وحَلُمتَ عَنّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَم تُغَيِّر نِعمَتَكَ عَلَيَّ ، ولَم تُكَدِّر مَعروفَكَ عِندي ، فَارحَم طولَ تَضَرُّعي وشِدَّةَ مَسكَنَتي ، وسوءَ مَوقِفي .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وقِني مِنَ المَعاصي ، وَاستَعمِلني بِالطّاعَةِ ، وَارزُقني حُسنَ الإِنابَةِ ، وطَهِّرني بِالتَّوبَةِ ، وأَيِّدني بِالعِصمَةِ ، وَاستَصلِحني بِالعافِيَةِ ، وأَذِقني حَلاوَةَ المَغفِرَةِ ، وَاجعَلني طَليقَ عَفوِكَ ، وعَتيقَ رَحمَتِكَ ، وَاكتُب لي أماناً مِن سُخطِكَ ، وبَشِّرني بِذلِكَ فِي العاجِلِ دونَ الآجِلِ ، بُشرى أعرِفُها ، وعَرِّفني فيهِ عَلامَةً أتَبَيَّنُها ، إنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُسعِكَ ، ولا يَتَكَأَّدُكَ في قُدرَتِكَ ، ولا يَتَصَعَّدُكَ في أنَاتِكَ ، ولا يَؤُودُكَ ۱ في جَزيلِ هِباتِكَ الَّتي دَلَّت عَلَيها آياتُكَ ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ ، وتَحكُمُ ما تُريدُ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . ۲
۲۶۷.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعاءٍ لَهُ في ذِكرِ التَّوبَةِ وطَلَبِها :
اللَّهُمَّ يا مَن لا يَصِفُهُ نَعتُ الواصِفينَ ، ويا مَن لا يُجاوِزُهُ رَجاءُ الرّاجينَ ، ويا مَن لا يَضيعُ لَدَيهِ أجرُ المُحسِنينَ ، ويا مَن هُوَ مُنتَهى خَوفِ العابِدينَ ، ويا مَن هُوَ غايَةُ خَشيَةِ المُتَّقينَ ، هذا مَقامُ مَن تَداوَلَتهُ أيدِي الذُّنوبِ ، وقادَتهُ أزِمَّةُ الخَطايا ، وَاستَحوَذَ عَلَيهِ الشَّيطانُ ، فَقَصَّرَ عَمّا أمَرتَ بِهِ تَفريطاً ، وتَعاطى ما نَهَيتَ عَنهُ تَغريراً ، كَالجاهِلِ بِقُدرَتِكَ عَلَيهِ ، أو كَالمُنكِرِ فَضلَ إحسانِكَ إلَيهِ ، حَتّى إذَا انفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدى ، وتَقَشَّعَت عَنهُ سَحائِبُ العَمى ، أحصَى ما ظَلَمَ بِهِ نَفسَهُ ، وفَكَّرَ فيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ ، فَرَأى كَبيرَ عِصيانِهِ كَبيراً ، وجَليلَ مُخالَفَتِهِ جَليلاً ، فَأَقبَلَ نَحوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ مُستَحيِياً مِنكَ ، ووَجَّهَ رَغبَتَهُ إلَيكَ ثِقَةً بِكَ ، فَأَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقيناً ، وقَصَدَكَ بِخَوفِهِ إخلاصاً ، قَد خَلا طَمَعُهُ مِن كُلِّ مَطموعٍ فيهِ غَيرِكَ ، وأَفرَخَ رَوعُهُ مِن كُلِّ مَحذورٍ مِنهُ سِواكَ ، فَمَثَلَ بَينَ يَدَيكَ مُتَضَرِّعاً ، وغَمَّضَ بَصَرَهُ إلَى الأَرضِ مُتَخَشِّعاً ، وطَأطَأَ رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً ، وأَبَثَّكَ مِن سِرِّهِ ما أنتَ