373
کنز الدعاء المجلد الثانی

لِيَلبَسوا مِن راحَتِهِ ومَنامِهِ ، فَيَكونَ ذلِكَ لَهُم جَماماً ۱ وقُوَّةً ، ولِيَنالوا بِهِ لَذَّةً وشَهوَةً .
وخَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبصِراً لِيَبتَغوا فيهِ مِن فَضلِهِ ، ولِيَتَسَبَّبوا إلى‏ رِزقِهِ ، ويَسرَحوا في أرضِهِ ، طَلَباً لِما فيهِ نَيلُ العاجِلِ مِن دُنياهُم ، ودَرَكُ الآجِلِ في اُخراهُم ، بِكُلِّ ذلِكَ يُصلِحُ شَأنَهُم ويَبلو أخبارَهُم ، ويَنظُرُ كَيفَ هُم في أوقاتِ طاعَتِهِ ، ومَنازِلِ فُروضِهِ ومَواقِعِ أحكامِهِ (لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى) . ۲
اللَّهُمَّ فَلَكَ الحَمدُ عَلى‏ ما فَلَقتَ لَنا مِنَ الإِصباحِ ، ومَتَّعتَنا بِهِ مِن ضَوءِ النَّهارِ ، وبَصَّرتَنا مِن مَطالِبِ الأَقواتِ ، ووَقَيتَنا فيهِ مِن طَوارِقِ الآفاتِ .
أصبَحنا وأَصبَحَتِ الأَشياءُ كُلُّها بِجُملَتِها لَكَ ، سَماؤُها وأَرضُها ، وما بَثَثتَ في كُلِّ واحِدٍ مِنهُما ، ساكِنُهُ ومُتَحَرِّكُهُ ، ومُقيمُهُ وشاخِصُهُ ، وما عَلا فِي الهَواءِ وما كَنَّ ۳ تَحتَ الثَّرى‏ .
أصبَحنا في قَبضَتِكَ ، يَحوينا مُلكُكَ وسُلطانُكَ ، وتَضُمُّنا مَشِيَّتُكَ ، ونَتَصَرَّفُ عَن أمرِكَ ، ونَتَقَلَّبُ في تَدبيرِكَ ، لَيسَ لَنا مِنَ الأَمرِ إلّا ما قَضَيتَ ، ولا مِنَ الخَيرِ إلّا ما أعطَيتَ ، وهذا يَومٌ حادِثٌ جَديدٌ وهُوَ عَلَينا شاهِدٌ عَتيدٌ ، إن أحسَنّا وَدَّعَنا بِحَمدٍ ، وإن أسَأنا فارَقَنا بِذَمٍّ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَارزُقنا حُسنَ مُصاحَبَتِهِ ، وَاعصِمنا مِن سوءِ مُفارَقَتِهِ بِارتِكابِ جَريرَةٍ ۴ أوِ اقتِرافِ صَغيرَةٍ أو كَبيرَةٍ ، وأَجزِل لَنا فيهِ مِنَ الحَسَناتِ ، وأَخلِنا فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ ، وَاملَأ لَنا ما بَينَ طَرَفَيهِ حَمداً وشُكراً وأَجراً وذُخراً وفَضلاً وإحساناً .
اللَّهُمَّ يَسِّر عَلَى الكِرامِ الكاتِبينَ مَؤُونَتَنا ، وَاملَأ لَنا مِن حَسَناتِنا صَحائِفَنا ، ولا تُخزِنا

1.الجَمام - بالفتح - : الراحة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۰۵ «جمم») .

2.النجم : ۳۱ .

3.كنّ : استتر (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۶ «كنن») .

4.الجريرةُ : الجناية والذنب (النهاية : ج ۱ ص ۲۵۸ «جرر») .


کنز الدعاء المجلد الثانی
372

ثُمَّ يُقَبِّلُ السُّبحَةَ ويَضَعُها عَلى‏ عَينَيهِ ويَقولُ :
«اللَّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُّربَةِ وبِحَقِّ صاحِبِها ، وبِحَقِّ جَدِّهِ ، وبِحَقِّ أبيهِ ، وبِحَقِّ اُمِّهِ ، وبِحَقِّ أخيهِ ، وبِحَقِّ وُلدِهِ الطّاهِرينَ ، اِجعَلها شِفاءً مِن كُلِّ داءٍ ، وأَماناً مِن كُلِّ خَوفٍ ، وحِفظاً مِن كُلِّ سوءٍ» ، ثُمَّ يَضَعُها في جَيبِهِ ۱ ، فَإِن فَعَلَ ذلِكَ فِي الغَداةِ فَلا يَزالُ في أمانِ اللَّهِ حَتَّى العِشاءِ ، وإن فَعَلَ ذلِكَ فِي العِشاءِ فَلا يَزالُ في أمانِ اللَّهِ حَتَّى الغَداةِ . ۲

۱۶۵۷.الإمام الحسين عليه السلام - مِن دُعائِهِ إذا أصبَحَ وأَمسى‏ - :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللَّهِ وبِاللَّهِ ، ومِنَ اللَّهِ ، وإلَى اللَّهِ ، وفي سَبيلِ اللَّهِ ، وعَلى‏ مِلَّةِ رَسولِ اللَّهِ ، وتَوَكَّلتُ عَلَى اللَّهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، اللَّهُمَّ إنّي أسلَمتُ نَفسي إلَيكَ ، ووَجَّهتُ وَجهي إلَيكَ ، وفَوَّضتُ أمري إلَيكَ ، إيّاكَ أسأَلُ العافِيَةَ مِن كُلِّ سوءٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
اللَّهُمَّ إنَّكَ تَكفيني مِن كُلِّ أحَدٍ ، ولا يَكفيني أحَدٌ مِنكَ ، فَاكفِني مِن كُلِّ أحَدٍ ما أخافُ وأَحذَرُ ، وَاجعَل لي مِن أمري فَرَجاً ومَخرَجاً ، إنَّكَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ ، وتَقدِرُ ولا أقدِرُ ، وأَنتَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۳

۱۶۵۸.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ - :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي خَلَقَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ ، ومَيَّزَ بَينَهُما بِقُدرَتِهِ ، وجَعَلَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما حَدّاً مَحدوداً ، وأَمَداً مَمدوداً ، يولِجُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُما في صاحِبِهِ ، ويولِجُ صاحِبَهُ فيهِ بِتَقديرٍ مِنهُ لِلعِبادِ فيما يَغذوهُم بِهِ ، ويُنشِئُهُم عَلَيهِ .
فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيلَ لِيَسكُنوا فيهِ مِن حَرَكاتِ التَّعَبِ ونَهَضاتِ النَّصَبِ ، وجَعَلَهُ لِباساً

1.في بحار الأنوار : «جَبِينِهِ» .

2.فلاح السائل : ص ۳۹۲ ح ۲۶۶ ، مصباح المتهجّد : ص ۹۲ ح ۱۵۰ ، الأمان : ص ۵۰ ، البلد الأمين : ص ۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۲۷۶ ح ۴۱ .

3.مهج الدعوات : ص ۱۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۳۱۳ ح ۶۵ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26559
صفحه از 509
پرینت  ارسال به