479
کنز الدعاء المجلد الثانی

عَلَيَّ مِنهُ ؛ لِأَنَّهُ حَظٌّ لي وحَقٌّ عَلَيَّ وأَداءٌ لِما أوجَبتَ لَهُ في عُنُقي ؛ إذ قَد بَلَّغَ رِسالاتِكَ غَيرَ مُفَرِّطٍ ۱ فيما أمَرتَ ، ولا مُجاوِزٍ لِما نَهَيتَ ، ولا مُقَصِّرٍ فيما أرَدتَ ، ولا مُتَعَدٍّ لِما أوصَيتَ ، وتَلا آياتِك عَلى‏ ما أنزَلتَهُ إلَيهِ مِن وَحيِكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ مُقبِلاً غَيرَ مُدبِرٍ ، [ و] ۲ وَفى‏ بِعَهدِكَ ، وصَدَّقَ وَعدَكَ ، وصَدَعَ بِأَمرِكَ ، لا يَخافُ فيكَ لَومَةَ لائِمٍ ، وباعَدَ فيكَ الأَقرَبينَ ، وقَرَّبَ فيكَ الأَبعَدينَ ، وأَمَرَ بِطاعَتِكَ وَائتَمَرَ بِها سِرّاً وعَلانِيَةً ، ونَهى‏ عَن مَعصِيَتِكَ وَانتَهى‏ عَنها سِرّاً وعَلانِيَةً ، مَرضِيّاً عِندَكَ ، مَحموداً فِي المُقَرَّبينَ وأَنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وعِبادِكَ الصّالِحينَ المُصطَفَينَ ، وأَنَّهُ غَيرُ مُليمٍ ۳ ولا ذَميمٍ ۴ ، وأَنَّهُ لَم يَكُن مِنَ المُتَكَلِّفينَ ، وأَنَّهُ لَم يَكُن ساحِراً ولا سُحِرَ لَهُ ، ولا كاهِناً ولا تُكُهِّنَ لَهُ ، ولا شاعِراً ولا شُعِرَ لَهُ ، ولا كَذّاباً ، وأَنَّهُ رَسولُكَ وخاتَمُ النَّبِيّينَ ، جاءَ بِالحَقِّ مِن عِندِكَ ۵ الحَقِّ وصَدَّقَ المُرسَلينَ ، وأَشهَدُ أنَّ الَّذينَ كَذَّبوهُ ذائِقُو العَذابِ الأَليمِ ، أشهَدُ أنَّ ما أتى‏ بِهِ مِن عِندِكَ وأَخبَرَنا بِهِ عَنكَ أنَّهُ الحَقُّ اليَقينُ ، لا شَكَّ فيهِ مِن رَبِّ العالَمينَ .
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، ونَبِيِّكَ ووَلِيِّكَ ، ونَجِيِّكَ وصَفِيِّكَ وصَفوَتِكَ ، وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، الَّذِي انتَجَبتَهُ لِرِسالاتِكَ ، وَاستَخلَصتَهُ لِدينِكَ ، وَاستَرعَيتَهُ عِبادَكَ ، وَائتَمَنتَهُ عَلى‏ وَحيِكَ ، عَلَمِ الهُدى‏ ، وبابِ التُّقى‏ وَالنُّهى‏ ، وَالعُروَةِ الوُثقى‏ فيما بَينَكَ وبَينَ خَلقِكَ ، الشّاهِدِ لَهُمُ ، المُهَيمِنِ عَلَيهِم ، أشرَفَ وأَفضَلَ ، وأَزكى‏ وأَطهَرَ وأَنمى‏ ، وأَطيَبَ ما صَلَّيتَ عَلى‏ أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، وأَنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ، وأَصفِيائِكَ وَالمُخلِصينَ مِن عِبادِكَ .
اللَّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِكَ وغُفرانَكَ ، ورِضوانَكَ ومُعافاتَكَ ، وكَرامَتَكَ ورَحمَتَكَ ، ومَنَّكَ

1.المفرِّط : المقصِّر في العمل (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۵ «فرط») .

2.الزيادة من المصادر الاُخرى‏ .

3.غير مليم - بضمّ الميم - : أي غير داخل في الملامة أو آت بما يلام عليه أو مليم نفسه . أو بالفتح مبنياً من لئم كمشيب في مشوب (بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۸۸) .

4.ذميم : أي مذموم (بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۸۸) .

5.كذا في المصدر وبحار الأنوار . وفي جمال الاُسبوع : «عند» .


کنز الدعاء المجلد الثانی
478

۱۷۹۹.عنه عليه السلام : يُستَحَبُّ أن يُصَلّى‏ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله بَعدَ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ بِهذِهِ الصَّلاةِ :
اللَّهُمَّ إنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ كَما وَصَفتَهُ في كِتابِكَ ، حَيثُ تَقولُ : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ ۱ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ۲ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)۳ ، فَأَشهَدُ أنَّهُ كَذلِكَ ، وأَنَّكَ لَم تَأمُر بِالصَّلاةِ عَلَيهِ إلّا بَعدَ أن صَلَّيتَ عَلَيهِ أنتَ ومَلائِكَتُكَ ، وأَنزَلتَ في مُحكَمِ قُرآنِكَ : (إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِ‏ّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)۴ ، لا لِحاجَةٍ إلى‏ صَلاةِ أحَدٍ مِنَ المَخلوقينَ بَعدَ صَلاتِكَ عَلَيهِ ، ولا إلى‏ تَزكِيَتِهِم إيّاهُ بَعدَ تَزكِيَتِكَ ، بَلِ الخَلقُ جَميعاً هُمُ المُحتاجونَ إلى‏ ذلِكَ ؛ لِأَ نَّكَ جَعَلتَهُ بابَكَ الَّذي لا تَقبَلُ لِمَن أتاكَ إلّا مِنهُ ، وجَعَلتَ الصَّلاةَ عَلَيهِ قُربَةً مِنكَ ووَسيلَةً إلَيكَ وزُلفَةً عِندَكَ ، ودَلَلتَ المُؤمِنينَ عَلَيهِ ، وأَمَرتَهُم بِالصَّلاةِ عَلَيهِ لِيَزدادوا بِها اُثرَةً ۵ لَدَيكَ وكَرامَةً عَلَيكَ ، ووَكَّلتَ بِالمُصَلّينَ عَلَيهِ مَلائِكَتَكَ يُصَلّونَ عَلَيهِ ، ويُبَلِّغونَهُ صَلاتَهُم وتَسليمَهُم .
اللَّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ ، فَإِنّي أسأَ لُكَ بِما عَظَّمتَ مِن أمرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وأَوجَبتَ مِن حَقِّهِ ، أن تُطلِقَ لِساني مِنَ الصّلاةِ عَلَيهِ بِما تُحِبُّ وتَرضى‏ ، وبِما لَم تُطلِق بِهِ لسانَ أحَدٍ مِن خَلقِكَ ولَم تُعطِهِ إيّاهُ ، ثُمَّ تُؤتِيَني عَلى‏ ذلِكَ مُرافَقَتَهُ حَيثُ أحلَلتَهُ عَلى‏ قُدسِكَ وجَنّاتِ فِردَوسِكَ ، ثُمَّ لا تُفَرِّق بَيني وبَينَهُ .
اللَّهُمَّ إنّي أبدَأُ بِالشَّهادَةِ لَهُ ، ثُمَّ بِالصَّلاةِ عَلَيهِ ، وإن كُنتُ لا أبلُغُ مِن ذلِكَ رِضا نَفسي ، ولا يُعَبِّرُهُ لِساني عَن ضَميري ، ولا اُلامُ عَلَى التَّقصيرِ مِنّي لِعَجزِ قُدرَتي عَن بُلوغِ الواجِبِ

1.عزيزٌ : أي شديدٌ يغلبُ صبره . يقال : عزّه ، إذا غلبه (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۰۷ «عزز») .

2.المُعانتة : كالمعاندة ، لكن المعانتة أبلغ ؛ لأنّها معاندة فيها خوف وهلاك ، ولهذا يقال : عَنِتَ فلان ، إذا وقع في أمر يخاف منه التلف (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۸۹ «عنت») .

3.التوبة : ۱۲۸ .

4.الأحزاب : ۵۶ .

5.الاُثرَةُ والمأثَرَةُ والمَأثُرَةُ : المَكرُمَةُ لأنّها تُؤثَرُ ، أي تُذْكَرُ ويَأثُرُها قَرنٌ عن قَرنٍ يَتَحَدَّثونَ بها ، وفي المحكم : المكرمة المُتَوارَثَةُ (لسان العرب : ج ۴ ص ۷ «أثر») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26421
صفحه از 509
پرینت  ارسال به