431
کنز الدعاء المجلد الثانی

فيمَا ابتَدَأتَ لُغوباً ۱ وعِلاجاً ، وأَنتَ إلهُ كُلِّ شَي‏ءٍ وخالِقُهُ ، وجَبّارُ كُلِّ مَخلوقٍ ورازِقُهُ ، فَالعَزيزُ مَن أعزَزتَ ، وَالذَّليلُ مَن أذلَلتَ ، وَالسَّعيدُ مَن أسعَدتَ ، وَالشَّقِيُّ مَن أشقَيتَ ، وَالغَنِيُّ مَن أغنَيتَ ، وَالفَقيرُ مَن أفقَرتَ .
أنتَ وَلِيّي ومَولايَ ، وعَلَيكَ رِزقي ، وبِيَدِكَ ناصِيَتي ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ ، وعُد بِفَضلِكَ عَلى‏ عَبدٍ غَمَرَهُ جَهلُهُ ، وَاستَولى‏ عَلَيهِ التَّسويفُ حَتّى‏ سالَمَ الأَيّامَ ، فَاعتَقَدَ المَحارِمَ وَالآثامَ ، فَاجعَلني سَيِّدي عَبداً يَفزَعُ إلَى التَّوبَةِ ، فَإِنَّها مَفزَعُ المُذنِبينَ ، وأَغنِني بِجودِكَ الواسِعِ عَنِ المَخلوقينَ ، ولا تُحوِجني إلى‏ شِرارِ العالَمينَ ، وهَب لي عَفوَكَ في مَوقِفِ يَومِ الدّينِ ، فَإِنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، وأَجوَدُ الأَجوَدينَ ، وأَكرَمُ الأَكرَمينَ .
يا مَن لَهُ الأَسماءُ الحُسنى‏ ، وَالأَمثالُ العُليا ، وجَبّارَ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، إلَيكَ قَصَدتُ راجِياً ، فَلا تَرُدَّني عَن سَنِيِّ مَواهِبِكَ صِفراً ، إنَّكَ جَوادٌ مِفضالٌ ، يا رَؤوفاً بِالعِبادِ ، ومَن هُوَ لَهُم بِالمِرصادِ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَن تُجزِلَ ثَوابي ، وتُحسِنَ مَآبي ، وتَستُرَ عُيوبي ، وتَغفِرَ ذُنوبي ، وأَنقِذني مَولايَ بِفَضلِكَ مِن أليمِ العَذابِ ، إنَّكَ كَريمٌ وَهّابٌ ، فَقَد ألقَتنِي السَّيِّئاتُ وَالحَسَناتُ بَينَ عِقابٍ وثَوابٍ ، وقَد رَجَوتُكَ أن تَكونَ بِلُطفِكَ تَتَغَمَّدُ عَبدَكَ المُقِرَّ بِفَوادِحِ العُيوبِ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، يا غافِرَ الذُّنوبِ ، وتَصفَحُ عَن زَلَلِهِ ، فَلَيسَ لي سَيِّدي رَبٌّ أرتَجيهِ غَيرُكَ ، ولا إلهَ أسأَ لُهُ جَبرَ فاقَتي ومَسكَنَتي سِواكَ ، فَلا تَرُدَّني مِنكَ بِالخَيبَةِ ، يا مُقيلَ العَثَراتِ ، وكاشِفَ الكُرُباتِ ، وسُرَّني فَإِنّي لَستُ بِأَوَّلِ مَن سَرَرتَهُ ، يا وَلِيَّ النِّعَمِ ، وشَديدَ النِّقَمِ ، ودائِمَ المَجدِ وَالكَرَمِ ، وَاخصُصني مِنكَ بِمَغفِرَةٍ لا يُقارِبُها شَقاءٌ ، وسَعادَةٍ لا يُدانيها أذىً ، وأَلهِمني تُقاكَ ومَحَبَّتَكَ ، وجَنِّبني موبِقاتِ مَعصِيَتِكَ ، ولا تَجعَل لِلنّارِ عَلَيَّ سُلطاناً ، إنَّكَ أهلُ التَّقوى‏

1.اللغَبُ : التَعبُ والإعياءُ (النهاية : ج ۴ ص ۲۵۶ «لغب») .


کنز الدعاء المجلد الثانی
430

وسُبحانَ اللَّهِ الَّذي يَقهَرُ القَوِيَّ ، ويَنصُرُ الضَّعيفَ ، ويَجبُرُ الكَسيرَ ، ويُغنِي الفَقيرَ ، ويَقبَلُ اليَسيرَ ۱ ، ويُعطِي الكَثيرَ ، وهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .
ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ السّابِغُ النِّعمَةِ ، البالِغُ الحِكمَةِ ، الدّامِغُ الحُجَّةِ ، الواسِعُ الرَّحمَةِ ، المانِعُ العِصمَةِ .
وَاللَّهُ أكبَرُ ذُو السُّلطانِ المَنيعِ ، وَالبُنيانِ الرَّفيعِ ، وَالإِنشاءِ البَديعِ ، وَالحِسابِ السَّريعِ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ خَيرِ النَّبِيّينَ وآلِهِ الطَّيِّبينَ .
اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ سُؤالَ الخائِفِ مِن وَقفَةِ المَوقِفِ ، الوَجِلِ مِنَ العَرضِ ، المُشفِقِ مِنَ الخَشيَةِ لِبَوائِقِ ۲ القِيامَةِ ۳ ، المَأخوذِ عَلَى الغِرَّةِ ۴ ، النّادِمِ عَلى‏ خَطيئَتِهِ ، المَسؤولِ المُحاسَبِ ، المُثابِ المُعاقَبِ ، الَّذي لَم يُكِنُّهُ ۵ عَنكَ مَكانٌ ، ولا وَجَدَ مَفَرّاً إلّا إلَيكَ ، سُؤالَ مُتَنَصِّلٍ مِن سَيِ‏ءِ عَمَلِهِ ، مُقِرٍّ قَد أحاطَت بِهِ الهُمومُ وضاقَت عَلَيهِ رَحائِبُ التُّخومِ ، موقِنٍ بِالمَوتِ ، مُبادِرٍ بِالتَّوبَةِ قَبلَ الفَوتِ ، إن مَنَنتَ بِها عَلَيهِ وعَفَوتَ عَنهُ فَأَنتَ يا إلهي رَجائي إذ ضاقَ عَنِّي الرَّجاءُ ، ومَلجَئي إذ لَم أجِد فِناءً لِلاِلتِجاءِ ، تَوَحَّدتَ سَيِّدي بِالعِزِّ وَالعَلاءِ ، وتَفَرَّدتَ بِالوَحدانِيَّةِ وَالبَقاءِ ، وأَنتَ المُتَعَزِّزُ الفَردُ المُتعالِ ذُو المَجدِ ، فَلَكَ رَبِّيَ الحَمدُ ، لا يُواري مِنكَ مَكانٌ ولا يُغَيِّرُكُ زَمانٌ .
تَأَ لَّفتَ بِلُطفِكَ الفَرَقَ ، وفَلَقتَ بِقُدرَتِكَ الفَلَقَ ، وأَنَرتَ بِكَرَمِكَ دَياجِيَ الغَسَقِ ، وأَجرَيتَ الأَمواهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخيدِ ۶ عَذباً واُجاجاً ، وأَنهَرتَ مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً ، وجَعَلتَ لِلبَرِيَّةِ سِراجاً وَهّاجاً ، ولِلقَمَرِ وَالنُّجومِ أبراجاً ۷ ، مِن غَيرِ أن تُمارِسَ

1.القليل (خ ل) .

2.البَوائِقُ : أي الغوائل والشرور (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۰۳ «بوق») .

3.في بحار الأنوار : «... المُشفِقُ مِنَ الحِسابِ ، المُستَعيذُ مِن بَوائِقِ القِيامَةِ» .

4.في المصدر : «العزّة» ، وما اُثبتناه من بحار الأنوار . والغِرَّةُ : الغفلة (النهاية : ج ۳ ص ۳۵۴ «غرر») .

5.الكِنّ والكِنّة والكِنان : وِقاء كلّ شي‏ء وسِتره (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۶۰ «كنن») .

6.الصيخودُ : واحد الصياخيد وهي الصخرة الشديدةُ الصُلبة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۱۳ «صخد») .

7.في بحار الأنوار : «وجَعَلتَ الشَّمسَ للبريّة سراجاً وَهّاجاً وَالقَمَرَ والنجومَ أبراجاً» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27884
صفحه از 509
پرینت  ارسال به