321
کنز الدعاء المجلد الثانی

لِإِضلالي فَأَمهَلتَهُ ، فَأَوقَعَني وقَد هَرَبتُ إلَيكَ مِن صَغائِرِ ذُنوبٍ موبِقَةٍ ۱ ، وكَبائِرِ أعمالٍ مُردِيَةٍ ۲ .
حَتّى‏ إذا قارَفتُ ۳ مَعصِيَتَكَ ، وَاستَوجَبتُ بِسوءِ سَعيي سَخطَتَكَ ، فَتَلَ ۴ عَنّي عِذارَ غَدرِهِ وتَلَقّاني بِكَلِمَةِ كُفرِهِ ، وتَوَلَّى البَراءَةَ مِنّي ، وأَدبَرَ مُوَلِّياً عَنّي ، فَأَصحَرَني ۵ لِغَضَبِكَ فَريداً ، وأَخرَجَني إلى‏ فِناءِ نَقِمَتِكَ طَريداً ، لا شَفيعٌ يَشفَعُ لي إلَيكَ ، ولا خَفيرٌ ۶ يُؤمِنُني عَلَيكَ ، ولا حِصَنٌ يَحجُبُني عَنكَ ، ولا مَلاذٌ ألجَأُ إلَيهِ مِنكَ .
فَهذا مَقامُ العائِذِ بِكَ ، ومَحَلُّ المُعتَرِفِ لَكَ ، فَلا يَضيقَنَّ عَنّي فَضلُكَ ، ولا يَقصُرَنَّ دوني عَفوُكَ ، ولا أكُن أخيَبَ عِبادِكَ التّائِبينَ ، ولا أقنَطَ وُفودِكَ الآمِلينَ ، وَاغفِر لي ، إنَّكَ خَيرُ الغافِرينَ .
اللَّهُمَّ إنَّكَ أمَرتَني فَتَرَكتُ ، ونَهَيتَني فَرَكِبتُ ، وسَوَّلَ لِيَ الخَطاءَ خاطِرُ السّوءِ فَفَرَّطتُ، ولا أستَشهِدُ عَلى‏ صِيامي نَهاراً ، ولا أستَجيرُ بِتَهَجُّدي لَيلاً ، ولا تُثني عَلَيَّ بِإِحيائِها سُنَّةٌ ، حاشى‏ فُروضِكَ الَّتي مَن ضَيَّعَها هَلَكَ ، ولَستُ أتَوَسَّلُ إلَيكَ بِفَضلِ نافِلَةٍ مَعَ كَثيرِ ما أغفَلتُ مِن وَظائِفِ فُروضِكَ ، وتَعَدَّيتُ عَن مَقاماتِ حُدودِكَ إلى‏ حُرُماتٍ انتَهَكتُها ، وكَبائِرِ ذُنوبٍ اجتَرَحتُها ۷ ، كانَت عافِيَتُكَ لي مِن فَضائِحِها سِتراً .
وهذا مَقامُ مَنِ استَحيا لِنَفسِهِ مِنكَ ، وسَخِطَ عَلَيها ، ورَضِيَ عَنكَ ، فَتَلَقّاكَ بِنَفسٍ خاشِعَةٍ ، ورَقَبَةٍ خاضِعَةٍ ، وظَهرٍ مُثقَلٍ مِنَ الخَطايا ، واقِفاً بَينَ الرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَّهبَةِ مِنكَ ،

1.المُوبِقُ : أي المُهلِكُ (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۶ «وبق») .

2.تُرديه : أي توقعه في مهلكة (النهاية : ج ۲ ص ۲۱۶ «ردا») .

3.قرفَ الذنب واقترفه : إذا عمله (النهاية : ج ۴ ص ۴۵ «قرف») .

4.فتله : أي صرفه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۸۸ «فتل») .

5.أصحر : أخرج (الصحاح : ج ۲ ص ۷۰۸ «صحر») .

6.خَفير : أي حامي وكفيل (النهاية : ج ۲ ص ۵۲ «خفر») .

7.اجترَحَ : أي اكتسب (الصحاح : ج ۱ ص ۳۵۸ «جرح») .


کنز الدعاء المجلد الثانی
320

وأَقِلني عَثرَتي ، وَارحَم غُربَتي ووَحشَتي ووَحدَتي في قَبري ، ها أنَا ذا يا رَبِّ بِرُمَّتي ۱ .
ويَأخُذُ بِتَلابيبِهِ ثُمَّ يَركَعُ . ۲

۱۵۴۵.الإمام زين العابدين عليه السلام - مِن دُعائِهِ عليه السلام بَعدَ الفَراغِ مِن صَلاةِ اللَّيلِ لِنَفسِهِ فِي الاِعتِرافِ بِالذَّنبِ - :
اللَّهُمَّ يا ذَا المُلكِ المُتَأَبِّدِ بِالخُلودِ ، وَالسُّلطانِ المُمتَنِعِ بِغَيرِ جُنودٍ ولا أعوانٍ ، وَالعِزِّ الباقي عَلى‏ مَرِّ الدُّهورِ ، وخَوالِي الأَعوامِ ، ومَواضِي الأَزمانِ وَالأَيّامِ ، عَزَّ سُلطانُكُ عِزّاً لاحَدَّ لَهُ بِأَوَّلِيَّةٍ ، ولا مُنتَهى‏ لَهُ بِآخِرِيَّةٍ ، وَاستَعلى‏ مُلكُكَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الأَشياءُ دونَ بُلوغِ أمَدِهِ ، ولا يَبلُغُ أدنى‏ مَا استَأثَرتَ بِهِ مِن ذلِكَ أقصى‏ نَعتِ النّاعِتينَ .
ضَلَّت فيكَ الصِّفاتُ ، وتَفَسَّخَت دونَكَ النُّعوتُ ، وحارَت في كِبرِيائِكَ لَطائِفُ الأَوهامِ .
كَذلِكَ أنتَ اللَّهُ الأَوَّلُ في أوَّلِيَّتِكَ ، وعَلى‏ ذلِكَ أنتَ دائِمٌ لا تَزولُ وأَ نَا العَبدُ الضَّعيفُ عَمَلاً ، الجَسيمُ أمَلاً ، خَرَجَت مِن يَدَيَّ أسبابُ الوُصُلاتِ إلّا ما وَصَلَهُ رَحمَتُكَ ، وتَقَطَّعَت عَنّي عِصَمُ الآمالِ إلّا ما أنَا مُعتَصِمٌ بِهِ مِن عَفوِكَ ، قَلَّ عِندي ما أعتَدُّ بِهِ مِن طاعَتِكَ ، وكَثُرَ عَلَيَّ ما أبوءُ ۳ بِهِ مِن مَعصِيَتِكَ ، ولَن يَضيقَ عَلَيكَ عَفوٌ عَن عَبدِكَ وإن أساءَ ، فَاعفُ عَنّي .
اللَّهُمَّ وقَد أشرَفَ عَلى‏ خَفايَا الأَعمالِ عِلمُكَ ، وَانكَشَفَ كُلُّ مَستورٍ دونَ خُبرِكَ ، ولا تَنطَوي عَنكَ دَقائِقُ الاُمورِ ، ولا تَعزُبُ ۴ عَنكَ غَيِّباتُ السَّرائِرِ .
وقَدِ استَحوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ الَّذِي استَنظَرَكَ لِغَوايَتي فَأَنظَرتَهُ ، وَاستَمهَلَكَ إلى‏ يَومِ الدّينِ

1.الرُّمّة - بالضم - : قطعة حبل يشدّ بها الأسير أو القاتل إذا قيدَ إلى القصاص ، أي يسلّم إليهم بالحبل الذي شدّ به تمكيناً لهم منه ؛ لئلاً يهرب ، ثمّ اتّسعوا فيه حتّى قالوا : أخذت الشي‏ء برُمّته أي كلّه (النهاية : ج ۲ ص ۲۶۶ «رمم») .

2.تاريخ دمشق : ج ۵۴ ص ۳۵۳ عن محمّد بن الحنفيّة .

3.أباءَ : أي أقرّ (الصحاح : ج ۱ ص ۳۸ «بوأ») .

4.عَزُبَ : أي بعد وغاب (الصحاح : ج ۱ ص ۱۸۱ «عزب») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26515
صفحه از 509
پرینت  ارسال به