445
کنز الدعاء المجلد الثانی

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لا مِن شَي‏ءٍ كانَ ، ولا مِن شَي‏ءٍ كَوَّنَ ما قَد كانَ ، مُستَشهِدٌ بِحُدوثِ الأَشياءِ عَلى‏ أزَلِيَّتِهِ ، وبِما وَسَمَها بِهِ مِنَ العَجزِ عَلى‏ قُدرَتِهِ ، وبِمَا اضطَرَّها إلَيهِ مِنَ الفَناءِ عَلى‏ دَوامِهِ ، لَم يَخلُ مِنهُ مَكانٌ فُيَدرَكَ بِأَينِيَّتِهِ ، ولا لَهُ شَبَحُ مِثالٍ فَيوصَفَ بِكَيفِيَّتِهِ ، ولَم يَغِب عَن شَي‏ءٍ فَيُعلَمَ بِحَيثِيَّتِهِ .
مُبايِنٌ لِجَميعِ ما أحدَثَ فِي الصِّفاتِ ، ومُمتَنِعٌ عَنِ الإِدراكِ بِمَا ابتَدَعَ مِن تَصَرُّفِ الذَّواتِ ، وخارِجٌ بِالكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ مِن جَميعِ تَصَرُّفِ الحالاتِ .
مُحَرَّمٌ عَلى‏ بَوارِعِ ثاقِباتِ الفِطَنِ تَجديدُهُ ۱ ، وعَلى‏ عَوامِقِ ثاقِباتِ الفِكرِ تَكييفُهُ ، وعَلى‏ غَوائِصِ سابِحاتِ النَّظَرِ تَصويرُهُ ، ولا تَحويهِ الأَماكِنُ لِعَظَمَتِهِ ، ولا تَذرَعُهُ المَقاديرُ لِجَلالِهِ ، ولا تَقطَعُهُ المَقاييسُ لِكِبرِيائِهِ .
مُمتَنِعٌ عَنِ الأَوهامِ أن تَكتَنِهَهُ ، وعَنِ الأَفهامِ أن تَستَغرِقَهُ ، وعَنِ الأَذهانِ أن تُمَثِّلَهُ .
قَد يَئِسَت عَنِ استِنباطِ ۲ الإِحاطَةِ بِهِ طَوامِحُ العُقولِ ، ونَضَبَت عَنِ الإِشارَةِ إلَيهِ بِالاِكتِناهِ بِحارُ العُلومِ ، ورَجَعَت بِالصِّغَرِ مِنَ السُّمُوِّ إلى‏ وَصفِ قُدرَتِهِ لَطائِفُ الخُصومِ .
واحِدٌ لا مِن عَدَدٍ ، ودائِمٌ لا بِأَمَدٍ ، وقائِمٌ لا بِعَمَدٍ .
لَيسَ بِجِنسٍ فَتُعادِلَهُ الأَجناسُ ، ولا بِشَبَحٍ فَتُضارِعَهُ الأَشباحُ ، ولا كَالأَشياءِ فَتَقَعَ عَلَيهِ الصِّفاتُ .
قَد ضَلَّتِ العُقولُ في أمواجِ تَيّارِ إدراكِهِ ، وتَحَيَّرَتِ الأَوهامُ عَن إحاطَةِ ذِكرِ أزَلِيَّتِهِ ، وحَصَرَتِ الأَفهامُ عَنِ استِشعارِ وَصفِ قُدرَتِهِ ، وغَرَقَتِ الأَذهانُ في لُجَجِ أفلاكِ مَلَكوتِهِ .
مُقتَدِرٌ بِالآلاءِ ، مُمتَنِعٌ بِالكِبرِياءِ ، ومُتَمَلِّكٌ عَلَى الأَشياءِ ، فَلا دَهرٌ يُخلِقُهُ ، ولا وَصفٌ

1.في بحار الأنوار : «تحديده» .

2.في المصدر : «الاستنباط» ، والتصويب من بحار الأنوار .


کنز الدعاء المجلد الثانی
444

جُرمُهُ وأَشرَفَ عَلَى الهَلَكَةِ وضَعُفَت قُوَّتُهُ ومَن لا يَثِقُ بِشَي‏ءٍ مِن عَمَلِهِ ولا يَجِدُ لِفاقَتِهِ سادّاً غَيرَكَ ولا لِذَنبِهِ غافِراً غَيرَكَ ، فَقَد هَرَبتُ مِنها إلَيكَ غَيرَ مُستَنكِفٍ ولا مُستَكبِرٍ عَن عِبادَتِكَ ، يا اُنسَ كُلِّ مُستَجيرٍ ، يا سَنَدَ كُلِّ فَقيرٍ ، أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ أنتَ اللَّهُ الحَنّانُ المَنّانُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ- بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، أنتَ الرَّبُّ وأَ نَا العَبدُ ، وأَنتَ المالِكُ وأَ نَا المَملوكُ ، وأَنتَ العَزيزُ وأَ نَا الذَّليلُ ، وأَنتَ الغَنِيُّ وأَ نَا الفَقيرُ ، وأَنتَ الحَيُّ وأَ نَا المَيِّتُ ، وأَنتَ الباقي وأَ نَا الفاني ، وأَنتَ المُحسِنُ وأَ نَا المُسِي‏ءُ ، وأَنتَ الغَفورُ وأَ نَا المُذنِبُ ، وأَنتَ الرَّحيمُ وأَ نَا الخاطِئُ ، وأَنتَ الخالِقُ وأَ نَا المَخلوقُ ، وأَنتَ القَوِيُّ وأَ نَا الضَّعيفُ ، وأَنتَ المُعطي وأَ نَا السّائِلُ ، وأَنتَ الرّازِقُ وأَ نَا المَرزوقُ ، وأَنتَ أحَقُّ مَن شَكَوتُ إلَيهِ وَاستَعَنتُ بِهِ ورَجَوتُهُ .
إلهي كَم مِن مُذنِبٍ قَد غَفَرتَ لَهُ ، وكَم مِن مُسي‏ءٍ قَد تَجاوَزتَ عَنهُ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَاغفِر لي ، وَارحَمني ، وَاعفُ عَنّي ، وعافِني ، وَافتَح لي مِن فَضلِكَ ، سُبّوحٌ ذِكرُكَ ، قُدّوسٌ أمرُكَ ، نافِذٌ قَضاؤُكَ ، يَسِّر لي مِن أمري ما أخافُ عُسرَهُ ، وفَرِّج لي وعَنّي وعَن والِدَيَّ وعَن كُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ، وَاكفِني ما أخافُ ضَرورَتَهُ ، وَادرَأ عَنّي ما أخافُ حُزونَتَهُ ، وسَهِّل لي ولِكُلِّ مُؤمِنٍ ما أرجوهُ وآمُلُهُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمين . ۱

راجع : ج‏۳ ص‏۱۸۷ ح‏۱۹۵۲ .

۲۴ / ۸

الدَّعَواتُ المُطلَقَةُ لِيَومِ الجُمُعَةِ ۲

۱۷۷۰.البلد الأمين : دُعاءٌ عَظيمٌ يُدعى‏ بِهِ يَومَ الجُمُعَةِ ، وهُوَ مِن أدعِيَةِ الاُسبوعِ لِعَلِيٍّ عليه السلام :

1.مصباح المتهجّد : ص ۲۶۵ ح ۳۷۷ ، جمال الاُسبوع : ص ۱۲۹ ، المصباح للكفعمي : ص ۱۳۳ ، البلد الأمين : ص ۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۸۹ ص ۲۸۹ ذيل ح ۴ .

2.في المحاسن عن جابر عن الإمام عليّ عليه السلام : أكثِرُوا المَسأَلَةَ في يَومِ الجُمُعَةِ وَالدُّعاءَ ، فَإِنَّ فيهِ ساعاتٍ يُستَجابُ فيهَا الدُّعاءُ وَالمَسأَلَةُ ، ما لَم تَدعوا بِقَطيعَةٍ أو مَعصِيَةٍ أو عُقوقٍ . وَاعلَموا أنَّ الخَيرَ وَالشَّرَّ يُضاعَفانِ يَومَ الجُمُعَةِ (المحاسن : ج ۱ ص ۱۳۱ ح ۱۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۸۹ ص ۳۴۹ ح ۲۵) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24295
صفحه از 509
پرینت  ارسال به