155
کنز الدعاء المجلد الاول

لَنا مِن أمرِنا عَلى‏ حَسَبِ كَرَمِكَ وجودِكَ وفَضلِكَ وَامتِنانِكَ ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحكُمُ ما تُريدُ ، إنّا إلَيكَ راغِبونَ ومِن جَميعِ ذُنوبِنا تائِبونَ .
اللَّهُمَّ وَالدّاعي إلَيكَ وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبادِكَ ، الفَقيرُ إلى‏ رَحمَتِكَ ، المُحتاجُ إلى‏ مَعونَتِكَ عَلى‏ طاعَتِكَ ، إذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِكَ وأَلبَستَهُ أثوابَ كَرامَتِكَ ، وأَلقَيتَ عَلَيهِ مَحَبَّةَ طاعَتِكَ ، وثَبَّتَّ وَطأَتَهُ فِي القُلوبِ مِن مَحَبَّتِكَ ، ووَفَّقتَهُ لِلقِيامِ بِما أغمَضَ فيهِ أهلُ زَمانِهِ مِن أمرِكَ ، وجَعَلتَهُ مَفزَعاً لِمَظلومي ۱ عِبادِكَ ، وناصِراً لِمَن لا يَجِدُ ناصِراً غَيرَكَ ، ومُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِن أحكامِ كِتابِكَ ، ومُشَيِّداً لِما رُدَّ ۲ مِن أعلامِ دينِكَ وسُنَنِ نَبِيِّكَ عَلَيهِ وآلِهِ سَلامُكَ وصَلَواتُكَ ورَحمَتُكَ وبَرَكاتُكَ ، فَاجعَلهُ اللَّهُمَّ في حَصانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدينَ ، وأَشرِق بِهِ القُلوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغاةِ الدّينِ ، وبَلِّغ بِهِ أفضَلَ ما بَلَّغتَ بِهِ القائِمينَ بِقِسطِكَ مِن أتباعِ النَّبِيِّينَ .
اللَّهُمَّ وأَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِي الرُّجوعِ إلى‏ مَحَبَّتِكَ ، ومَن نَصَبَ لَهُ العَداوَةَ ، وَارمِ بِحَجَرِكَ الدّامِغِ مَن أرادَ التَّأليبَ عَلى‏ دينِكَ بِإِذلالِهِ وتَشتيتِ أمرِهِ ، وَاغضَب لِمَن لا تِرَةَ لَهُ ولا طائِلَةَ ۳ ، وعادَى الأَقرَبينَ وَالأَبعَدينَ فيكَ ، مَنّاً مِنكَ عَلَيهِ لا مَنّاً مِنهُ عَلَيكَ . اللَّهُمَّ فَكَما نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضاً فيكَ لِلأَبعَدينَ ، وجادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَكَ فِي الذَّبِّ عَن حَريمِ المُؤمِنينَ ، ورَدَّ شَرَّ بُغاةِ المُرتَدِّينَ المُريبينَ ، حَتّى‏ اُخفِيَ ما كانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المَعاصي ، واُبدِيَ ما كانَ نَبَذَهُ العُلَماءُ وَراءَ ظُهورِهِم مِمّا أخَذتَ ميثاقَهُم عَلى‏ أن يُبَيِّنوهُ لِلنّاسِ ولا يَكتُموهُ ، ودَعا إلى‏ إفرادِكَ بِالطّاعَةِ ، وأَلّا يَجعَلَ لَكَ شَريكاً مِن خَلقِكَ يَعلو أمرُهُ عَلى‏ أمرِكَ ، مَعَ

1.في المصدر : «لمظلومِ» ، وما اُثبت من بحار الأنوار .

2.دُثِر (خ . ل) .

3.قال المجلسي قدّس سره : لا ترة له : أي لم يطلب أحد الجنايات التي وقعت عليه وعلى أهل بيته . والطائلة : الفضل والقدرة والغناء والسعة ؛ أي ليس لأحد عليه فضل وإحسان ، أو لم يكن له ولأهل بيته قدرة على دفع من يعاديهم (بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۵۴) .


کنز الدعاء المجلد الاول
154

وَالأَحكامَ المُهمَلَةَ ، وأَشبِع بِهِ الخِماصَ ۱ السّاغِبَةَ ۲ ، وأَرِح بِهِ الأَبدانَ اللاغِبَةَ المُتعَبَةَ ، كَما ألهَجتَنا بِذِكرِهِ ، وأَخطَرتَ بِبالِنا دُعاءَكَ لَهُ ، ووَفَّقتَنا لِلدُّعاءِ إلَيهِ وحِياشَةِ ۳ أهلِ الغَفلَةِ عنه ، وأَسكَنتَ في قُلوبِنا مَحَبَّتَهُ وَالطَّمَعَ فيهِ ، وحُسنَ الظَّنِّ بِكَ لِإِقامَةِ مَراسِمِهِ ، اللَّهُمَّ فَآتِ لَنا مِنهُ ۴ عَلى‏ أحسَنِ يَقينٍ ، يا مُحَقِّقَ الظُّنونِ الحَسَنَةِ ، ويا مُصَدِّقَ الآمالِ المُبطنَةِ اللَّهُمَّ وأَكذِب بِهِ المُتَأَ لِّينَ ۵ عَلَيكَ فيهِ ، وأَخلِف بِهِ ظُنونَ القانِطينَ مِن رَحمَتِكَ وَالآيِسينَ مِنهُ .
اللَّهُمَّ اجعَلنا سَبَباً مِن أسبابِهِ ، وعَلَماً مِن أعلامِهِ ، ومَعقِلاً مِن مَعاقِلِهِ ، ونَضِّر وُجوهَنا بِتَحلِيَتِهِ ، وأَكرِمنا بِنُصرَتِهِ ، وَاجعَل فينا خَيراً تُظهِرُنا لَهُ بِهِ ، ولا تُشمِت بِنا حاسِدي النِّعَمِ ، وَالمُتَرَبِّصينَ بِنا حُلولَ النَّدَمِ ونُزولَ المُثَلِ ، فَقَد تَرى‏ يا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا ، وخُلُوَّ ذَرعِنا ۶ مِنَ الإِضمارِ لَهُم عَلى‏ إحنَةٍ ۷ ، وَالتَّمَنّي لَهُم وُقوعَ جائِحَةٍ ۸ ، وما تَنازَلَ مِن تَحصينِهِم بِالعافِيَةِ ، وما أضبَئوا ۹ لَنا مِنِ انتِهازِ الفُرصَةِ وطَلَبِ الوُثوبِ بِنا عِندَ الغَفلَةِ .
اللَّهُمَّ وقَد عَرَّفتَنا مِن أنفُسِنا وبَصَّرتَنا مِن عُيوبِنا خِلالاً نَخشى‏ أن تَقعُدَ بِنا عَنِ اشتِهارِ إجابَتِكَ ، وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلى‏ غَيرِ المُستَحِقِّينَ ، وَالمُبتَدِئُ بِالإِحسانِ غَيرَ السّائِلينَ ، فَآتِ

1.الخِماص : جمع خميص ؛ وهو الصنامر البطن (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۳۸ «خمص») .

2.السّاغِبَة : الجائعة (اُنظر : المصباح المنير : ص ۲۷۸ «سغب») .

3.حُشتُ عليه الصيد وأحشته ؛ إذا نَفَّرتَه نحوه وسُقتَه إليه وجَمَعته عليه . وحُشتُ الإبل : جمعتها وسقتها (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۹۰ «حوش») .

4.قال العلّامة المجلسي قدّس سره : فآتِ لنا منه : أي أعطنا بسببه ما نأمله من الأجر . أو أعطنا من الاُمور المتعلّقة به من ظهوره وكوننا من أنصاره وأشباه ذلك ما يناسب حسن يقيننا فيه (بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۵۳) .

5.قال ابن الأثير : «فيه : من يَتَأَلَّ على اللَّه يُكَذّبه» : أى من حكم عليه وحلف - كقولك واللَّه ليُدخلنّ اللَّه فلاناً النار ، ولَيُنجِحَنَّ اللَّهُ سعيَ فلانٍ - وهو من الأَلِيَّة : اليمين» (النهاية : ج ۱ ص ۶۲ «ألي») .

6.الذَّرع : العمل والوسع والطاقة . يقال : ضِقت بالأمر ذرعاً ؛ إذا لم تُطقه ولم تَقوَ عليه . وأصل الذرع إنّما هو بسط اليد (اُنظر : الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۱۰ ؛ لسان العرب : ج ۸ ص ۹۵ «ذرع») .

7.الإِحنةُ : الحقد (النهاية : ج ۱ ص ۲۷ «أحن») .

8.الجائحة : الشدّة التي تجتاح المال ؛ من سَنَةٍ أو فتنة (الصحاح : ج ۱ ص ۳۶۰ «جوح») .

9.أَضبَؤوا : أي كتموا (اُنظر : الصحاح : ج ۱ ص ۶۰ «ضبأ») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26374
صفحه از 579
پرینت  ارسال به