151
کنز الدعاء المجلد الاول

رَبِّهِ ، وما مَسَّهُ مِن عُقوبَتِهِ فَبِسوءِ جِنايَةِ يَدِهِ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ عَبدِهِ ورَسولِهِ وخِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ وذَريعَةِ المُؤمِنينَ إلى‏ رَحمَتِهِ ، وآلِهِ الطّاهِرينَ وُلاةِ أمرِهِ .
اللَّهُمَّ إنَّكَ نَدَبتَ إلى‏ فَضلِكَ ، وأَمَرتَ بِدُعائِكَ ، وضَمِنتَ الإِجابَةَ لِعِبادِكَ ، ولَم تُخَيِّب مَن فَزِعَ إلَيكَ بِرَغبَتِهِ ، وقَصَدَ إلَيكَ بِحاجَتِهِ ، ولَم تَرجِع يَدٌ طالِبَةٌ صِفراً مِن عَطائِكَ ، ولا خائِبَةً مِن نِحَلِ هِباتِكَ ، وأَيُّ راحِلٍ رَحَلَ إلَيكَ فَلَم يَجِدكَ قَريباً ، أو أيُّ وافِدٍ وَفَدَ عَلَيكَ فَاقتَطَعَتهُ عَوائِدُ الرَّدِّ دونَكَ ، بَل أيُّ مُحتَفِرٍ ۱ مِن فَضلِكَ لَم يُمِههُ ۲ فَيضُ جودِكَ ، وأَيُّ مُستَنبِطٍ ۳ لِمَزيدِكَ أكدَى‏ ۴ دونَ استِماحَةِ ۵ سِجالِ ۶ عَطِيَّتِكَ !
اللَّهُمَّ وقَد قَصَدتُ إلَيكَ بِرَغبَتي ، وقَرَعَت بابَ فَضلِكَ يَدُ مَسأَلَتي ، وناجاكَ بِخُشوعِ الاِستِكانَةِ قَلبي ، ووَجَدتُكَ خَيرَ شَفيعٍ لي إلَيكَ ، وقَد عَلِمتَ ما يَحدُثُ مِن طَلِبَتي قَبلَ أن يَخطُرَ بِفِكري أو يَقَعَ في خَلَدي ۷ ، فَصِلِ اللَّهُمَّ دُعائي إيّاكَ بِإِجابَتي ، وَاشفَع مَسأَلَتي بِنُجحِ طَلِبَتي .
اللَّهُمَّ وقَد شَمِلَنا زَيغُ الفِتَنِ ۸ ، وَاستَولَت عَلَينا غَشوَةُ ۹ الحَيرَةِ ، وقارَعَنَا الذُّلُّ وَالصَّغارُ ، وحُكِّمَ عَلَينا غَيرُ المَأمونينَ في دينِكَ ، وَابتَزَّ اُمورَنا مَعادِنُ الاُبَنِ ۱۰ مِمَّن عَطَّلَ حُكمَكَ ،

1.أيُّ مُحتَفِرٍ : أي حافر للأرض طالب للماء من فضلك (اُنظر : المصباح المنير : ص ۱۴۱ - ۱۴۲ «حفر») .

2.ماهت الركية تموه وتميه وتماه موهاً ، إذا ظهر ماؤها وكثر (انظر : الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۵۰ «موه») .

3.استنبط الحافِرُ الماءَ وأنبطه إنباطاً : إذا استخرجه بعمله (المصباح المنير : ص ۵۹۱ «نبط») .

4.الكُديَة : قطعت غليظة صُلبة لا تعمل فيها الفأس . وأكدى الحافر : إذا بلغها (النهاية : ج ۴ ص ۱۵۶ «كدا») .

5.اِستَمَحتُ الرجل : سألته العطاء (اُنظر : المصباح المنير : ص ۲۸۸ «سمع») .

6.السِّجال : جمع سَجل ؛ وهو الدلو الملأى‏ ماءً (النهاية : ج ۲ ص ۳۴۴ «سجل») .

7.الخَلَد : البال والقلب ، يقال : وَقَعَ ذلك في خَلَدي ؛ أي في رُوعي وقلبي (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۳۷ «خلد») .

8.زَيغُ الفتن : أي الميل إلى الباطل الذي يحدث من الفتن (اُنظر : مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۹۵ «زيغ») .

9.الغِشاء:الغطاء. وجعل على بصره غَشوَة وغُشوَة وغِشوَة، وغِشاوة: أي غطاء (الصحاح: ج‏۶ ص‏۲۴۴۶ «غشا»).

10.قال العلّامة المجلسي قدّس سره : معادن الاُبن : أي الذين هم محالّ العيوب الفاضحة من العلّة المعروفة وغيرها كما اشتهر بها رؤساؤهم ... وفي القاموس : أبَنَه بشي‏ء يأبُنه ويأبِنه : اتّهمه ، فهو مأبون بخير أو شرّ ، فإن أطلقت فقلت : مأبون ، فهو للشرّ ، وأبَنَه وأَبَّنَه تأبيناً : عابه في وجهه (بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۵۰) .


کنز الدعاء المجلد الاول
150

المُستَخفِياتِ ، وَسِعتَ كُلَّ شَي‏ءٍ رَحمَةً وعِلماً ، فَاغفِر لِلَّذينَ تابوا وَاتَّبَعوا سَبيلَكَ وقِهِم عَذابَ الجَحيمِ ، وعاجِلهُم بِنَصرِكَ الَّذي وَعَدتَهُم ، إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ ، وعَجِّلِ اللَّهُمَّ اجتِياحَ أهلِ الكَيدِ ، وآوِهِم إلى‏ شَرِّ دارٍ في أعظَمِ نَكالٍ وأَقبَحِ مَثابٍ . ۱
اللَّهُمَّ إنَّكَ حاضِرُ أسرارِ خَلقِكَ ، وعالِمٌ بِضَمائِرِهِم ، ومُستَغنٍ ، لَولَا النَّدبُ بِاللَّجَإِ إلى‏ تَنَجُّزِ ما وَعَدتَهُ اللّاجِيَ عَن كَشفِ مَكامِنِهِم ، وقَد تَعلَمُ يا رَبِّ ما اُسِرُّهُ واُبديهِ ، وأَنشُرُهُ وأَطويهِ ، واُظهِرُهُ واُخفيهِ ، عَلى‏ مُتَصَرِّفاتِ أوقاتي وأَصنافِ حَرَكاتي في جَميعِ حاجاتِي ، وقَد تَرى‏ يا رَبِّ ما قَد تَراطَمَ فيهِ أهلُ وِلايَتِكَ ، وَاستَمَرَّ عَلَيهِم مِن أعدائِكَ ، غَيرَ ظَنينٍ في كَرَمٍ ، ولا ضَنينٍ بِنِعَمٍ ، ولكِنَّ الجُهدَ يَبعَثُ عَلَى الاِستِزادَةِ ، وما أمَرتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ إذا اُخلِصُ لَكَ اللَّجَأَ يَقتَضي إحسانُكَ شَرطَ الزِّيادَةِ ، وهذِهِ النَّواصي وَالأَعنَاقُ خاضِعَةٌ لَكَ بِذُلِّ العُبودِيَّةِ ، وَالاِعتِرافِ بِمَلَكَةِ الرُّبوبِيَّةِ ، داعِيَةٌ بِقُلوبِها ، ومُحَصَّناتٌ ۲ إلَيكَ في تَعجيلِ الإِنالَةِ ، وما شِئتَ كانَ وما تَشاءُ كائِنٌ .
أنتَ المَدعُوُّ المَرجُوُّ المَأمولُ المَسؤولُ ، لا يَنقُصُكَ نائِلٌ وإنِ اتَّسَعَ ، ولا يُلحِفُكَ سائِلٌ وإن ألَحَّ وضَرَعَ ، مُلكُكَ لا يَلحَقُهُ التَّنفيدُ ، وعِزُّكَ الباقي عَلَى التَّأبيدِ ، وما فِي الأَعصارِ مِن مَشِيَّتِكَ بِمِقدارٍ ، وأَنتَ اللَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الرَّؤوفُ الجَبّارُ .
اللَّهُمَّ أيِّدنا بِعَونِكَ ، وَاكنُفنا بِصَونِكَ ، وأَنِلنا مَنالَ المُعتَصِمينَ بِحَبلِكَ ، المُستَظِلِّينَ بِظِلِّكَ . ۳

۲۱۴.مهج الدعوات : ودَعا عليه السلام في قُنوتِهِ وأَمَرَ أهلَ قُمَّ بِذلِكَ لَمّا شَكَوا مِن موسَى بنِ بَغا - :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ شُكراً لِنَعمائِهِ ، وَاستِدعاءً لِمَزيدِهِ ، وَاستِخلاصاً لَهُ وبِهِ دونَ غَيرِهِ ، وعِياذاً بِهِ مِن كُفرانِهِ وَالإِلحادِ في عَظَمَتِهِ وكِبرِيائِهِ ، حَمدَ مَن يَعلَمُ أنَّ ما بِهِ مِن نَعمائِهِ فَمِن عِندِ

1.في الطبعة المعتمدة للمصدر : «متاب» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.هكذا في الطبعة المعتمدة للمصدر ، وفي بحار الأنوار : «ومشخصات» .

3.مهج الدعوات : ص ۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۲۸ ح ۱ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26549
صفحه از 579
پرینت  ارسال به