203
کنز الدعاء المجلد الاول

أعلَمُ بِهِ مِنهُ خُضوعاً ، وعَدَّدَ مِن ذُنوبِهِ ما أنتَ أحصى‏ لَها خُشوعاً ، وَاستَغاثَ بِكَ مِن عَظيمِ ما وَقَعَ بِهِ في عِلمِكَ ، وقَبيحِ ما فَضَحَهُ في حُكمِكَ ، مِن ذُنوبٍ أدبَرَت لَذّاتُها فَذَهَبَت ، وأَقامَت تَبِعاتُها فَلَزِمَت .
لا يُنكِرُ - يا إلهي - عَدلَكَ إن عاقَبتَهُ ، ولا يَستَعظِمُ عَفوَكَ إن عَفَوتَ عَنهُ ورَحِمتَهُ ، لِأَ نَّكَ الرَّبُّ الكَريمُ الَّذي لا يَتَعاظَمُهُ غُفرانُ الذَّنبِ العَظيمِ .
اللَّهُمَّ فَها أنَا ذا قَد جِئتُكَ مُطيعاً لِأَمرِكَ فيما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ ، مُتَنَجِّزاً وَعدَكَ فيما وَعَدتَ بِهِ مِنَ الإِجابَةِ ، إذ تَقولُ : ( ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ۱ .
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَالقَني بِمَغفِرَتِكَ كَما لَقيتُكَ بِإِقراري ، وَارفَعني عَن مَصارِعِ الذُّنوبِ كَما وَضَعتُ لَكَ نَفسي ، وَاستُرني بِسِترِكَ كَما تَأَ نَّيتَني عَنِ الانتِقامِ مِنّي .
اللَّهُمَّ وثَبِّت في طاعَتِكَ نِيَّتي ، وأَحكِم في عِبادَتِكَ بَصيرَتي ، ووَفِّقني مِنَ الأَعمالِ لِما تَغسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطايا عَنّي ، وتَوَفَّني عَلى‏ مِلَّتِكَ ومِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ السَّلامُ إذا تَوَفَّيتَني .
اللَّهُمَّ إنّي أتوبُ إلَيكَ في مَقامي هذا مِن كَبائِرِ ذُنوبي وصَغائِرِها ، وبَواطِنِ سَيِّئاتي وظَواهِرِها ، وسَوالِفِ زَلّاتي وحَوادِثِها ، تَوبَةَ مَن لا يُحَدِّثُ نَفسَهُ بِمَعصِيَةٍ ، وَ لا يُضمِرُ أن يَعودَ في خَطيئَةٍ .
وقَد قُلتَ يا إلهي في مُحكَمِ كِتابِكَ : إنَّكَ تَقبَلُ التَّوبَةَ عَن‏عِبادِكَ ، وتَعفو عَنِ السَّيِّئاتِ ، وتُحِبُّ التَّوّابينَ ، فَاقبَل تَوبَتي كَما وَعَدتَ ، وَاعفُ عَن سَيِّئاتي كَما ضَمِنتَ ، وأَوجِب لي مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطتَ .
ولَكَ يا رَبِّ شَرطي ألّا أعودَ في مَكروهِكَ ، وضَماني أن لا أرجِعَ في مَذمومِكَ ، وعَهدي أن أهجُرَ جَميعَ مَعاصيكَ .

1.غافر : ۶۰ .


کنز الدعاء المجلد الاول
202

وحَلُمتَ عَنّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَم تُغَيِّر نِعمَتَكَ عَلَيَّ ، ولَم تُكَدِّر مَعروفَكَ عِندي ، فَارحَم طولَ تَضَرُّعي وشِدَّةَ مَسكَنَتي ، وسوءَ مَوقِفي .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وقِني مِنَ المَعاصي ، وَاستَعمِلني بِالطّاعَةِ ، وَارزُقني حُسنَ الإِنابَةِ ، وطَهِّرني بِالتَّوبَةِ ، وأَيِّدني بِالعِصمَةِ ، وَاستَصلِحني بِالعافِيَةِ ، وأَذِقني حَلاوَةَ المَغفِرَةِ ، وَاجعَلني طَليقَ عَفوِكَ ، وعَتيقَ رَحمَتِكَ ، وَاكتُب لي أماناً مِن سُخطِكَ ، وبَشِّرني بِذلِكَ فِي العاجِلِ دونَ الآجِلِ ، بُشرى‏ أعرِفُها ، وعَرِّفني فيهِ عَلامَةً أتَبَيَّنُها ، إنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُسعِكَ ، ولا يَتَكَأَّدُكَ في قُدرَتِكَ ، ولا يَتَصَعَّدُكَ في أنَاتِكَ ، ولا يَؤُودُكَ ۱ في جَزيلِ هِباتِكَ الَّتي دَلَّت عَلَيها آياتُكَ ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ ، وتَحكُمُ ما تُريدُ ، إنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ . ۲

۲۶۷.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعاءٍ لَهُ في ذِكرِ التَّوبَةِ وطَلَبِها :
اللَّهُمَّ يا مَن لا يَصِفُهُ نَعتُ الواصِفينَ ، ويا مَن لا يُجاوِزُهُ رَجاءُ الرّاجينَ ، ويا مَن لا يَضيعُ لَدَيهِ أجرُ المُحسِنينَ ، ويا مَن هُوَ مُنتَهى‏ خَوفِ العابِدينَ ، ويا مَن هُوَ غايَةُ خَشيَةِ المُتَّقينَ ، هذا مَقامُ مَن تَداوَلَتهُ أيدِي الذُّنوبِ ، وقادَتهُ أزِمَّةُ الخَطايا ، وَاستَحوَذَ عَلَيهِ الشَّيطانُ ، فَقَصَّرَ عَمّا أمَرتَ بِهِ تَفريطاً ، وتَعاطى‏ ما نَهَيتَ عَنهُ تَغريراً ، كَالجاهِلِ بِقُدرَتِكَ عَلَيهِ ، أو كَالمُنكِرِ فَضلَ إحسانِكَ إلَيهِ ، حَتّى‏ إذَا انفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدى‏ ، وتَقَشَّعَت عَنهُ سَحائِبُ العَمى‏ ، أحصَى ما ظَلَمَ بِهِ نَفسَهُ ، وفَكَّرَ فيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ ، فَرَأى‏ كَبيرَ عِصيانِهِ كَبيراً ، وجَليلَ مُخالَفَتِهِ جَليلاً ، فَأَقبَلَ نَحوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ مُستَحيِياً مِنكَ ، ووَجَّهَ رَغبَتَهُ إلَيكَ ثِقَةً بِكَ ، فَأَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقيناً ، وقَصَدَكَ بِخَوفِهِ إخلاصاً ، قَد خَلا طَمَعُهُ مِن كُلِّ مَطموعٍ فيهِ غَيرِكَ ، وأَفرَخَ رَوعُهُ مِن كُلِّ مَحذورٍ مِنهُ سِواكَ ، فَمَثَلَ بَينَ يَدَيكَ مُتَضَرِّعاً ، وغَمَّضَ بَصَرَهُ إلَى الأَرضِ مُتَخَشِّعاً ، وطَأطَأَ رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً ، وأَبَثَّكَ مِن سِرِّهِ ما أنتَ

1.يَؤودني : أي أثقلني (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۴۳ «وأد») .

2.الصحيفة السجّاديّة : ص ۶۷ الدعاء ۱۶ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26457
صفحه از 579
پرینت  ارسال به