بِتَأييدٍ مِن عَونِكَ ، وكافِني عَلَيهِ بِجَزيلِ عَطائِكَ .
اللَّهُمَّ اُثني عَلَيكَ أحسَنَ الثَّناءِ ؛ لِأَنَّ بَلاءَكَ عِندي أحسَنُ البَلاءِ ، أوقَرتَني ۱ نِعَماً وأَوقَرتُ نَفسي ذُنوباً ، كَم مِن نِعمَةٍ أسبَغتَها عَلَيَّ لَم اُؤَدِّ شُكرَها ؟ ! وكَم مِن خَطيئَةٍ أحصَيتَها عَلَيَّ أستَحيي مِن ذِكرِها ، وأَخافُ جَزاءَها ؟ ! إن تَعفُ لي عَنها فَأَهلُ ذلِكَ أنتَ ، وإن تُعاقِبني عَلَيها فَأَهلُ ذلِكَ أنَا .
اللَّهُمَّ فَارحَم نِدائي إذا نادَيتُكَ ، وأَقبِل عَلَيَّ إذا ناجَيتُكَ ، فَإِنّي أعتَرِفُ لَكَ بِذُنوبي ، وأَذكُرُ لَكَ حاجَتي ، وأَشكو إلَيكَ مَسكَنَتي وفاقَتي وقَسوَةَ قَلبي ومَيلَ نَفسي ، فَإِنَّكَ قُلتَ : (فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَ مَا يَتَضَرَّعُونَ)۲ ، وها أنَا ذا يا إلهي قَدِ استَجَرتُ بِكَ ، وقَعَدتُ بَينَ يَدَيكَ مُستَكيناً ، مُتَضَرِّعاً إلَيكَ ، راجِياً لِما عِندَكَ ، تَراني وتَعلَمُ ما في نَفسي ، وتَسمَعُ كَلامي ، وتَعرِفُ حاجَتي ومَسكَنَتي وحالي ومُنقَلَبي ومَثوايَ ، وما اُريدُ أن أبتَدِئَ فيهِ مِن مَنطِقي ، وَالَّذي أرجو مِنكَ في عاقِبَةِ أمري ، وأَنتَ مُحصٍ لِما اُريدُ التَّفَوُّهَ بِهِ مِن مَقالَتي .
جَرَت مَقاديرُكَ بِأَسبابي وما يَكونُ مِنّي في سَريرَتي وعَلانِيَتي ، وأَنتَ مُتِمٌّ لي ما أخَذتَ عَلَيهِ ميثاقي ، وبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيرِكَ زِيادَتي ونُقصاني .
فَأَحَقُّ ما اُقَدِّمُ إلَيكَ قَبلَ ذِكرِ حاجَتي ، وَالتَّفَوُّهِ بِطَلِبَتي ، شَهادَتي بِوَحدانِيَّتِكَ ، وإقراري بِرُبوبِيَّتِكَ الَّتي ضَلَّت عَنهَا الآراءُ ، وتاهَت فيهَا العُقولُ ، وقَصُرَت دونَهَا الأَوهامُ، وكَلَّت عَنهَا الأَحلامُ ، وَانقَطَعَ دونَ كُنهِ ۳ مَعرِفَتِها مَنطِقُ الخَلائِقِ ، وكَلَّتِ الأَلسُنُ عَن غايَةِ وَصفِها ، فَلَيسَ لِأَحَدٍ أن يَبلُغَ شَيئاً مِن وَصفِكَ ، ويَعرِفَ شَيئاً مِن نَعتِكَ إلّا ما حَدَّدتَهُ ووَصَفتَهُ ووَقَّفتَهُ عَلَيهِ ، وبَلَّغتَهُ إيّاهُ ، فَأَنَا مُقِرٌّ بِأَنّي لا أبلُغُ ما أنتَ أهلُهُ مِن تَعظيمِ