عَلَيَّ مِنهُ ؛ لِأَنَّهُ حَظٌّ لي وحَقٌّ عَلَيَّ وأَداءٌ لِما أوجَبتَ لَهُ في عُنُقي ؛ إذ قَد بَلَّغَ رِسالاتِكَ غَيرَ مُفَرِّطٍ ۱ فيما أمَرتَ ، ولا مُجاوِزٍ لِما نَهَيتَ ، ولا مُقَصِّرٍ فيما أرَدتَ ، ولا مُتَعَدٍّ لِما أوصَيتَ ، وتَلا آياتِك عَلى ما أنزَلتَهُ إلَيهِ مِن وَحيِكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ مُقبِلاً غَيرَ مُدبِرٍ ، [ و] ۲ وَفى بِعَهدِكَ ، وصَدَّقَ وَعدَكَ ، وصَدَعَ بِأَمرِكَ ، لا يَخافُ فيكَ لَومَةَ لائِمٍ ، وباعَدَ فيكَ الأَقرَبينَ ، وقَرَّبَ فيكَ الأَبعَدينَ ، وأَمَرَ بِطاعَتِكَ وَائتَمَرَ بِها سِرّاً وعَلانِيَةً ، ونَهى عَن مَعصِيَتِكَ وَانتَهى عَنها سِرّاً وعَلانِيَةً ، مَرضِيّاً عِندَكَ ، مَحموداً فِي المُقَرَّبينَ وأَنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وعِبادِكَ الصّالِحينَ المُصطَفَينَ ، وأَنَّهُ غَيرُ مُليمٍ ۳ ولا ذَميمٍ ۴ ، وأَنَّهُ لَم يَكُن مِنَ المُتَكَلِّفينَ ، وأَنَّهُ لَم يَكُن ساحِراً ولا سُحِرَ لَهُ ، ولا كاهِناً ولا تُكُهِّنَ لَهُ ، ولا شاعِراً ولا شُعِرَ لَهُ ، ولا كَذّاباً ، وأَنَّهُ رَسولُكَ وخاتَمُ النَّبِيّينَ ، جاءَ بِالحَقِّ مِن عِندِكَ ۵ الحَقِّ وصَدَّقَ المُرسَلينَ ، وأَشهَدُ أنَّ الَّذينَ كَذَّبوهُ ذائِقُو العَذابِ الأَليمِ ، أشهَدُ أنَّ ما أتى بِهِ مِن عِندِكَ وأَخبَرَنا بِهِ عَنكَ أنَّهُ الحَقُّ اليَقينُ ، لا شَكَّ فيهِ مِن رَبِّ العالَمينَ .
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، ونَبِيِّكَ ووَلِيِّكَ ، ونَجِيِّكَ وصَفِيِّكَ وصَفوَتِكَ ، وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، الَّذِي انتَجَبتَهُ لِرِسالاتِكَ ، وَاستَخلَصتَهُ لِدينِكَ ، وَاستَرعَيتَهُ عِبادَكَ ، وَائتَمَنتَهُ عَلى وَحيِكَ ، عَلَمِ الهُدى ، وبابِ التُّقى وَالنُّهى ، وَالعُروَةِ الوُثقى فيما بَينَكَ وبَينَ خَلقِكَ ، الشّاهِدِ لَهُمُ ، المُهَيمِنِ عَلَيهِم ، أشرَفَ وأَفضَلَ ، وأَزكى وأَطهَرَ وأَنمى ، وأَطيَبَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، وأَنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ، وأَصفِيائِكَ وَالمُخلِصينَ مِن عِبادِكَ .
اللَّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِكَ وغُفرانَكَ ، ورِضوانَكَ ومُعافاتَكَ ، وكَرامَتَكَ ورَحمَتَكَ ، ومَنَّكَ
1.المفرِّط : المقصِّر في العمل (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۵ «فرط») .
2.الزيادة من المصادر الاُخرى .
3.غير مليم - بضمّ الميم - : أي غير داخل في الملامة أو آت بما يلام عليه أو مليم نفسه . أو بالفتح مبنياً من لئم كمشيب في مشوب (بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۸۸) .
4.ذميم : أي مذموم (بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۸۸) .
5.كذا في المصدر وبحار الأنوار . وفي جمال الاُسبوع : «عند» .