323
کنز الدعاء المجلد الثانی

قَد مَلَكَ الشَّيطانُ عِناني في سوءِ الظَّنِّ وضَعفِ اليَقينِ ، فَأَنَا أشكو سوءَ مُجاوَرَتِهِ لي ، وطاعَةَ نَفسي لَهُ ، وأَستَعصِمُكَ مِن مَلَكَتِهِ ، وأَتَضَرَّعُ إلَيكَ في صَرفِ كَيدِهِ عَنّي .
وأَسأَ لُكَ في أن تُسَهِّلَ إلى‏ رِزقي سَبيلاً ، فَلَكَ الحَمدُ عَلَى ابتِدائِكَ بِالنِّعَمِ الجِسامِ ، وإلهامِكَ الشُّكرَ عَلَى الإِحسانِ وَالإِنعامِ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وسَهِّل عَلَيَّ رِزقي ، وأَن تُقَنِّعَني بِتَقديرِكَ لي ، وأَن تُرضِيَني بِحِصَّتي فيما قَسَمتَ لي ، وأَن تَجعَلَ ما ذَهَبَ مِن جِسمي وعُمُري في سَبيلِ طاعَتِكَ ، إنَّكَ خَيرُ الرّازِقينَ .
اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن نارٍ تَغَلَّظتَ ۱ بِها عَلى‏ مَن عَصاكَ ، وتَوَعَّدتَ بِها مَن صَدَفَ ۲ عَن رِضاكَ ، ومِن نارٍ نورُها ظُلمَةٌ ، وهَيِّنُها أليمٌ ، وبَعيدُها قَريبٌ ، ومِن نارٍ يَأكُلُ بَعضَها بَعضٌ ، ويَصولُ ۳ بَعضُها عَلى‏ بَعضٍ ، ومِن نارٍ تَذَرُ العِظامَ رَميماً ۴ ، وتَسقي أهلَها حَميماً ۵ ، ومِن نارٍ لا تُبقي عَلى‏ مَن تَضَرَّعَ إلَيها ، ولا تَرحَمُ مَنِ استَعطَفَها ، ولا تَقدِرُ عَلَى التَّخفيفِ عَمَّن خَشَعَ لَها وَاستَسلَمَ إلَيها ، تَلقى‏ سُكّانَها بِأَحَرِّ ما لَدَيها ، مِن أليمِ النَّكالِ ۶ وشَديدِ الوَبالِ ۷ .
وأَعوذُ بِكَ مِن عَقارِبِهَا الفاغِرَةِ ۸ أفواهُها ، وحَيّاتِهَا الصّالِقَةِ ۹ بِأَنيابِها ، وشَرابِهَا الَّذي يَقطَعُ أمعاءَ وأَفئِدَةَ سُكّانِها ، ويَنزِعُ قُلوبَهُم ، وأَستَهديكَ لِما باعَدَ مِنها ، وأَخَّرَ عَنها .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَجِرني مِنها بِفَضلِ رَحمَتِكَ ، وأَقِلني عَثَراتي بِحُسنِ إقالَتِكَ ، ولا تَخذُلني يا خَيرَ المُجيرينَ .
اللَّهُمَّ إنَّكَ تَقِي الكَريهَةَ وتُعطِي الحَسَنَةَ ، وتَفعَلُ ما تُريدُ وأَنتَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .

1.غليظٌ : شديدٌ وصعبٌ (لسان العرب : ج ۷ ص ۴۴۹ «غلظ») .

2.صَدَفَ : أي أعرض (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۴ «صدف») .

3.أصولُ : أسطُو وأقهر ، والصولَةُ : الحملة والوثبة (النهاية : ج ۳ ص ۶۱ «صول») .

4.الرِمَّةُ والرّميم : العظم البالي (النهاية : ج ۲ ص ۲۶۷ «رمم») .

5.الحَميمُ : الماءُ الحارّ (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۵ «حمم») .

6.النَّكالُ : العقوبة (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۷ «نكل») .

7.الوَبالُ : الوخامةُ وسوء العاقبة (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۰۱ «وبل») .

8.يَفغرُ فاهُ : أي يفتحه (النهاية : ج ۳ ص ۴۶۰ «فغر») .

9.صَلَقَ نابه يَصلِقُه صَلقاً : حكّه بالآخر فحدث بينهما صوت (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۲۰۵ «صلق») .


کنز الدعاء المجلد الثانی
322

وأَنتَ أولى‏ مَن رَجاهُ ، وأَحَقُّ مَن خَشِيَهُ وَاتَّقاهُ ، فَأَعطِني يا رَبِّ ما رَجَوتُ ، وآمِنّي ما حَذِرتُ ، وعُد عَلَيَّ بِعائِدَةِ رَحمَتِكَ ، إنَّكَ أكرَمُ المَسؤولينَ .
اللَّهُمَّ وإذ سَتَرتَني بِعَفوِكَ ، وتَغَمَّدتَني بِفَضلِكَ في دارِ الفَناءِ بِحَضرَةِ الأَكفاءِ ۱ ، فَأَجِرني مِن فَضيحاتِ دارِ البَقاءِ ، عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، وَالرُّسُلِ المُكَرَّمينَ ، وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ ، مِن جارٍ كُنتُ اُكاتِمُهُ سَيِّئاتي ، ومِن ذي رَحِمٍ كُنتُ أحتَشِمُ ۲ مِنهُ في سَريراتي .
لَم أثِق بِهِم رَبِّ فِي السِّترِ عَلَيَّ ، ووَثِقتُ بِكَ رَبِّ فِي المَغفِرَةِ لي ، وأَنتَ أولى‏ مَن وُثِقَ بِهِ ، وأَعطى‏ مَن رُغِبَ إلَيهِ ، وأَرأَفُ مَنِ استُرحِمَ ، فَارحَمني .
اللَّهُمَّ وأَنتَ حَدَرتَني ۳ ماءً مَهيناً ، مِن صُلبٍ مُتَضائِقِ العِظامِ ، حَرِجِ المَسالِكِ إلى‏ رَحِمٍ ضَيِّقَةٍ ، سَتَرتَها بِالحُجُبِ ، تُصَرِّفُني حالاً عَن حالٍ ، حَتَّى انتَهَيتَ بي إلى‏ تَمامِ الصّورَةِ ، وأَثبَتَّ فِيَّ الجَوارِحَ كَما نَعَتَّ في كِتابِكَ «نُطفَةً ، ثُمَّ عَلَقَةً ، ثُمَّ مُضغَةً ، ثُمَّ عِظاماً ، ثُمَّ كَسَوتَ العِظامَ لَحماً ، ثُمَّ أنشَأتَني خَلقاً آخَرَ» ۴ كَما شِئتَ .
حَتّى‏ إذَا احتَجتُ إلى‏ رِزقِكَ ، ولَم أستَغنِ عَن غِياثِ ۵ فَضلِكَ ، جَعَلتَ لي قوتاً مِن فَضلِ طَعامٍ وشَرابٍ أجرَيتَهُ لِأَمَتِكَ الَّتي أسكَنتَني جَوفَها ، وأَودَعتَني قَرارَ رَحِمِها ، ولَو تَكِلُني يا رَبِّ في تِلكَ الحالاتِ إلى‏ حَولي ، أو تَضطَرُّني إلى‏ قُوَّتي ، لَكانَ الحَولُ عَنّي مُعتَزِلاً ، ولَكانَتِ القُوَّةُ مِنّي بَعيدَةً ، فَغَذَوتَني بِفَضلِكَ غِذاءَ البَرِّ اللَّطيفِ ، تَفعَلُ ذلِكَ بي تَطَوُّلاً عَلَيَّ إلى‏ غايَتي هذِهِ ، لا أعدَمُ بِرَّكَ ، ولا يُبطِئُ بي حُسنُ صَنيعِكَ ، ولا تَتَأَكَّدُ مَعَ ذلِكَ ثِقَتي فَأَتَفَرَّغَ لِما هُوَ أحظى‏ لي عِندَكَ .

1.الأَكفاء : الأمثال (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۹ «كفأ») .

2.أحتشمُ : أي أستحي وأنقبض (النهاية : ج ۱ ص ۳۹۱ «حشم») .

3.يحدُر ويتحادر : أي ينزل ويقطر (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۳ «حدر») .

4.إشارة إلى الآيتين : ۱۳ و ۱۴ من سورة المؤمنون .

5.الغياث ، من الإغاثة : الإعانة (النهاية : ج ۳ ص ۳۹۲ «غوث») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26513
صفحه از 509
پرینت  ارسال به