417
کنز الدعاء المجلد الثانی

لَم يَرتَجِ لِنَفسِهِ بِوَسيلَةِ عَمَلِهِ .
إلهي ! فَأَنقِذني بِرَحمَتِكَ مِنَ المَهالِكِ ، وأَحلِلني دارَ الأَخيارِ ، وَاجعَلني مُرافِقَ الأَبرارِ ، وَاغفِر لي ذُنوبَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، يا مُطَّلِعاً عَلَى الأَسرارِ ، وَاحتَمِل عَنّي مَولاي أداءَ مَا افتَرَضتَ عَلَيَّ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ ، وَالإِخوانِ وَالأَخَواتِ ، بِلُطفِكَ وكَرَمِكَ ، يا عَلِيَّ المَلَكوتِ ، وأَشرِكنا في دُعاءِ مَنِ استُجيبَ لَهُ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، إنَّكَ عالِمٌ جَوادٌ كَريمٌ وَهّابٌ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطّاهِرينَ . ۱

۱۷۵۱.البلد الأمين : دُعاءٌ آخَرُ لِلسَّجّادِ عليه السلام :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لَم يُشهِد أحَداً حينَ فَطَرَ الأَرضَ وَالسَّماواتِ ، ولَا اتَّخَذَ مُعيناً حينَ بَرَأَ النَّسَماتِ ، لَم يُشارَك فِي الإِلهِيَّةِ ، ولَم يُظاهَر فِي الوَحدانِيَّةِ ، كَلَّتِ الأَلسُنُ عَن غايَةِ صِفَتِهِ ، وَالعُقولُ عَن كُنهِ ۲ مَعرِفَتِهِ ، وتَواضَعَتِ الجَبابِرَةُ لِهَيبَتِهِ ، وعَنَتِ الوُجوهُ لِخَشيَتِهِ ، وَانقادَ كُلُّ عَظيمٍ لِعَظَمَتِهِ ، فَلَهُ الحَمدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً ، ومُتَوالِياً مُستَوسِقاً ، وصَلاتُهُ عَلى‏ رَسولِهِ أبَداً ، وسَلامُهُ دائِماً سَرمَداً .
اللَّهُمَّ اجعَل أوَّلَ يَومي هذا صَلاحاً ، وأَوسَطَهُ فَلاحاً ، وآخِرَهُ نَجاحاً ، وأَعوذُ بِكَ مِن يَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ ، وأَوسَطُهُ جَزَعٌ ، وآخِرُهُ وَجَعٌ .
اللَّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ لِكُلِّ نَذرٍ نَذَرتُهُ ، وكُلِّ وَعدٍ وَعَدتُهُ ، وكُلِّ عَهدٍ عاهَدتُهُ ثُمَّ لَم أفِ بِهِ ، وأَسأَ لُكَ في حَملِ مَظالِمِ العِبادِ عَنّا ، فَأَيُّما عَبدٍ مِن عَبيدِكَ أو أمَةٍ مِن إمائِكَ ، كانَت لَهُ قِبَلي مَظلِمَةٌ ظَلَمتُها إيّاهُ ، في نَفسِهِ أو في عِرضِهِ ، أو في مالِهِ أو في أهلِهِ ووَلَدِهِ ، أو غيبَةٌ اغتَبتُهُ بِها ، أو تَحامُلٌ عَلَيهِ بِمَيلٍ أو هَوىً ، أو أ نَفَةٍ أو حَمِيَّةٍ ، أو رِياءٍ أو عَصَبِيَّةٍ ، غائِباً كانَ أو شاهِداً ، حَيّاً كانَ أو مَيِّتاً ، فَقَصُرَت يَدي وضاقَ وُسعي عَن رَدِّها إلَيهِ ،

1.البلد الأمين : ص ۱۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۱۷۱ ح ۱۹ .

2.كُنهُ الأمرِ : حَقيقَتُه ، وقيل : غايَتُه (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۶ «كنه») .


کنز الدعاء المجلد الثانی
416

لِكَشفِ اللَّوازِبِ ۱ ، لَكَ عَنَتِ الوُجوهُ فَلا تَرُدَّني مِنكَ بِالحِرمانِ ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحكُمُ ما تُريدُ .
إلهي وسَيِّدي ومَولايَ ! أيُّ رَبٍّ أرتَجيهِ [سِواكَ‏] ۲ ؟ أم أيُّ إلهٍ أقصِدُهُ إذا أ لَمَّ بِيَ النَّدَمُ ، وأَحاطَت بِيَ المَعاصي ونَكائِبُ خَوفِ النِّقَمِ ؟ وأَنتَ وَلِيُّ الصَّفحِ ومَأوَى الكَرَمِ .
إلهي ! أتُقيمُني مَقامَ التَّهَتُّكِ وأَنتَ جَميلُ السَّترِ ؟ ! وتَسأَ لُني عَنِ اقتِرافي عَلى‏ رُؤوسِ الأَشهادِ وقَد عَلِمتَ مَخبِيّاتِ السِّرِّ ؟ ! ۳ فَإِن كُنتُ إلهي مُسرِفاً عَلى‏ نَفسي ، مُخطِئاً عَلَيها بِانتِهاكِ الحُرُماتِ ، ناسِياً لِمَا اجتَرَمتُ مِنَ الهَفَواتِ ، فَأَنتَ لَطيفٌ تَجودُ عَلَى المُسرِفينَ بِرَحمَتِكَ ، وتَتَفَضَّلُ عَلَى الخاطِئينَ بِكَرَمِكَ ، فَارحَمني يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ؛ فَإِنَّكَ تُسَكِّنُ إلهي بِتَحَنُّنِكَ رَوعاتِ قُلوبِ الوَجِلينَ ، وتُحَقِّقُ بِتَطَوُّلِكَ أمَلَ الآمِلينَ ، وتُفيضُ سِجالَ عَطاياكَ عَلى‏ غَيرِ المُستَأهِلينَ ، فَآمِنّي بِرَجاءٍ لا يَشوبُهُ قُنوطٌ ، وأَمَلٍ لا يُكَدِّرُهُ يَأسٌ ، يا مُحيطاً بِكُلِّ شَي‏ءٍ عِلماً ، وقَد أصبَحتُ سَيِّدي وأَمسَيتُ عَلى‏ بابٍ مِن أبوابِ مِنَحِكَ سائِلاً ، وعَنِ التَّعَرُّضِ لِسِواكَ بِالمَسأَلَةِ عادِلاً ، ولَيسَ مِن جَميلِ امتِنانِكَ رَدُّ سائِلٍ مَأسورٍ مَلهوفٍ ، ومُضطَرٍّ لِانتِظارِ خَيرِكَ المَألوفِ .
إلهي ! أنتَ الَّذي عَجَزَتِ الأَوهامُ عَنِ الإِحاطَةِ بِكَ ، وكَلَّتِ الأَلسُنُ عَن نَعتِ ذاتِكَ ، فَبِآلائِكَ وطَولِكَ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ذُنوبي ، وأَوسِع عَلَيَّ مِن فَضلِكَ الواسِعِ ، رِزقاً واسِعاً حَلالاً طَيِّباً في عافِيَةٍ ، وأَقِلنِي العَثرَةَ يا غايَةَ أمَلِ الآمِلينَ ، وجَبّارَ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، وَالباقِيَ بَعدَ فَناءِ الخَلقِ أجمَعينَ ، ودَيّانَ ۴ يَومِ الدّينِ ، وأَنتَ مَولايَ ثِقَةُ مَن لَم يَثِق بِنَفسِهِ لِإِفراطِ حالِهِ ، وأَمَلُ مَن لَم يَكُن لَهُ تَأميلٌ لِكَثرَةِ زَلَلِهِ ، ورَجاءُ مَن

1.اللَّزبَةُ : الشِدَّةُ والضيقُ (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۳۸ «لزب») .

2.الزيادة من بحار الأنوار .

3.في المصدر : «السّتر» ، والتصويب من بحار الأنوار .

4.الدَيّان : القَهّار ، وقيل : هو الحاكم والقاضي (النهاية : ج ۲ ص ۱۴۸ «دين») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24325
صفحه از 509
پرینت  ارسال به