305
کنز الدعاء المجلد الثانی

أعظَمُ ، ومُلكَكَ أدوَمُ مِن أن يَزيدَ فيهِ طاعَةُ المُطيعينَ ، أو يَنقُصَ مِنهُ مَعصِيَةُ المُذنِبينَ ، فَاغفِر لي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَيتِهِ ، وَاجزِهِ عَنّا أفضَلَ ما جَزَيتَ المُرسَلينَ يا رَبَّ العالَمينَ . ۱

۲۰ / ۹

الدُّعاءُ المَأثورُ في صَلاةِ اللَّيلِ‏

۱۵۱۷.بحار الأنوار : فَإِذا فَرَغَ مِن هاتَينِ الرَّكعَتَينِ ۲ قالَ بَعدَهُما ما كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَدعو بِهِ وهُوَ :
إلهي ! نُمتُ القَليلَ فَنَبَّهَني قَولُكَ المُبينُ : (تَتَجَافَى‏ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَ طَمَعًا وَ مِمَّا رَزَقْنَهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءَ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)۳ .
فَجانَبتُ لَذيذَ الرُّقادِ بِتَحَمُّلِ ثِقلِ السُّهادِ ۴ ، وتَجافَيتُ طيبَ المَضجَعِ بِانسكِابِ غَزيرِ المَدمَعِ ، ووَطِئتُ الأَرضَ بِقَدَمَيَّ ، وبُؤتُ إلَيكَ بِذَنبي ، ووَقَفتُ بَينَ يَدَيكَ قائِماً وقاعِداً ، وتَضَرَّعتُ إلَيكَ راكِعاً وساجِداً ودَعَوتُكَ خَوفاً وطَمَعاً ، ورَغِبتُ إلَيكَ والِهاً ۵ مُتَحَيِّراً .
اُناديكَ بِقَلبٍ قَريحٍ ، واُناجيكَ بِدَمعٍ سَفوحٍ ، وأَعوذُ بِكَ مِن قُوَّتي ، وأَلوذ بِكَ مِن جُرأتي ، وأَستَجيرُ بِكَ مِن جَهلي ، وأَتَعَلَّقُ بِعُرى‏ أسبابِكَ مِن ذَنبي ، وأَعمُرُ بِذِكرِكَ قَلبي .
إلهي ! لَو عَلِمَتِ الأَرضُ بِذُنوبي لَساخَت بي ، وَالسَّماواتُ لَاختَطَفَتني ، وَالبِحارُ

1.بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۲۲۹ ح ۴۲ نقلاً عن كتاب المحاسن .

2.أي من الركعتين الاُولَيَينِ من صلاة الليل .

3.السجدة : ۱۶ و ۱۷ .

4.السُّهاد : الأرق (الصحاح : ج ۲ ص ۴۹۲ «سهد») .

5.الوَلَهُ : ذَهاب العقلِ والتحيّرِ من شدّة الوجد (النهاية : ج ۵ ص ۲۲۷ «وله») .


کنز الدعاء المجلد الثانی
304

۱۵۱۶.بحار الأنوار ۱ : كانَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام إذا قامَ إلى‏ مِحرابِهِ فِي اللَّيلِ قالَ :
اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقتَني سَوِيّاً ، ورَبَّيتَني صَبِيّاً ، وجَعَلتَني غَنِيّاً مَكفِيّاً ، اللَّهُمَّ إنّي وَجَدتُ فيما أنزَلتَهُ في كِتابِكَ ، وبَشَّرتَ بِهِ عِبادَكَ ، أن قُلتَ : (يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنِيبُواْ إِلَى‏ رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)۲ وقَد كانَ مِنِّي اللَّهُمَّ ما عَلِمتَ وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، فَوا سَوأَتاه مِمّا أحصاهُ كِتابُكَ ! فَلَولَا المَواقِفُ الَّتي أرجو فيها عَفوَكَ ، الَّذي شَمَلَ كُلَّ شَي‏ءٍ لَأَلقَيتُ بِيَدي ، ولَو أنَّ أحَداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن ذَنبِهِ لَكُنتُ أنَا أحَقُّ بِالهَرَبِ مِنهُ ، حَيثُ لا يَقدِرُ ، ولكِن كَيفَ لي بِذلِكَ وأَنتَ لا يَعزُبُ عَنكَ مِثقالُ ذَرَّةٍ إلّا أتَيتَ بِها ؟ ! وكَفى‏ بِكَ جازِياً ، وكَفى‏ بِكَ حَسيباً .
اللَّهُمَّ إنَّكَ طالِبي إن هَرَبتُ ، ومُدرِكي إن فَرَرتُ ، فَها أنَا بَينَ يَدَيكَ عَبدٌ ذَليلٌ خاضِعٌ راغِمٌ ، إن تُعَذِّبني فَإِنّي لِذلِكَ أهلٌ ، وهُوَ يا رَبِّ مِنكَ عَدلٌ ، وإن تَغفِر فَإِنَّكَ تَغفِرُ قَبيحاً ، فَلتَسَعني رَحمَتُكَ وعَفوُكَ ، وأَلبِسني عافِيَتَكَ .
وأَسأَ لُكَ بِالحُسنى‏ مِن أسمائِكَ ، وبِما وارَتِ الحُجُبُ مِن بَهائِكَ ، أو تَرحَمَ هذِهِ النَّفسَ الجَزوعَةَ ۳ ، وهذَا البَدَنَ الهَلوعَ ۴ ، الَّذي لا يَستَطيعُ حَرَّ شَمسِكَ فَكَيفَ يَستَطيعُ حَرَّ نارِكَ ؟ ! وَالَّذي لا يَستَطيعُ صَوتَ رَعدِكَ فَكَيفَ يَستَطيعُ صَوتَ غَضَبِكَ ؟ ! فَارحَمنِيَ اللَّهُمَّ إنِّي امرُؤٌ فَقيرٌ حَقيرٌ ، وخَطَري يَسيرٌ ، إن تُعَذِّبني فَلَم يَزِد عَذابي في مُلكِكَ مِثقالَ ذَرَّةٍ ، ولَو كانَ ذلِكَ لَسَأَلتُكَ الصَّبرَ عَلى‏ ذلِكَ ، وأَحبَبتُ أن يَكونَ المُلكُ لَكَ ، ولكِنَّ سُلطانَكَ

1.هذا هو الدّعاء الخمسون من أدعية الصّحيفة السّجادية مع اختلافات يسيرة بين النصّين . هذا ولم أجد الدعاء في المحاسن المطبوعة .

2.الزمر : ۵۳ و ۵۴ .

3.الجَزَعُ : نقيض الصبر (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۹۶ «جزع») .

4.الهَلَعُ : أفحش الجزع (الصحاح : ج ۳ ص ۱۳۰۸ «هلع») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24172
صفحه از 509
پرینت  ارسال به