۲۰۱.مُهج الدعوات : ودَعا عليه السلام في قُنوتِهِ :
اللَّهُمَّ إنّي وفُلانُ بنُ فُلانٍ عَبدانِ مِن عَبيدِكَ ، نَواصينا بِيَدِكَ ، تَعلَمُ مُستَقَرَّنا ومُستَودَعَنا ، ومُنقَلَبَنا ومَثوانا ، وسِرَّنا وعَلانِيَتَنا ، تَطَّلِعُ عَلى نِيّاتِنا ، وتُحِيطُ بِضَمائِرِنا ، عِلمُكَ بِما نُبديهِ كَعِلمِكَ بِما نُخفيهِ ، ومَعرِفَتُكَ بِما نُبطِنُهُ كَمَعرِفَتِكَ بِما نُظهِرُهُ ، ولا يَنطَوي عِندَكَ شَيءٌ مِن اُمورِنا ، ولا يَستَتِرُ دونَكَ حالٌ مِن أحوالِنا ، ولا مِنكَ مَعقِلٌ يُحصِنُنا ، ولا حِرزٌ يُحرِزُنا ، ولا مَهرَبٌ لَنا نَفوتُكَ بِهِ ، ولا يَمنَعُ الظّالِمَ مِنكَ حُصونُهُ ، ولا يُجاهِدُكَ عَنهُ جُنودُهُ ، ولا يُغالِبُكَ مُغالِبٌ بِمَنَعَةٍ ۱ ، ولا يُعازُّكَ ۲ مُعازٌّ بِكَثرَةٍ ، أنتَ مُدرِكُهُ أينَما سَلَكَ ، وقادِرٌ عَلَيهِ أينَما لَجَأَ ، فَمَعاذُ المَظلومِ مِنّا بِكَ ، وتَوَكُّلُ المَقهورِ مِنّا عَلَيكَ ، ورُجوعُهُ إلَيكَ ، ويَستَغيثُ بِكَ إذا خَذَلَهُ المُغيثُ ، ويَستَصرِخُكَ إذا قَعَدَ عَنهُ النَّصيرُ ، ويَلوذُ بِكَ إذا نَفَتهُ الأَفنِيَةُ ، ويَطرُقُ بابَكَ ۳ إذا اُغلِقَت عَنهُ الأَبوابُ المُرتَجَةُ ، ويَصِلُ إلَيكَ إذَا احتَجَبَ عَنهُ المُلوكُ الغافِلَةُ ، تَعلَمُ ما حَلَّ بِهِ قَبلَ أن يَشكُوَهُ إلَيكَ ، وتَعلَمُ ما يُصلِحُهُ قَبلَ أن يَدعُوَكَ لَهُ ، فَلَكَ الحَمدُ سَميعاً بَصيراً لَطيفاً عَليماً خَبيراً قَديراً .
وأَنَّهُ قَد كانَ في سابِقِ عِلمِكَ ، ومُحكَمِ قَضائِكَ ، وجاري قَدَرِكَ ، ونافِذِ أمرِكَ ، وقاضي حُكمِكَ ، وماضي مَشِيَّتِكَ في خَلقِكَ أجمَعينَ ؛ شَقِيِّهِم وسَعيدِهِم وبَرِّهِم وفاجِرِهِم ، أن جَعَلتَ لِفُلانِ بنِ فُلانٍ عَلَيَّ قُدرَةً فَظَلَمَني بِها ، وبَغى عَلَيَّ بِمَكانِها ، وَاستَطالَ وتَعَزَّزَ بِسُلطانِهِ الَّذي خَوَّلتَهُ إيّاهُ ، وتَجَبَّرَ وَافتَخَرَ بِعُلُوِّ حالِهِ الَّذي نَوَّلتَهُ ، وغَرَّهُ إملاؤُكَ لَهُ ، وأَطغاهُ حِلمُكَ عَنهُ ، فَقَصَدَني بِمَكروهٍ عَجَزتُ عَنِ الصَّبرِ عَلَيهِ ، وتَعَمَّدَني بِشَرٍّ ضَعُفتُ عَنِ احتِمالِهِ ، ولَم أقدِر عَلَى الاِستِنصافِ مِنهُ لِضَعفي ، ولا عَلَى الاِنتِصارِ لِقِلَّتي وذُلّي ، فَوَكَلتُ
1.يقال : هو في عِزٍّ ومَنَعَةٍ - بالتحريك - أي هو في عِزٍّ ومعه من يمنعه من عشيرته . وأمّا على تقدير السكون - أي سكون النون - فالمراد به : قوّة تمنع من يريده بسوء (اُنظر : تاج العروس : ج ۱۱ ص ۴۶۳ «منع») .
2.عازَّني : غالَبَني (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۷۸ «عزز») .
3.في المصدر : «بِكَ» ، والتصويب من بحار الأنوار .