257
کنز الدعاء المجلد الثانی

بَدَني ، ورَزَقتَنِي السَّلامَةَ في ديني ، فَإِنّي أسأَ لُكَ وأَ نَا واثِقٌ بِإِجابَتِكَ إيّايَ في مَسأَلَتي ، وأَدعوكَ وأَ نَا عالِمٌ بِاستِماعِكَ دَعوَتي ، فَاستَمِع دُعائي ، ولَا تَقطَع رَجائي ، ولا تَرُدَّ ثَنائي ، ولا تُخَيِّب دُعائي ، أنَا مُحتاجٌ إلى‏ رِضوانِكَ وفَقيرٌ إلى‏ غُفرانِكَ ، أسأَ لُكَ ولا آيَسُ مِن رَحمَتِكَ ، وأَدعوكَ وأَ نَا غَيرُ مُحتَرِزٍ مِن سَخطَتِكَ ، رَبِّ فَاستَجِب لي وَامنُن عَلَيَّ بِعَفوِكَ ، تَوَفَّني مُسلِماً وأَلحِقني بِالصّالِحينَ .
رَبِّ لا تَمنَعني فَضلَكَ يا مَنّانُ ، ولا تَكِلني إلى‏ نَفسي مَخذولاً يا حَنّانُ ، رَبِّ ارحَم عِندَ فِراقِ الأَحِبَّةِ صَرعَتي ، وعِندَ سُكونِ القَبرِ وَحدَتي ، وفي مَفازَةِ ۱ القِيامَةِ غُربَتي ، وبَينَ يَدَيكَ مَوقوفاً لِلحِسابِ فاقَتي ، رَبِّ أستَجيرُكَ مِنَ النّارِ فَأَجِرني ، رَبِّ أعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ فَأَعِذني ، رَبِّ أفزَعُ إلَيكَ مِنَ النّارِ فَأَبعِدني ، رَبِّ أستَرحِمُكَ مَكروبَاً فَارحَمني ، رَبِّ أستَغفِرُكَ لِما جَهِلتُ فَاغفِر لي ، ربِّ قَد أبرَزَنِي الدُّعاءُ لِلِحاجَةِ إلَيكَ فَلا تُؤيِسني ، يا كَريمُ يا ذَا الآلاءِ وَالإِحسانِ وَالتَّجاوُزِ .
سَيِّدي ، يا بَرُّ يا رَحيمُ ، اِستَجِب بَينَ المُتَضَرِّعينَ إلَيكَ دَعوَتي ، وَارحَم بَينَ المُنتَحِبينَ بِالعَويلِ عَبرَتي ، وَاجعَل في لِقائِكَ يَومَ الخُروجِ مِنَ الدُّنيا راحَتي ، وَاستُر بَينَ الأَمواتِ - يا عَظيمَ الرَّجاءِ - عَورَتي ، وَاعطِف عَلَيَّ عِندَ التَّحَوُّلِ وحيداً إلى‏ حُفرَتي ، إنَّكَ أمَلي ومَوضِعُ طَلِبَتي ، وَالعارِفُ بِما اُريدُ في تَوجيهِ مَسأَلَتي ، فَاقضِ يا قاضِيَ الحاجاتِ حاجَتي ، فَإِلَيكَ المُشتَكى‏ وأَنتَ المُستَعانُ وَالمُرتَجى‏ .
أفِرُّ إلَيكَ هارِباً مِن الذُّنوبِ فَاقبَلني ، وأَلتَجِئُ مِن عَدلِكَ إلى‏ مَغفِرَتِكَ فَأَدرِكني ، وأَلتاذُ بِعَفوِكَ مِن بَطشِكَ فَامنَعني ، وأَستَروِحُ رَحمَتَكَ مِن عِقابِكَ فَنَجِّني ، وأطلُبُ القُربَةَ مِنكَ بِالإِسلامِ فَقَرِّبني ، ومِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ فَآمِنّي ، وفي ظِلِّ عَرشِكَ فَظَلِّلني ، وَكِفلَينِ ۲ مِن

1.المفازَةُ : البرّيَّةُ القَفرُ ، سمّيت بذلك لأنّها مُهلِكَةٌ ، من فوّز ، إذا مات (النهاية : ج ۳ ص ۴۷۸ «فوز») .

2.الكِفْلُ : الضِّعفُ والحَظُّ والنصيب ، وكفلين من رحمته : أي نصيبين منها (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۸۲ «كفل») .


کنز الدعاء المجلد الثانی
256

في بَطشِهِ ، الرَّفيعِ فَوقَ عَرشِهِ ، المُطَّلِعِ عَلى‏ خَلقِهِ ، وَالبالِغِ لِما أرادَ مِن عِلمِهِ .
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي بِكَلِماتِهِ قامَتِ السَّماواتُ الشِّدادُ ، وثَبَتَتِ الأَرَضونَ المِهادُ ، وَانتَصَبَتِ الجِبالُ الرّواسِي الأَوتادُ ، وجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ ، وسارَ في جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ ، ووَقَفَت عَلى‏ حُدُودِهَا البِحارُ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن مَخافَتِهِ ، وَانقَمَعَتِ الأَربابُ لِرُبوبِيَّتِهِ ، تَبارَكتَ يا مُحصِيَ قَطرِ المَطَرِ ، ووَرَقِ الشَّجَرِ ، ومُحيِيَ أجسادِ المَوتى‏ لِلحَشرِ .
سُبحانَكَ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، ما فَعَلتَ بِالغَريبِ الفَقيرِ إذَا أتاكَ مُستَجيراً مُستَغيثاً ، ما فَعَلتَ بِمَن أناخَ بِفِنائِكَ ، وتَعَرَّضَ لِرِضاكَ ، وغَدَا إلَيكَ فَجَثا بَينَ يَدَيكَ ، يَشكو إلَيكَ ما لا يَخفى‏ عَلَيكَ ، فَلا يَكونَنَّ يا رَبِّ حَظّي مِن دُعائِي الحِرمانَ ، ولا نَصيبي مِمّا أرجو مِن مَنِّكَ الخِذلانَ ، يا مَن لَم يَزَل ولا ۱ يَزالُ ولا يَزول ، كَما لَم يَزَل قائِماً عَلى‏ كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَت .
يا مَن جَعَلَ أيّامَ الدُّنيا تَزولُ ، وشُهورَها تَحولُ ، وسِنينَها تَدورُ ، وأَنتَ الدّائِمُ لا تُبليكَ الأَزمانُ ، ولا تُغَيِّرُكَ الدُّهورُ ، يا مَن كُلُّ يَومٍ عِندَهُ جَديدٌ ، وكُلُّ رِزقٍ عِندَهُ عَتيدٌ ۲ ، لِلضَّعيفِ وَالقَوِيِّ وَالشَّديدِ ، قَسَمتَ الأَرزاقَ بَينَ الخَلائِقِ ، فَسَوَّيتَ بَينَ الذَّرَّةِ ۳ وَالعُصفورِ .
اللَّهُمَّ إذا ضاقَ المُقامُ بِالنّاسِ فَنَعوذُ بِكَ في ضيقِ المُقامِ ، اللَّهُمَّ إذا طالَ يَومُ القِيامَةِ عَلَى المُجرِمينَ ، فَقَصِّر ذلِكَ اليَومَ عَلَينا كَما بَينَ الصَّلاةِ إلَى الصَّلاةِ ، اللَّهُمَّ إذا دَنَتِ الشَّمسُ مِنَ الجَماجِمِ فَكانَ بَينَها وبَينَ الجَماجِمِ مِقدارُ ميلٍ ، وزيدَ في حَرِّها حَرُّ عَشَرِ سِنينَ ، فَإِنّا نَسأَ لُكَ أن تُظِلَّنَا بِالغَمامِ ، وتَنصِبَ لَنَا المَنابِرَ وَالكَراسِيَّ نَجلِسُ عَلَيها وَالنّاسُ يَنطَلِقونَ فِي المُقامِ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ .
أسأَ لُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ المَحامِدِ إلّا غَفَرتَ لي وتَجاوَزتَ عَنّي ، وأَلبَستَنِي العافِيَةَ في

1.في الطبعة المعتمدة : «لم يزال» وهو تصحيف ، وما أثبتناه من الطبعة السابقة .

2.شي‏ءٌ عَتيدٌ : مُعَدٌّ حاضر (لسان العرب : ج ۳ ص ۲۷۹ «عتد») .

3.الذَرُّ : النمل الأحمر الصغير (النهاية : ج ۲ ص ۱۵۷ «ذرر») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدی‌ ری‌شهری، با همکاری رسول افقی
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 26480
صفحه از 509
پرینت  ارسال به