ب - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في مَسجِدِ جُعفِيٍ‏

۲۷۲.الإمام عليّ عليه السلام - مِن دُعائِهِ في مَسجِدِ جُعفِيٍّ - :
إلهي ! لَو لَم تَهدِني إلَى الإِسلامِ مَا اهتَدَيتُ ، ولَو لَم تَرزُقنِي الإِيمانَ بِكَ ما آمَنتُ ، ولَو لَم تُطلِق لِساني بِدُعائِكَ ما دَعَوتُ ، ولَو لَم تُعَرِّفني حَلاوَةَ مَعرِفَتِكَ ما عَرَفتُ ، إلهي إن أقعَدَنِي التَّخَلُّفُ عَنِ السَّبقِ مَعَ الأَبرارِ ، فَقَد أقامَتنِي الثِّقَةُ بِكَ عَلى‏ مَدارِجِ الأَخيارِ .
إلهي ! قَلبٌ حَشَوتَهُ مِن مَحَبَّتِكَ في دارِ الدُّنيا ، كَيفَ تُسَلِّطُ عَلَيهِ ناراً تُحرِقُهُ في لَظى‏ ^۱ ، إلهي ! كُلُّ مَكروبٍ ^۲ إلَيكَ يَلتَجي ، وكُلُّ مَحرومٍ لَكَ يَرتَجي . ^۳

ج - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في طَلَبِ الأَمانِ‏

۲۷۳.الإمام عليّ عليه السلام :
اللَّهُمَّ إنَّكَ ابتَدَأتَني بِالنِّعَمِ ولَم أستَوجِبها مِنكَ بِعَمَلٍ ولا شُكرٍ ، وخَلَقتَني ولَم أكُ شَيئاً ، سَوَّيتَ خَلقي ، وصَوَّرتَني فَأَحسَنتَ صورَتي ، وغَذَوتَني بِرِزقِكَ جَنيناً ، وغَذَوتَني طِفلاً ، وغَذَوتَني بِهِ كَبيراً ، ونَقَلتَني مِن حالِ ضُعفٍ إلى‏ حالِ قُوَّةٍ ، ومِن حالِ جَهلٍ إلى‏ حالِ عِلمٍ ، ومِن حالِ فَقرٍ إلى‏ حالِ غِنىً ، وكُنتَ في ذلِكَ رَحيماً رَفيقاً بي ، تُبَدِّلُني صِحَّةً بِسَقَمٍ ، وجِدَةً ^۴ بِعُدمٍ ، ونُطقاً بِبَكَمٍ ، وسَمعاً بِصَمَمٍ ، وراحَةً بِتَعَبٍ ، وفَهماً بِعِيٍّ ^۵ ، وعِلماً بِجَهلٍ ونُعمى‏ بِبُؤسٍ .
حَتّى‏ إذا أطلَقتَني مِن عِقالٍ ، وهَدَيتَني مِن ضَلالٍ ، فَاهتَدَيتُ لِدينِكَ إذ هَدَيتَني ،

بِالتَّوبَةِ .
إلهي ! أشكو إلَيكَ عَدُوّاً يُضِلُّني ، وشَيطاناً يُغويني ، قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدري ، وأَحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبي ، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى‏ ، ويُزَيِّنُ لي حُبَّ الدُّنيا ، ويَحولُ بَيني وبَينَ الطّاعَةِ وَالزُّلفى‏ . ^۱
إلهي ! إلَيكَ أشكو قَلباً قاسِياً ، مَعَ الوَسواسِ مُتَقَلِّباً ، وبِالرَّينِ ^۲ وَالطَّبعِ مُتَلَبِّساً ، وعَيناً عَنِ البُكاءِ مِنَ خَوفِكَ جامِدَةً ، وإلى‏ ما يَسُرُّها طامِحَةً .
إلهي ! لا حَولَ لي ولا قُوَّةَ إلّا بِقُدرَتِكَ ، ولا نَجاةَ لي مِن مَكارِهِ الدُّنيا إلّا بِعِصمَتِكَ ، فَأَسأَ لُكَ بِبَلاغَةِ حِكمَتِكَ ، ونَفاذِ مَشِيَّتِكَ ، أن لا تَجعَلَني لِغَيرِ جودِكَ مُتَعَرِّضاً ، ولا تُصَيِّرَني لِلفِتَنِ غَرَضاً ، وكُن لي عَلَى الأَعداءِ ناصِراً ، وعَلَى المَخازي وَالعُيوبِ ساتِراً ، ومِنَ البَلايا واقِياً ، وعَنِ المَعاصي عاصِماً ، بِرَأفَتِكَ ورَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ^۳

۵ / ۳

مُناجاةُ الخائِفينَ‏

الف - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله في طَلَبِ البُكاءِ مِن خَشيَةِ اللَّهِ‏

۲۷۱.الزهد لابن حنبل عن سالم بن عبد اللَّه : كانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله :
اللَّهُمَّ ارزُقني عَينَينِ هَطّالَتَينِ يَبكِيانِ بِذُروفِ الدُّموعِ ، ويَشفِيانِ مِن خَشيَتِكَ ، قَبلَ أن تَكونَ الدُّموعُ دَماً ، وَالأَضراسُ جَمراً . ^۴