، وبارِزَةً ۵ هُنالِكَ لِلعُيونِ سَوآتُنا ، ومُوَقَّرَةً مِن ثِقلِ الأَوزارِ

1.في بحار الأنوار والبلد الأمين : «لم يرضه» بدل «يُرضيه» .

2.في المصدر : «قضّمتنا» ، وما في المتن اُثبت من المصادر الاُخرى .

3.غَمَّهُ : سَتَرَهُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۳۶ «غمم») .

4.بَلاقِعُ : جمع بَلقَع وبَلقَعة : وهي الأرض القَفرُ التي لا شي‏ء فيها (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۳ «بلقع») .

5.في البلد الأمين و بحار الأنوار : «بادية» بدل «بارزة» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26157
صفحه از 579
پرینت  ارسال به